طالب الشيخ د. صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام الأمة الإسلامية للأخذ بشريعة الله بقوة، مؤكدًا أن البعد عن منهج أهل السنّة والجماعة والبعد عن الشريعة الإسلامية هو سبب كل هزيمة وانهيار للأمة.
وفي خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أضاف آل طالب أن التفلُّت من الطاعات والهرب من التكاليف والواجبات هو سبب التخاذل والتردي الذي تعاني منه الأمة الإسلامية. منتقدًا من يتتبع الخلافات الفقهية، ويستدل بشواذ الآراء، ومشيرًا إلى أن الأحكام الشرعية عُطِّلت باسم الخلاف، وانتهكت الحرمات باسم الخلاف.
وشدد آل طالب على أن هؤلاء الذين يتتبعون الخلاف نسوا أن الله أنزل القرآن لنحكِّمه في الخلافات، تاليًا قوله تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه}، لافتًا إلى أن وظيفة القرآن هي الهداية ورفع الخلاف وبيان الحق. وتلا قوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله}، موضحًا أن من يتتبع الخلافات يصنع لنفسه دينًا من الشهوات.
وأكد أن على الأمة أن تأخذ أوامر الله بجد وحزم، وأن تبتغي بها مراقي العز بعزم، مشيرًا إلى أن أحكام الشرع ليست أثقالًا، بل هي أسباب قوة، تاليًا قول الله: {خذوا ما آتيناكم بقوة}، و{يا يحيى خذ الكتاب بقوة}.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أن من أهم الأمور التي ينبغي أن يتم بثها بين الناس نشر معاني الورع والخوف من الله، مذكِّرا بحديث البخاري أن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنما أول ما نزل منه (القرآن) سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدًا، لقد نزل في مكة على محمد صلى الله عليه وسلّم وإني لجارية ألعب {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} (وبكى الشيخ صالح) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده) الحديث.
وتابع أن الرضا بالله وبدينه وبرسوله تمام الإيمان، والإيمان تمام الرضا، مشيرًا إلى أن الخوف من الله سراج يضيء في حنايا القلوب، ومشعل لسلامة الدروب.
واختتم الشيخ “آل طالب” خطبته بالتذكير بقول الضحّاك: (أدركت الناس وهم يتعلمون الورع، وهم اليوم يتعلمون الكلام والجدل)، وخاطب المصلين قائلًا: “فارضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا، تذوقوا طعم الإيمان، ويرضى الله عنكم ويرضيكم”.