قال جواد الفيروز، النائب البحريني السابق، إنه التقى بجنيف الأربعاء، المقرر الأممي الخاص بالتعذيب خوان منديز، لإبلاغه عن الانتهاكات فى سجن (جو)، وشكره على تقريره الذي ألقاه أمام مؤتمر حقوق الإنسان المنعقد حالياً بجنيف بشأن الوضع الحقوقي في البحرين.
وتواردت أنباء، أمس الثلاثاء، عن محاصرة قوات الأمن البحرينية لمباني السجون داخل السجن المركزي الكبير في منطقة (جوّ) جنوب البلاد.
وجاء فى تفاصيل ما حدث فى سجن (جو) بأن الشاب السجين جميل عبد الغني من منطقة شهركان تم نقله لمبنى الزيارات كي يرى عائلته، وهناك حصل إشكال بين السجين وقوات الأمن الذين قاموا بالاعتداء على السجين وولده بكل وحشية، وتمت محاصرة نساء العائلة في إحدى الغرف، لتأتي الأنباء بتعرض نساء العائلة للضرب – بحسب مرآة البحرين-.
وتمت إعادة السجين لزنزانته في سجن رقم 1 (المبنى القديم) ووجهه وملابسه مليئة بالدماء والكدمات، وما إن رأى السجناء حالة رفيقهم وما تعرض له أمام عائلته، حتى ثارت موجة من الغضب العارم.
ووصل الخبر لسجن رقم 4 (السجن الجديد) الذي يضم نحو 6 عنابر، وكذلك لسجن رقم 3 (المجاور للبحر) يمتلأ هذا السجن بالسجناء الصغار، اشتعلت السجون غضباً، وخرجت الشرطة والحرّاس من العنابر، ووضع السجناء حواجز تمنع قوات الدرك وغيرها التي حاصرت المباني من اقتحام السجون والتعرض للسجناء.
وبدأت صور قوافل سيارات الأمن التي تحمل المرتزقة وهي متجهة إلى سجن (جوّ) تملأ فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، وبرامج التواصل في الهواتف الذكية، وانتشر القلق والهلع بين أهالي السجناء السياسيين.
وصعد بعض السجناء إلى سطوح مباني السجون، وخرج بعضهم إلى ملعب خاص بالسجناء محاذ للبحر، وتجمعت قوات النظام، وبدأت في فتح عبوات الغازات المسيلة للدموع على فتحات التهوية والأبواب ومن كل منافذ، فتعرض كثير من السجناء للاختناق الشديد، وهو الأمر التي تسبب في تصاعد حدة الغضب والاحتجاجات.
وبدأت قوات الدرك الأردني بمهاجمة سجن رقم 1 (المبنى القديم)، ووقع أحد السجناء في أيديهم فتعرض لضرب مبرح، وأكد بعض السجناء إن هذا السجين كان لا يقوى على الحراك.
كما دخلت قوات النظام إلى المبنى القديم، فغابت أخباره تماماً، تم توجهت للمبنى رقم 4 (السجن الجديد) واقتحمته وخلفت وراءها عدداً من الإصابات البالغة في أجسام السجناء، وانتشرت صور لعدد من السجناء وقد ظهرت آثار الدماء على رؤؤسهم وأجسادهم، وآثار جراح تعرض لها عدد كبير منهم.
وكان مصير السجن رقم 3 الذي يمتلأ بالسجناء من صغار السن مماثلاً، وقد غابت أنباء السجناء بعد الاقتحامات التي تعرضوا خلالها للضرب الوحشي الشديد.
ومن جانبها، زعمت وزارة الداخلية البحرينية عبر تصريح صحفي، أن أهالي المعتقلين مُنعوا من زيارة أبنائهم بسبب عدم حمل أحد أفراد عائلة السجين هويّته الشخصية، وادّعت الوزارة أن الأهالي اعتدوا بالضرب على الشرطة، وأكدت قيامها باعتقال الأهالي وتحويلهم إلى الجهات المختصة.
يشار إلى أن مملكة البحرين تشهد اضطرابات سياسية منذ أن فشلت ما أسموها انتفاضة 2011 التي قادتها الأغلبية الشيعية المطالبة بإصلاحات ونصيب أكبر في السلطة، وسجن على أثرها المئات كان أغلبهم من الشيعة بتهمة المشاركة في احتجاجات غير مصرح بها، والضلوع فى هجمات واعتداءات على قوات الأمن.
وسجن (جو) هو المنشأة الرئيسية التي يحتجز فيها المئات بسبب مشاركتهم في احتجاجات مناهضة للحكومة وعنف سياسي أو لضلوعهم في هجمات مسلحة على قوات الأمن أو المدنيين.
وفي 2013 أصيب 40 سجينًا بحرينيًا على الأقل عندما استخدمت قوات الأمن الهراوات والغاز ورذاذ الفلفل وقنابل الصوت ضد سجناء احتجوا على أوضاع احتجازهم.