ما زالت أضواء الشهرة تحيط بكرسى البرلمان وتجعله المقعد الذهبى الذى يتهافت عليه الجميع، إلا أن مجلس 2015 ذو طبيعة خاصة، فهو البرلمان المنتظر لتكتمل به خارطة الطريق والتى تعد آخر استحقاق 30 يونيو، لتدخل به مصر مرحلة الاستقرار المنشود.. “المصريون” رصدت من داخل الدوائر القضائية أغرب المرشحين وأجواء من الكوميديا تارة والشغب تارة أخرى على أعتاب البرلمان القادم.
صراع على التصريحات الصحفية
رجل وزوجته يتسابقان فى إعطاء التصريحات الصحفية أمام مقر لجنة الانتخابات بمقر محكمة شمال القاهرة بالعباسية فور تقديم أوراق ترشحهما على مقاعد الفردى، مؤكدين ترشحهما على نفس الدائرة ليتنافسا على مقعد البرلمان، وأوضحا أن الأمر لن يثير أى أزمة فيما بينهما لكونهما متفاهمين للغاية.
فيما ضمت قائمة مرشحى البرلمان أسماء عجيبة لنواب محتملين، ففى دائرة المطرية التابعة لمحافظة القاهرة تقدم دودو العمدة نجل ميمى العمدة لمحكمة شمال القاهرة بأوراقه لخوض المعركة الانتخابية.
وفى محكمة الجيزة الابتدائية تقدمت المرشحة المنتقبة الوحيدة وتدعى ماجدة محمد على شلبى مرشحة مستقلة عن دائرة الجيزة، وقالت ماجدة إنها تقدمت للترشح من أجل الدفاع عن حقوق المرأة ومناصرتها فى البرلمان القادم.
وأضافت أنها لا تنتمى إلى أى فصيل سياسى وأنها مؤيدة لـ30 يونيو والرئيس عبد الفتاح السيسى.
وفى دائرة الوراق التابعة لمحافظة الجيزة، تقدم عدد كبير من المرشحين لخوض المعركة الانتخابية، ومن أبزر الأسماء التى تتصدر قائمة الأسماء العجيبة فى هذه الدائرة مدحت ظاظا.
ومن عجائب وطرائف الانتخابات البرلمانية، توجه عم يسرى، وهو يعمل “بقال” بمنطقة حلوان إلى اللجنة العامة للانتخابات البرلمانية، بمحكمة جنوب الجيزة، للتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات البرلمانية.
وفى مشهد طريف، احتفل أنصار عم يسرى بترشحه للانتخابات البرلمانية بخلعهم سرواله وحمله على الأكتاف، مرددين هتافات “كلنا معاك يا يسرى”.
فيما اصطحب المحامى سامح صديق أثناء تقديمه أوراق ترشحه فى محكمة شمال القاهرة بالعباسية للترشح عن دائرة مدينة نصر، أكثر من عشرين محاميًا من محامي مدينة نصر وسط تأييد وتهليل ومدح فيما التقطوا صورة تذكارية معه، وقال سامح إن أهم شيء فى برنامجه الانتخابى هو سن القوانين التى تخدم أبناء دائرته، حيث لا يهتم سوى بسن القوانين لأنها هى من ستقدم الخدمات إلى أهالى منطقة مدينة نصر.
فيما تقدم علاء الدين النواوى بأوراق ترشحه على المقعد الفردى بدائرة العمرانية والطالبية، لمحكمة جنوب الجيزة الابتدائية، والذى كان يعمل سائقًا فى موكب الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، وأسرته، وعدد من رؤساء العالم أثناء تواجدهم داخل مصر.
وقال النواوي، إن لديه الكثير من الأسرار الخاصة بالقصر الجمهورى أثناء فترة خدمته بها والتى استمرت لمدة سبع سنوات.
وفى تصريحات خاصة لجريدة “المصريون”، كشف النواوى عن طبيعة تعامل أسرة مبارك معه، فجاء منير ثابت شقيق سوزان مبارك فى المرتبة الأولى الأكثر سخاءً، يأتى بعده حرم علاء مبارك والتى كانت تمنحه 200 جنيه فى كل مرة يوصلها لمنزل أسرتها.
وروى النواوى قصته الشهيرة مع زكريا عزمى رئيس الديوان بالقصر الرئاسي، حينما تطاول عليه بالتعدى والسب بعد رفضه مساعدته فى علاج ابنته، وهو ما دفعه للتقدم باستقالته من عمله داخل القصر الجمهوري.
وفى موجة ساخرة على موقعي التواصل الاجتماعى “فيس بوك” و”توتير”، انتقد عدد من النشطاء ترشح كل من الفنان حمدى الوزير والفنانة الاستعراضية سما المصرى فى الانتخابات البرلمانية القادمة، وقال أحد النشطاء: “يعنى هى جت عليكو ما هى خربت”.
