أكدت الرئاسة التركية عزم الرئيس «رجب طيب أردوغان»، التوجه إلى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام اعتبارا من السبت المقبل وتستمر حتى الإثنين، في حين أشارت مصادر مصرية إلى زيارة للرئيس «عبدالفتاح السيسي» للمملكة بشكل متزامن، ما فتح الباب أمام التساؤلات حول إمكانية وجود مبادرة سعودية لاحتواء الخلافات بينهما.
وذكرت «وكالة الأناضول» أن زيارة «أردوغان» إلى السعودية تستمر من 28 فبراير/شباط الجاري، وحتى الثاني من مارس/آذار المقبل.
ويلتقي «أردوغان» خلالها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر التطورات الإقليمية والعالمية.
وقالت مصادر تحدثت لموقع «نون بوست» في وقت سابق، إنّ الزيارة تهدف إلى توثيق التعاون الثنائي بين البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والتسريع من وتيرة هذا التعاون ومن التنسيق المباشر بين البلدين في الملفات الإقليمية المختلفة وذلك بما يتناسب مع حجم التحديات الكبرى لناحية الزحف الإيراني في المنطقة وصعود حركات التطرّف المسلحة وانهيار الدول المجاورة.
وأشارت هذه المصادر إلى وجود رغبة تركية صادقة في ملاقاة التحول السعودي الجديد بما يخدم العلاقات الثنائية المشتركة ويعزز من الأمن والاستقرار في المنطقة.
في غضون ذلك، تناقلت عدة وسائل إعلام مصرية أخبارا تتعلق بإمكانية زيارة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» للسعودية مطلع الأسبوع المقبل للقاء الملك «سلمان بن عبدالعزيز» لبحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة والتعاون بين البلدين وسبل مواجهة ظاهرة الإرهاب والجماعات التكفيرية وتوجيه الدعوة للعاهل السعودي لحضور «مؤتمر مصر الاقتصادي»، وبحث ملفات الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا.
ونقلت التقارير المصرية الخبر عن «وكالة الأنباء الإماراتية» (وام) التي نسبته إلى مصادر في الرئاسة المصرية، بينما نسبته وسائل إعلام مصرية أخرى إلى الكاتبة الكويتية، «فجر السعيد».
وكانت مصادر قد كشفت لموقع «الخليج الجديد» قبل أيام بأن الملك «سلمان» سوف يختار تركيا كأول وجهة لزياراته الخارجية منذ توليه سدة الحكم في المملكة العربية السعودية في يناير/كانون الأول الماضي.
وبحسب المصادر، فقد تأتي الزيارة تلبية لدعوة تركية للمشاركة في ذكري معركة «غاليبولي» (جنكله)، غير أن مصادر أخري قالت إن الملك «سلمان» قد لا يستطيع المشاركة وسيحل محله الأمير «محمد بن نايف» ولي ولي العهد ووزير الداخلية.
من المنتظر أن تناقش الزيارة العلاقات الثنائية بالإضافة إلى التحديات الإقليمية المتسارعة التي تواجه الطرفين لاسيما وأنّ مواقفهما تكاد تكون متطابقة تماما في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تمدد النفوذ الإيراني الذي يهدد مصالحهما المشتركة من جهة ويخلق البيئة المناسبة لتكاثر الجماعات الإرهابية والمتطرفة من جهة أخرى.
وتسعى الزيارة إلى توحيد وجهات النظر من الملفات الإقليمية سياسيا، وكذلك زيادة التعاون الاقتصادي والعسكري، كما أن جزءً من الزيارة سيخصص لبحث كيفية تجاوز الاختلاف في وجهات النظر في ملفات أخرى كمصر، حيث تشير معلومات إلى أن الجانب التركي مستعد للتجاوب مع أي مبادرة سعودية إيجابية تهدف إلى تسوية الملف المصري وقد يطرح بعض الأفكار بهذا الخصوص.