أشار تقرير لموقع «ديبكا فايل» (DEBKAfile) الاستخباري الصهيوني إلي ما اعتبره ”صفقة“ إيرانية أمريكية يقاتل بموجبها الحرس الثوري الإيراني تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق مقابل تنازلات لأوباما في الاتفاق النووي، مشيرا لأن الإستراتيجية النووية الإيرانية ”تجلب الأرباح“ لأوباما الذي ستكتفي قواته بمحاربة تنظيم الدولة من الجو بينما يقوم الحرس الثوري بدور محاربة «داعش» علي الأرض مثلما بدأ في تكريت.
«ديبكا» قال في تقرير بعنوان: ”الإستراتيجية النووية الإيرانية لأوباما تجلب الأرباح: الحرس الثوري يهاجم تكريت“ أن خطط الرئيس الأميركي «باراك أوباما» لإيران، التي حاول «بنيامين نتنياهو» الطعن عليها في خطابه بالكونجرس الثلاثاء 3 مارس/آذار، بدأت تتجلى علي بعد 10 الاف كليومترا من واشنطن في مدينة تكريت، البلدة السنية المهمة شمالي بغداد التي بدأت القوات العراقية بزعامة إيران الهجوم عليها لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» منها في أكبر معركة برية منذ سقوط الجيش العراقي.
وقالت أن هناك أربعة أسباب تجعل من معركة تكريت دليلا علي صفقة أمريكية إيرانية تضمن الاعتراف الأمريكي بحق إيران في استغلال الطاقة النووية مقابل دور إيراني في محاربة «داعش» بالعراق هي:
1- أن هذه الخطة هي مغامرة كبيرة لإيران لاستعادة هيبتها وحصول طهران علي مكاسب عبر مشاركة قائد فيلق القدس الجنرال «قاسم سليماني» في عملية تكريت مباشرة، وهو أول مسؤول رفيع المستوى في إيران يشارك مباشرة في الحرب في العراق والقيادة المباشرة لمعركة رئيسية لضمان نجاحها.
2- رغم مرور الوقت من بدء الهجوم يوم الأحد 1 مارس/آذار، بـ25 الفا من القوات الإيرانية والعراقية، المدعومة من قبل الميليشيات الشيعية العراقية، فلا تزال هذه القوات تقاتل خارج أبواب تكريت ما أحبط الآمال الكبيرة لتحقيق نصر سريع واختراق في المدينة، كما أن قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» نجحت في إبطاء تقدم هذه القوات عبر نثر المئات من الألغام والعبوات الناسفة على جميع الطرق المؤدية إلى تكريت، وعبر فرق من الانتحاريين فجروا أنفسهم وسط الجيش الغازي، وهو تكتيك سبق أن اتبعه جنود «داعش» من قبل في معركة بلدة كوباني الكردية السورية، وتفاخر «داعش» بأن أحد الانتحاريين كان مواطنا أمريكيا يطلق عليه اسم «أبو داود الأمريكي».
3- الولايات المتحدة لا تشارك بقوات عسكرية أرضية في المعركة، باستثناء مستشارين أمريكيين وضربات جوية، وهو ما جعل «نتنياهو» يقدم المشورة للكونجرس محذرا من هذه المزايا النسبية لإيران ومبدأ ”عدو عدوك هو عدو“، للجنرال «مارتن ديمبسي»، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة للموظفين، الذي تتبناه إدارة أوباما حول هذا الموضوع، وهو ما يعني وجود قوي لايران وحلفائها (الميليشيات الشيعية العراقية). وما يؤكد ما يقوله «ديبكا» عن أن هناك توافق أمريكي ايراني علي حصر الدور الأمريكي نفسه في غارات جوية على العراق وسوريا وترك وطأة الحرب البرية لقوات الحرس الثوري الإيراني، كنوع من تقسيم العمل، وهو ما يقلق قادة الجيش الإسرائيلي لأن هذا يجعل الخطر الإيراني أقرب من أي وقت مضى إلى إسرائيل، بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، حيث يجري نسخ ما يحدث في العراق في جنوب سوريا، بعدما أنضم الجنرال «سليماني»، لمجموعة من الجنرالات الإيرانية زملائه، لقيادة عملية الاستيلاء على منطقة الحدود السورية الإسرائيلية في ذلك مدينة القنيطرة الجولان، ما يعني أن تصبح إيران وإسرائيل جيران.
4- الدور الذي أعده «أوباما» لإيران في العراق يصب مباشرة في إطار تنازلات له في المساومات الجارية لاتفاق نووي شامل مع إيران.