سويف- (أ ف ب): تشدد السعودية مراقبة حدودها الطويلة مع العراق خشية تسلل مقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية عبر سياج حديدي متطور جدا بدات تشييده قبل خمسة اعوام خشية انفلات الاوضاع الامنية في العراق.
وقال محمد الرشيدي قائد حرس الحدود في مركز جديدة عرعر الذي يبعد حوالى عشرة كيلومترات عن الحدود “كما تعرفون، ان الارهابيين هم الخطر الاكبر حاليا”.
واضاف “من الآن فصاعدا، كل الذين يحاولون اجتياز الحدود سنعتبرهم ارهابيين”.
يذكر ان الرياض وقعت العام 2009 اتفاقا مع شركة الدفاعات الاوروبية (اي ايه دي اس) لتشييد سياج امني متطور جدا تكنولوجيا يغطي كافة حدود المملكة البالغ طولها حوالى تسعة الاف كلم.
وجديدة عرعر هي مركز من المراكز الحدودية الكثيرة التي تتضمن محطات تحكم ومراقبة لاي تحركات مشبوهة عبر الحدود الشمالية للمملكة مع العراق اليالغ طولها نحو 800 كيلومتر.
وقد تم ندشين السياج المزدوج والمزود بنظام مراقبة متطور جدا في ايلول/ سبتمبر الماضي في اطار التدابير المتخذة من قبل الرياض لحماية اراضيها من اي تهديد مصدره العراق.
ويشكل تنظيم الدولة الاسلامية التهديد الابرز حاليا لكن عندما بدات المملكة تشييد السياج المتطور امنيا كان الغرض صد الانفلات الامني في العراق ومنع عمليات التهريب ايضا.
وقد تضاعفت في السعودية المخاوف من التنظيم بعد مشاركة المملكة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتطرفين.
وكان ثلاثة من حرس الحدود السعودي بينهم عميد قتلوا في كانون الثاني/ يناير في منطقة قريبة من سويف في اشتباكات مع اربعة “ارهابيين” تسللوا الى المملكة بحسب السلطات.
وقتل المهاجمون، وجميعهم سعوديين، في الاشتباكات، فيما قتل اثنان منهم بتفجير الحزام الناسف الذي كانا يحملانه.
ولم تعلن السلطات بشكل رسمي ان تنظيم الدولة الاسلامية يقف خلف هذا الهجوم.
لكن السلطات السعودية اكدت ان ثلاثة سعوديين مرتبطين بتنظيم “داعش” مسؤولون عن هجوم استهدف دنماركي في تشرين الثاني/نوفمبر في الرياض.
كما اشارت السلطات الى علاقة بين التنظيم وبين منفذي هجوم استهدف حسينية للشيعية في شرق البلاد في الشهر نفسه، ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص.
وفي غرفة تشبه قاعات المحاضرات، يجلس خمسة ضباط خلف مكاتبهم ويراقبون كما كبيرا من الصور التي تصلهم عبر كاميرات المراقبة والرادارات المنتشرة على طول السياج.
وفي حال رصد صور مشبوة، يتم ارسال اشارت عاجلة الى اجهزة الكمبيوتر المحمولة التي بحوزة دوريات التدخل السريع على الارض.
وقال الرشيدي “عندما يكون هناك اي حادث، نرسل ستة رجال ومركبتين” على الاقل، ويكون الرجال مزودين بمسدسات ورشاشات.
ومركز التحكم الذي يشرف عليه الرشيدي يعد بديلا عن الدوريات الحدودية التقليدية التي كانت تعمل في السابق من دون التجهيزات المتطورة التي يستخدمها حرس الحدود من خلال السياج.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وسعت المملكة المنطقة العازلة على طول الحدود من عشرة كيلومترات الى عشرين كيلومترا.
وقال الرشيدي “من الصعب جدا” ان يتمكن اي شخص من اجتياز هذه المنطقة في الوقت الحالي.
وكان المتحدث باسم حرس الحدود محمد الغامدي اعلن مؤخرا ان قوات حرس الحدود تلقوا اوامر باطلاق النيران على اي شخص يرصدون تسلله عبر الحدود.
وقال “سنطلق النار مباشرة عليه دون اي طلقات تحذيرية”.
الا ان الرشيدي اكد ان رجاله لم يضطروا الى تنفيذ هذه التوجيهات حتى الآن على طول القسم الحدودي الذين يراقبونه والممتد على 189 كيلومترا.
والطريق المعبدة التي تربط بين شمال السعودية والعراق وتمر عبر منطقة سويف الصحرواية، مقطوعة جاليا، وتحيط بها الاسلاك الشائكة.
ولا يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على اي اراض في جنوب العراق، الا ان المهاجمين الاربعة الذين تسللوا الى المملكة في كانون الثاني/يناير قدموا من هذه المنطقة بالتحديد.