جاء ذلك بعد أن تقدم الوزير بأوراق ترشحه لانتخابات البرلمان المقبل، بعد أن استكمل أوراق تقديمه لدائرة العرب والمناخ بمحافظة بورسعيد، وسط حضور حافل من مؤيديه ومحبيه أمام قاعة المحكمة بالتزامن مع تقديمه أوراقه، رافعين صوره ومرددين هتافات مؤيدة له.
كما تقدمت أيضًا الفنانة الاستعراضية سما المصري إلى محكمة شمال القاهرة بالعباسية؛ بأوراق ترشحها للانتخابات البرلمانية القادمة عن دائرة الأزبكية.
ونشبت بعض المشادات الكلامية بين رئيس محكمة شمال القاهرة والضابط المكلف بتأمين المحكمة، بعد أن وُجه له اتهام بأنه اهتم بحماية الفنانة سما المصرى على حساب تأمين قاعة المحكمة خوفًا عليها من تعرضها لأى اعتداءات من رواد المحكمة.
أحزاب تعيش أجواء أفلام الفتوات قبل الانتخابات
أما على الجانب الحزبى، فلم تكن الأحزاب السياسية بعيدة عن الوقائع والأحداث الغريبة التى وقعت خلال التحضيرات النهائية للانتخابات البرلمانية ففى واقعة تشبه أفلام السينما، كشف جمال مصطفى عضو المكتب السياسى لحزب الدستور، وقوع مشادات ساخنة أثناء اجتماع الحزب، بعد إعلان الحزب عدم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة دون علم أعضاء المكتب السياسى والهيئة العليا للحزب، مشيرًا إلى أن الهيئة العليا للحزب كانت أجمعت فى اجتماع سابق على خوض الانتخابات بموافقة وحضور رئيسة الحزب الدكتورة هالة شكر الله.
وأضاف مصطفى فى تصريحات خاصة لـ”المصريون”، أنه تم تقديم تقرير كاذب عن المكتب السياسى يؤكد رفضه خوض الانتخابات، قائلًا إن الأمين العام للحزب تامر جمعة ومعه باقى أعضاء المكتب السياسى كانوا مؤيدين خوض الانتخابات البرلمانية، ومع إعلان عدم خوض الحزب الانتخابات ازدادت حدة الخلافات، ما أدى إلى تعدى أحد أعضاء الحزب على تامر جمعة ووضع السكين على رقبته.
وفى الاجتماع الخاص بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى الخاص بمسألة قراره بشأن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقعت مشادات كلامية وتشابك بالأيدى عقب اقتحام شامل الطحاوي عضو الحزب الاجتماع فى محاولة منه لتعطيله ورفضه مسألة قرار الحزب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية.
ومن جانبهم، أكد أعضاء اللجنة المركزية بالحزب، أن شامل الطحاوى ليس عضوًا بالحزب من الأساس، ولكنه جاء إلى المؤتمر فى محاولة لتعطيل سير الاجتماع وقراره بشأن عدم المشاركة خاصة بعد مقتل شيماء الصباغ، أحد أعضاء الحزب خلال مشاركتها فى مظاهرات الذكرى الرابعة لثورة الـ25 من يناير.
ويرد الطحاوى على تلك الاتهامات أن ما تردد حول اقتحامه اجتماع الحزب بنقابة المحامين مغلوط، مشيرًا إلى أنه عضو قديم فى الحزب وكل قيادات الحزب تعرفه جيدًا، وأن ما حدث هو مشادة بينه وبين أحد أعضاء الحزب.
وأضاف الطحاوى فى تصريحات صحفية أنه كان متواجدًا فى اجتماع الحزب، وطالب أحد الأعضاء بخروجه بدعوى أنه يؤيد الشرطة، فخرج احترامًا لقادة الحزب ولم يصدر منه أى فعل مشين، مشيرًا إلى أن أحد أعضاء الحزب، ويدعى أيمن أبو العلا، تعدى عليه لفظيًا بعد خروجه من الاجتماع بسبب دعمه الشرطة، ثم جاء عضو آخر وتعدى عليه بالضرب.
أغرب 30 رمزًا انتخابيًا
انتخبوا مرشحكم رمز “الكماشة، المفك، الولاعة، البايب، البوتاجاز، المنشار، طبق الدش”، لتمثيلكم فى البرلمان، إضافة اللجنة العليا للانتخابات بعض الرموز الانتخابية لمرشحى البرلمان المقبل، كانت كفيلة بخلق جو من السخرية، ولكن لم يكن عددها هو الأمر المثير للجدل، بل كانت الرموز نفسها التى يمكن وصفها بـ”غير المنطقية”.
كما استقبل المرشحون ذلك بحالة من الضحك والتهكم حيث أطلقوا على بعض الرموز شعار “سوق الخضار” مثل: ثمرة الموز، ثمرة رمان، ثمرة خوخ، بالإضافة إلى رموز “الموتور، سكة حديد، سيارة مطافئ، علبة كبريت، ريشة، مسطرة، خلاط، براد شاى، فرشة سنان، ريسيفر، زجاجة مياه، فرشة ملابس، بنطلون، حزام جلد، سماعة أذن، طبق طائر، شريط كاسيت، بيانو، وأخيرًا المروحة”.
(المصريون)