تعجبت صحيفة “معاريف” من موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يسعى لتقديم دعاوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في حين أنه نفسه من تعاون مع الإسرائيليين عام 2009 لمنع إدانتهم بجرائم الحرب.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه وفقًا لتسريب قناة الجزيرة وصحيفة “الجارديان” البريطانية فبينما كان مجلس حقوق الإنسان المكون من ٤٧ بلدًا معظمها من البلدان النامية يستعد لإحالة تقرير القاضي جولدستون حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب خلال عملية” الرصاص المصبوب” إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن عباس وقف ضد هذا التوجه بدعوى أن ذلك سوف يدمر عملية السلام ويضعف موقفه أمام حركة حماس.
ونشرت “الجزيرة “صباح الثلاثاء وثيقة سرية لفحوى مكالمة هاتفية بين رئيس الموساد الإسرائيلي “مئير داجان” عام 2009 ونظيره الجنوب أفريقي عشية التصويت في مجلس حقوق الإنسان بشأن عرض نتائج تقرير لجنة جولدستون على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2009 عين مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القاضي ريتشارد جولدستون لترأس لجنة تحقيق في ملابسات العدوان.
لاقت هذه الخطوة اعتراضا كبيرا من قبل الإسرائيليين الذين اتهموا اللجنة أنها مجرد “ختم” على نتائج تم كتابتها سلفا، لاسيما بعد أن اتهم تقرير اللجنة جيش الاحتلال بارتكاب جرائم حرب في غزة.
إسرائيل من جانبها زعمت أن اعتراف المجتمع الدولي بالتقرير سوف يمثل ضربة قاصمة لعملية السلام، وانتصارًا جارفًا لتنظيمات المقاومة الفلسطينية، وانضمت واشنطن إلى تل أبيب في حملة الضغط لمنع تمرير التقرير.
ووفقا لتسريبات” الجزيرة” فقد أعرب “داجان” لنظيره الجنوب أفريقي خلال المكالمة التي دارت في 15 أكتوبر 2009 عن “قلق الموساد من الاعتراف بالتقرير خشية أن يمنح ذلك انطباعا لتنظيمات إرهابية أخرى مفادها أنه يمكن استخدام المناطق المأهولة كدروع بشرية خلال العمليات الإرهابية، ويعمل ذلك على إيجاد نوع جديد من الإرهاب والحروب، وقد يفهم على أنه انتصار للإرهاب”.
وأضاف رئيس الموساد أنه “حال الاعتراف بالتقرير، فربما يكون ذلك ضربة لعملية السلام. وسوف تشعر إسرائيل أنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها، وسوف يكون لها العديد من التحفظات على عملية السلام”.
وأشار” داجان” إلى أن “ثمة تحفظات أخرى لدى الرئيس محمود عباس (أبو مازن) حول نجاح الشعب الفلسطيني إذا ما تم الاعتراف بالتقرير من قبل المجتمع الدولي. فسوف يصب ذلك في صالح حماس، ويضعف موقف أبو مازن والسلطة الفلسطينية”.
وأضاف رئيس الموساد لرئيس الاستخبارات الجنوب أفريقية:” لكنه على أي حال (أبو مازن) لا يمكنه التصريح بموقفه هذا علانية، فهو مضطر للموافقة على التقرير بشكل علني، الموساد يعتبر الرئيس عباس مفتاح لاستقرار الوضع، بهدف الاستمرار في عملية السلام”.