قال موقع “شؤون خليجية”، أن مفاوضات تجري بين السلطات السعودية, وعدد من المعارضين السعوديين في الخارج، وأن هناك وساطة قطرية في المفاضات، وقالت المصادر أن بعض المعارضين استجاب للوساطة، وانها نجحت في ضمان عودتهم للمملكة، وتعويضهم ماديا، ورفع اسماءهم وأسرهم من قوائم الانتظار وكذلك المنع من السفر، بشرط التوقف عن توجيه أي انتقادات سياسية للنظام والاسرة الحاكمة، دون أن يشمل التوقف عن انتقاد الانقلاب العسكري في مصر أو نظام الامارات.
وقال المصادر ل”شؤون خليجية” أن المفاوضات نجحت مع المعارض السعودي الدكتور كساب العتيبي، الذي يعيش في لندن، وأنها تمت بوساطة أمير قطر اثناء زيارة ولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف للدوحة، حيث التقى د. العتيبي في جلسة مع أمير قطر قبل اربعة أعوام، إلا أن هذه المفاوضات توقفت بعد ثورات الربيع العربي، وبدأ “العتيبي” هجوماً شرسا على العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز والأمراء السعوديين، ومنهم وزير الداخلية محمد بن نايف، إضافة إلى حكام أبوظبي، الأمر الذي أدى إلى منعه من دخول جميع الدول الخليجية والأردن بإستثناء عُمان وقطر.
شكر لولي ولي العهد السعودي
لكنه عاد وووجه شكره للأمير محمد بن نايف في أكتوبر الماضي،، لإرساله طائرة إخلاء طبي لنقل والده من الجوف إلى الرياض (توفي والده قبل أن يتم نقله).
وخلال اليومين الماضيين تداولت أخبار شبه مؤكدة عن وجود العتيبي في قطر وانه جاء بشكل مفاجئ، كما تواترت أنباء قبل نحو أسبوعين أنه كان طرفاً في اجتماع عُقد في الدوحة بين أمير قطر الشيخ تميم، وولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، ونشر مواطن قطري على حسابه على “تويتر” صورة للدكتور كساب العتيبي وقال أنها التقطت له أمس -الجمعة- وهو في مخيم صحراوي، معلقاً عليها بالقول “اليوم الدكتور كساب العتيبي في ضيافتنا في الخرارة جنوب الدولة (قطر)”، – بحسب وكالة أنباء البحرين اليوم –
غانم الدوسري وقصة الاتفاق
أما المعارض السعودي المقيم في لندن “غانم الدوسري”، فقد نشر في العشرين من الشهر الماضي على حسابه الرسمى في “تويتر”، تفاصيل الاتفاق بين الأمير محمد بن نايف والمعارض السعودي د. كساب العتيبي، وقال “الدوسري”: إن محمد بن نايف اجتمع مع كساب العتيبي بحضور أمير قطر، وجرى خلال اللقاء عقد صفقة على أن يتوقف العتيبي بموجبها عن انتقاد السعودية، ويتخلى عن معارضته للنظام في مقابل حصوله على 21 مليون ريال سعودي (5.6 مليون دولار) – يبدو أنها بواقع مليون ريال عن كل سنة من الـ 21 التي قضاها في المنفى”.
ووفقاً للصفقة التي ذكرها “الدوسري” فإن “العتيبي” يمكنه أن يزور السعودية دون الخشية، أن يعتقل أو يمس هو أو احد من أفراد أسرته، كما سيتم رفع اسمه من قائمة المطلوبين للسعودية، على أن يعود بعدها للعيش في قطر بدلاً من لندن، مبيناً أن محمد بن نايف أبلغ “كساب العتيبي” ان الصفقة لا تعني منعه من الاستمرار في انتقاد الإمارات ومصر.
من سرب تفاصيل الاجتماع؟
والناشط السعودي “غانم الدوسري”، الذي ليس لديه عداوة مع د.كساب العتيبي، زعم أنه حصل على المعلومات الخاصة بصفقة “كساب العتيبي” من وزارة الداخلية السعودية، وهو أمر مستبعد، لكن يبدو أن هناك أطراف أخرى مطلعة على الاجتماع سربت اليه التفاصيل ، وارادت أن يكشف عما جرى في الاجتماع، لسبب ما “!”.
المعلومات نفسها التي كشف عنها “الدوسري”، أكدتها شخصيات محسوبة على النظام السعودي، عبر حساباتها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لكنها لم تتطرق إلى أي تفاصيل، أنما قالت إن ” كساب العتيبي ربما يعود إلى السعودية قريبا ” .
صمت كساب العتيبي
فيما ألتزم د. كساب العتيبي الصمت ولم يعلق على هذه الأخبار، وحاول “شؤون خليجية” التواصل مع “العتيبي” دون جدوى – ، وبمتابعة حسابه على “تويتر” فانه توقف تماماً عن انتقاد السعودية منذ أكثر من شهرين، وهو ما يعطي دلالات على صحة هذه الأنباء ومصداقيتها .
المعروف أن د. كساب العتيبي، غادر إلى لندن في 1994، وانضم إلى المعارضين السعوديين محمد المسعري وسعد الفقيه، قبل أن يقطع علاقته بهما بعد سنوات، لكنه مستقر في العاصمة البريطانية منذ خروجه من بلاده، ومعروف عن كساب دفاعه القوى عن قطر وأميرها طوال السنوات الماضية على حسابه في “تويتر”.
المعارضة الاسلامية بالخارج
يذكر أن قطر تواصلت مع أطراف من المعارضة السعودية في الخارج، خصوصاً من ذوي التوجهات الإسلامية، وهو ما ألمح الى ذلك رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم في مكالمة مسجلة جرت بينه وبين معمر القذافي والتي تم تسريبها بعد مقتل الثاني على يد الثوار في 2011.
ويبقي السؤال هل بدأ محمد بن نايف استئناف صفقاته ووعوده للمعارضين بالعودة؟ ، وهل سيفي بها أم ينقض وعوده كما سبق مع عدد من الجهاديين الذين وعدهم بعدم ملاحقتهم إذا عادوا وتابوا، ثم ألقي بهم في السجون حتى الان ومنهم من توسط لهم الدعية السعودي المعروف الشيخ سفر الحوالى .