على الرغم من اتفاق السلام (كامب ديفيد) الموقّع بين إسرائيل ومصر، إلّا أنّ الحرب النفسيّة بين الطرفين ما زالت مستمرّة، وبوتيرةٍ عاليةٍ، وخصوصًا في ظلّ الوقاحة الإسرائيليّة المعهودة، ومحاولة تسويق هذه الدولة للعالم بأنّها دولة ديمقراطيّة تُحافظ حتى على حياة الحيوانات، فيما يقوم العرب بقتل الكلاب بشكلٍ قاسٍ، أمام الجمهور، الذي عوضًا عن تقديم المساعدة للكلب، يقومون بتصوير المشهد المُقزز.
وفي هذا السياق، أفادت تقارير إعلاميّة إسرائيليّة، الجمعة، أنّ نشطاء مصريين قاموا بتدشين على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر هاشتاج بعنوان (كلب شارع الهرم) بعد تداول فيديو تعذيب كلب في منطقة شارع الأهرام، على أيدي بعض من الناس انعدمت منهم الرحمة، تجمعوا حوله وقاموا بتقييده في عمود إنارة وضربه ثم ذبحه بطريقة وحشية على مرأى ومسمع من الناس، الذين وقفوا يشاهدوا تلك الفاجعة ويقوموا بتصويرها، وقد تصدر هذا الهاشتاج المركز الأول في أقل من ساعة من تدشينه في مصر.
لكنّ الضجة، كما قال موقع (المصدر) الإسرائيليّ، لم تهدأ ولم تبق بحدود الحديث المصري الداخلي. فبعد ساعات من الحادثة الأليمة التي أغضبت العديد من المصريين، على التعامل الرهيب مع الحيوانات، قام الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيحاي أدرعي، بنشر صورة لجنود إسرائيليين حيث صادفتهم واقعة خلال جولة اعتيادية وجدوا فيها كلبًا بحاجة للمساعدة. أوقف الجنود جولتهم وتقدّموا لتخليص الكلب من بين الصخور. بعد ذلك، تابع الموقع قائلاً، بدأت الردود بالتدفق دون انقطاع على الفيس بوك وتويتر: إسرائيل تتاجر بحادثة “كلب الهرم” لتحسين صورتها المشوهة، كُتب في أحد المواقع المشهورة.
وكُتب في عنوان آخر “أفيحاي يرد على ذابحي كلب الهرم بـ 3 صور”. وفي حديثٍ مع الناطق بلسان جيش الاحتلال ادرعي قال للموقع إنّه لم يقصد أبدًا التعامل مع الحدث الذي أغضب مصر فعرض أحداث يقوم بها جنود إسرائيليين بمساعدة حيوانات لا علاقة لها بالحدث الرهيب في مصر، على حدّ قوله. يُشار إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ دربّ درب مجموعة من الكلاب البوليسية الشرسة على الانقضاض على كل عربيّ يردد عبارة الله أكبر. وأشارت المصادر الإسرائيليّة إلى أن وحدة من الجيش الإسرائيليّ تقوم بتدريب الكلاب بشكل تصبح بمقتضاه مبرمجة أوتوماتيكيًا على مهاجمة كل شخص يردد عبارة التكبير.
وأوردت أنّ إسرائيل أفردت لكلّ كلب بوليسيّ مرشدًا لكي يتدرب على هذه المهمة. وفي مداخلة له في الكنيست قال النائب العربي أحمد الطيبي إنّ الجيش الإسرائيلي يقوم بتدريب الكلاب على مهاجمة الفلسطينيين وهو بهذه الطريقة يوكل مهمة التنكيل بالفلسطينيين للكلاب الشرسة. واستغرب الطيبي من هذا الصنيع قائلا: تصوروا لو أنّ هذه الكلاب مرّت من أمام مسجد أو جامع، فما هو مصير المصلين؟ وتابع: أنا سأردد على مسامعكم عبارة “الله أكبر” وسأرى إن كانت هناك كلاب في الكنيست حتى تهاجمني، الله أكبر عليكم، قال النائب الطيبي. وكان النائب الطيبي قد طالب منذ سنتين خلتا بتقديم استجواب لوزير الأمن إيهود باراك حول قيام جيش الاحتلال بتدريب الكلاب على الانقضاض ومهاجمة كل عربي يردد “الله أكبر”.
وتساءل في ذلك الوقت وأمام أعضاء الكنيست: كيف تدربون كلابكم على تشخيص العربي؟ وماذا بالضبط يخيفكم من الذكر والدعاء الديني والإيماني “الله أكبر”؟ ونظر الطيبي إلى أحد النواب وواصل كلامه قائلاً: أرى نائبًا يغطي وجهه خجلاً من كلامي حول الكلاب، لكن عليكم جميعا أنْ تغطوا وجوهكم خجلاً من تصرفات جيشكم، وأضاف بنبرة حادة: إلى أين وصلتم؟ وإلى أي حضيض هبطتم؟.
زهير أندراوس