فجر الكاتب القومي عبدالباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية حالة من الجدل، بعد تصريحات له على قناة “بي بي سي وورلد” بالانجليزية، دافع فيها عن هيمنة إيران النووية على دول الخليج، والغريب أن “عطوان” في تصريحاته على الفضائيات باللغة العربية، يتحدث بمنطق مخالف.
وقال “عطوان”، الكاتب الفلسطيني المقيم بلندن، “لطالما كانت دول الخليج تعيش تحت ظل الهيمنة النووية الإسرائيلية على مدى 50 عاما، وبالتالي لم لا تستطيع هذه الدول العيش أو التعايش مع التهديد الإيراني ولم الاعتراض عليه إذا ما كان هناك تهديد فعلا”.
وتساءل عن البديل للاتفاق النووي مع إيران؟!، قائلا، “ولما لا تتم المصادقة على هذا الاتفاق الذي سيتيح تجميد البرنامج النووي وكامل بنيته التحتية على مدى السنوات العشر المقبلة؟، وبعدها لا نعلم ما سيحصل، وليس من الحكمة أن يكون البديل إشعال حرب في المنطقة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بخطابه استفز الجميع من أمريكيين ويهود وعرب عبر تقديم نفسه بصفته القائد في الشرق الأوسط وحتى على الأميركيين أنفسهم عبر الإملاء عليهم ماذا يجب فعله”.
وأضاف عطوان، لبرنامجDateline London ، قائلا، “نتنياهو أحرج زعماء الدول الكبرى في العالم وأفضل حلفاء إسرائيل التي ما كانت لتظل قائمة لولا مساعدتهم، بل وقسم اليهود أنفسهم في المواقف، وإذا ما تمعنا في الأمر، ففي الفترة التي كانت فيها إيران تحت ضغط العقوبات كانت تتحكم في كل الشرق الأوسط برمته سواء اليمن أو العراق أو سوريا أو لبنان، وبالتالي لم تكن العقوبات مجدية وهو ما يجعل خيار إدارة الرئيس أوباما في إبرام هذا الاتفاق خيارا صائبا وسليما، وإيران هي الدولة الوحيدة التي ترسل قوات على الأرض لمحاربة تنظيم داعش، وهم يقاتلونه حاليا في مدينة تكريت العراقية”، مضيفا، “ولكن المشكلة أن الأمريكيين، يرفضون الحديث مع طهران، وجعلها حليفا في قتال داعش”.
وتابع عطوان، “القتال الدائر حاليا في مدينة تكريت يعد من إرهاصات المعركة الكبرى التي ستجري ضد تنظيم داعش في الموصل وربما لاحقا في مدينة الرقة في سوريا حيث عاصمة التنظيم، وسنرى ما إذا كان الأمر سينجح أم لا مع احتمال أن يرتد بمفعول عكسي لأن السنة في العراق يرون الشيعة الآن يقاتلون في تكريت التي كانت قاعدة صدام حسين وعاصمة الحكم السني من قبل، وفي حقيقة الأمر تساعد طائرات التحالف في دعم جهود الإيرانيين عسكريا على الأرض في تكريت، ولكن المقلق في الأمر هنا، هو اللعب على الجانب الطائفي وهو أخطر الأمور في الشرق الأوسط، ولا أعتقد أن في وسع الولايات المتحدة الانتصار على داعش فهي لم تنجح في تحقيق الانتصار من قبل على القاعدة في العراق على مدى 10 سنوات”.