بدأ أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح حملة ميدانية بالعاصمة صنعاء ومدينة تعز الثلاثاء تطالب نجله الأكبر أحمد سفير اليمن الحالي في الإمارات بالترشح لرئاسة الجمهورية، وهي المرة الأولى التي يتم فيها التعبير عن هذا المطلب في شكل مظاهرات وليس تصريحات إعلامية.
حملة مبكرة
ونظم المئات من المنتميين إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق مهرجانا في ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة صنعاء رفعوا فيه لافتات تطالب نجل صالح بالترشح للرئاسة وشوهدت صوره منتشرة في عدد من شوارع صنعاء في لوحات إعلانية أثارت التساؤلات حول الدلالات والتوقيت.
وكان لافتا أن المحتشدين حرصوا على اختيار ميدان السبعين للتعبير عن هذا المطلب من المكان الذي كان الرئيس السابق يحشد مؤيديه إليه إبان ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 ويخاطبهم وجها لوجه لرفع معنوياته أنذاك.
وبالتزامن مع مهرجان صنعاء نظم أنصار نجل الرئيس السابق مهرجانا آخر بمدينة تعز التي كانت أول مدينة تنصب خياما مفتوحة للمطالبة بتنحي والده، وعاقبها حينها باستخدام القوة من خلال قوات الحرس الجمهوري (سابقا) وشهدت إحراق ساحة الحرية بمن فيها من المعتصمين.
دلالات التوقيت والمكان
ويرى مراقبون أن اختيار هاتين المدينتين لتدشين حملة تطالب بترشح نجل صالح يحمل دلالات مهمة منها أن القائمين على الحملة يريدون أن يعلنوا عن نجاح ثورتهم المضادة التي تحالفوا فيها مع جماعة الحوثي من خلال إيصال رسالة لثوار فبراير مفادها أنّ من ثرتهم ضده ها هو يطوي صفحتكم من المدينتين اللتين شهدتا أكبر ساحات اعتصامات ومظاهرات في 2011.
وكان من أهم أسباب تفجّر ثورة فبراير هو رفض التوريث الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إحكام قبضته على إدارة البلاد لولا خروج الشباب اليمني للشوارع والميادين لإسقاطه واستبداله ببناء دولة ديمقراطية حقيقية.
ويقول متابعون إن الهدف من هذه الحملة جس نبض الرأي العام المحلي والخارجي لقياس مدى تقبله نجل صالح رئيسا لليمن في المرحلة القادمة وتتناغم مع ما يقال إنه دعم من الإمارات لهذا التوجه، وربما يعززه تغريدة نشرها قبل فترة قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان الذي كتب قائلا :الحل يكمن في أحمد علي عبد الله صالح.
وقبل توليه منصب سفير اليمن بالإمارات كان أحمد علي يشغل منصب قائد قوات الحرس الجمهوري سابقا والتي ما تزال كثير من أولويتها تدين له بالولاء بسبب بنائها على أساس يهدف لحماية كرسي الحكم فقط.
تصعيد هادي وصالح
وتزامنت هذه التحركات لصالح وحزبه مع الفراغ القائم بصنعاء منذ استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي ومغادرته إلى عدن جنوب البلاد إثر سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة بالقوة.
كما تتزامن مع تصعيد كلامي قديم جديد بين الرئيس السابق وسلفه الحالي، حيث يتبادل الرجلين الاتهامات حول نهب المال العام والسعي للانفصال وكل طرف يحشد أنصاره.
وكان الرئيس السابق هاجم سلفه الحالي واتهمه في خطاب ألقاه خلال لقائه بوفد من شباب محافظة تعز الاثنين، بأكل أموال الشعب وثرواته ووقف الاستثمارات وضرب السياحة في اليمن.
كما اتهمه بالفشل في إدارة البلد ووصولها إلى مرحلة التردي وتوجه صالح بحديثه إلى هادي مطالبا إياه بمغادرة البلاد بعد فشله في إدراتها وتركها لمن يستطيعون إدارتها، مشيرا إلى أنه سيضمن له مغادرة آمنة.
وفشل الرئيس هادي، بتغيير قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا)،عبدالحافظ السقاف الموالي لصالح.
في المقابل، رد الرئيس هادي، الثلاثاء، على اتهامات صالح وقال خلال لقائه في عدن، عدد من أعضاء السلطة المحلية والتنفيذية ومجلس النواب والشخصيات الاجتماعية ووجهاء ومشائخ محافظة تعز: “ان من لديه مشروع وطني عليه ان يطرحه للنقاش، داعيا إلى وقف المناكفات والمكايدات الإعلامية في إشارة إلى الرئيس صالح“.
واكد أن عام 2015م ليس مثل العام 1994م، داعيا الشرفاء إلى الالتفاف حول الشرعية الدستورية للبلاد، وأكد على أهمية محافظة تعز واعتبرها قلب اليمن النابض.
وأوضح أن مخرجات الحوار الوطني تعد مشروعا لليمنيين جميعهم من صعدة حتى المهرة لكونها مشروعا يوزع السلطة والثروة بين أبناء الوطن الواحد على أساس العدالة والمساواة، مثمنا الدور الكبير الذي اضطلع بها أبناء تعز في صنع إحداث التغيير السلمي من خلال الثورة الشبابية في 2011م وما تلاها.
عبدالله اليمني – صنعاء
التقرير