لا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي في مصر الآن إلا عن كلب شارع الأهرام بشبرا الخيمة شرق القاهرة الذي ذبحه مصريون انتقاما منه بعدما اعتدى على شابين حاولا ضرب صاحبه.
وكان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر قد نشروا فيديو صادما، يظهر فيه مجموعة من الشباب يلتفون حول كلب تم ربطه بأحد أعمدة الإنارة، وينهالون عليه بالضربات والطعنات بأسلحة بيضاء في الشارع حتى خر صريعا بعدما وجه له أحدهم طعنة بالسكين في رقبته.
وكشف شهود عيان شاهدوا الواقعة سبب ذبح الكلب بهذه الطريقة البشعة، حيث أكدوا وقوع مشاجرة بين صاحب الكلب واثنين آخرين، فاضطر حينها للاستعانة بكلبه الذي عقر الشقيقين، إضافة إلى شخص آخر، وبعدما هرب صاحب الكلب، أقام أطراف المشاجرة دعوى قضائية ضده، وحكم عليه بالسجن عاما كاملا.
وأضاف شهود العيان طبقا لشهاداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن صاحب الكلب حاول التصالح مع الشقيقين، وبالفعل تم الصلح، واشترط أطراف المشاجرة أن يسلمهم الكلب لذبحه بعدما اعتدى عليهم، وهو ما رفضه صاحب الكلب، وعرض عليهما شراء خروف كفدية لذبحه بدلا من الكلب، لكنهم رفضوا، فطلب منهم قتله بالرصاص، لكنهم قاموا بذبحه بالأسلحة البيضاء في وسط الشارع.
وحشية وعدوانية
طريقة ذبح الكلب أثارت ردود أفعال واسعة النطاق، وتبارى النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في التنديد بالواقعة والمطالبة بضبط الجناة الذين كشف عنهم الفيديو الموجود على يوتيوب، كما دشنوا هاشتاغ تحت عنوان ” كلب_شارع_الأهرام” للمطالبة بضبط الجناة.
وانطلقت التعليقات المعارضة للواقعة التي تندد بالوحشية والعدوانية التي رافقت عملية الذبح، بل إن بعضهم طالب بانضمام الجناة لتنظيم داعش، كما استنكروا قيام بعض الشباب بتصوير الحادث على هواتفهم النقالة دون التدخل لإنقاذ الكلب من يد هؤلاء، وقال أحد النشطاء: مصر أصبحت مليئة بالدواعش.
الإسلام طالب بالرفق بالحيوان
الدكتور محمد نجيب عوضين، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يؤكد أن الإسلام نهى عن تعذيب الحيوانات، ويقول لقد كان نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ينهى عن تحميل الدواب فوق طاقتها من الأثقال أو الأعمال، وكان ينهى عن التقتير عليها أو منعها من الطعام والشراب، وقال صلي الله عليه وسلم “دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”. وقد روى عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: “أردفني رسول الله خلفه ذات يوم فدخل حائطا فوجد جملا يبكي وينظر للرسول وحنَّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله فمسح ذفراه وقال لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله. فقال: ” أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه اشتكى أنك تجيعه وتُدْئِبه”.
وعلى العكس من ذلك، اعتبر الإسلام الرفق بالحيوان والإحسان إليه من أسباب المغفرة لكبائر الذنوب ومن موجبات الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. قالوا: وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر.