نسب الإعلامي المصري مصطفى بكري القريب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه أكد للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، رفضه لوضع الإسلام الســـياسي كله في سلة واحدة، وأنه قال له: “عندما نحارب الإســـلام بشـــكل مطلق فإن هذا يشكل دعما كبيرا لداعش”، مشددا على ضرورة دعم الإســـلام المعتدل في مواجهة الإرهاب.
جاء ذلك في مقال كتبه بكري في جريدة “الأسبوع” التي يرأس مجلسي إدارتها وتحريرها الصادرة الاثنين، بعنوان “انفراد: حقيقـة الموقف السعـودي من مصــــــــر!! أوباما و الملك سلمان من واقع محضر اجتماع خاص.. أوباما يدعم الإخوان.. يدغدغ مشاعر الخليج بـ”إيران”.. ويؤكد: نتنياهو “مصلحجي”.
وفي المقال، نسب بكري لأوباما أنه قال للعاهل السعودي: “إن أمريـــكا لا تـــزال تـــصر على ضرورة إجـــراء حـــوار مصري-مصري بين النظـــام والقوى المعارضة لـــه، وأنا أطلب من الجانب السعودي بشكل واضح أن تساعدونا في الجهد الذي نبذله في هذا الشأن”.
لكن الملك سلمان رفض هذه الدعوة، وفق بكري، وقال لأوباما: “نحن نفرق بين من يستخدم الســـلاح وبين أي فصيل آخر، ونحن نرى أن ما يجري على الســـاحة المصرية لا يمكن أن يـــؤدي إلى هذا الحوار، ولذلك فنحن أعلنا عن موقفنـــا في دعم القيادة المصرية، وســـيبقى دعمنا لها مســـتمرا، ونتمنى منـــكم مراجعة موقفكم في هذا الشأن”.
وفي بداية مقاله، زعم بكري أنه “لا تزال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في السابع والعشرين من يناير الماضي تثير الكثير من الجدل على الساحة السياسية، كونه اللقاء الأول الذي أعقب تولي الملك سلمان بن عبد العزيز”.
وزعم بكري أن اللقاء جرى “على هامش زيارة الرئيس الأمريكي لأداء واجب العزاء في وفاة المغفور له الملك عبد الله”، مشيرا إلى أن الوفد الأمريكي ضم وزراء سابقين وأعضاء بالكونغرس وجون برينان رئيس جهاز المخابرات الأمريكية “CIA”.
وادعى بكري أن أوباما قال للعاهل السعودي في خلال اللقاء: “أرفض، وأحذر من وضع الإسلام الســـياسي كله في سلة واحدة، بل إنه يجب دعم الإســـلام المعتدل في مواجهة الإرهاب، وهذه الاستراتيجية هي الأساس في هزيمة الإرهاب”.
وأضاف أوباما: “أرفـــض المعادلة التي تقول إن تيارات الإسلام كلها متورطـــة في الإرهاب.. وأنا أتحفظ على سياســـات بعض الدول التي تتعامل من هـــذا المنظور، وذلك أنه وفقا لهـــذه الرؤية فإن الإســـلام الســـياسي قادر، ومـــا زال قـــادرا، عـــلى أن يشـــكل الحاضنة الشـــعبية للتيارات الإسلامية المختلفة”.
وقال أوباما أيضا: “نحن عندما نحارب الإســـلام بشـــكل مطلق فإن هذا يشكل دعما كبيرا لداعش”.
وهنا نقل بكري عن الملك ســـلمان أنه قال لأوباما: “نحن أيضا لســـنا ضد الإســـلام المعتدل، ولكننـــا ضد كل من يخرج عن ثوابت وأسس الدين الحنيف، ولن نسمح أبدا لمن يحتكمـــون إلي العنف والإرهاب بأن يكون لهم وجود بيننا”.
واستطرد الملك سلمان: “ســـبق للمملكـــة أن أكدت هذا الموقـــف أكثر مـــن مرة، ولكننا للأســـف نرى أن الإدارة الأمريكيـــة لا تـــزال تـــدعم بعـــض التيـــارات التي تمارس العنف والإرهاب، وهذا أمـــر غريب، وأرجو أن نفرق بين الحســـابات السياسية للولايات المتحدة والغرب وبين دور هـــذه القـــوى في دعم الفوضى، واســـتخدام لغـــة العنف، والإرهاب”.
وأضاف العاهل السعودي -مخاطبا أوباما، بحسب بكري: “وحقيقة نحـــن نريد توضيحـــا لموقف إدارتكم مـــن الأوضاع في مـــصر، أنتم تعرفـــون أن أمن مـــصر مرتبط بأمن المملكة بل وبأمن المنطقة بأسرها، ونحن سبق أن أعلنا وسنظل نعلن وقوفنا مع مصر وأمنها واســـتقرارها ورفض كافة ممارسات الإرهاب والعنف التي تنسب زورا إلى الدين الإسلامي والدين منها براء”.
وبحسب بكري فقد علق أوبامـــا بالقول إن “مصر محـــور اهتمامنا، ولكننا فوجئنا بعزل الرئيس المنتخب، وإقصاء جماعة الإخوان من الســـلطة في مصر، وهذا أمـــر يثير تحفظاتنا”.
وأضاف أوباما: “مهما كانت نتائج الديمقراطيـــة فلا بـــد مـــن احترامهـــا، فهي مفتـــاح حل كل الأزمات، وكان على المصريين أن يســـلكوا طريـــق الحل الديمقـــراطي من أجل تصويب مســـيرة جماعـــة الإخوان دون إقصائهم، وإن كنت أثق بأن الإخوان ارتكبوا أخطاء كبيرة”.
وتابع أوباما، والرواية لبكري: “أعتقد أن مـــا حدث شجـــع قاعدة عريضـــة من الشـــعب المصري وغـــيره لدعم الإرهاب المتطرف كما أنه شكل بيئة حاضنة له”.
وهنا رد الملك ســـلمان، بحسب بكري: “هذا اعتقاد خاطـــئ يـــا ســـيادة الرئيس، فمـــا حدث في مصر كان ثورة شـــعبية أعلنـــت عن رفضها لحكم جماعة الإخوان التي اســـتفزت مشـــاعر المصريين جميعا بمواقفهـــا، وانحاز الجيش المصري لهذه الثورة مســـتهدفا منع ســـقوط البلاد في حرب أهلية”.
وأضاف العاهل السعودي -بحسب بكري- مخاطبا أوباما: “كمـــا أن الرئيس عبد الفتاح الســـيسي هو رئيس منتخـــب، وجاء بإرادة شـــعبية، ونحن نختلـــف معـــكم في تقييمـــكم للأوضاع في مـــصر، ونتمنى أن تراجعـــوا موقفكم حفاظا علي الاســـتقرار في مـــصر والمنطقة، خاصة أنكم ســـبق وأن التقيتم بالرئيـــس عبد الفتاح السيسي قبل ذلك، وتباحثتم معه”.
وهنا رد أوبامـــا: “إن أمريـــكا لا تـــزال تـــصر على ضرورة إجـــراء حـــوار مصري-مصري بين النظـــام والقوى المعارضة لـــه، وأنا أطلب من الجانب السعودي بشكل واضح أن تساعدونا في الجهد الذي نبذله في هذا الشأن”.
وأضاف أوبامـــا: “أنا أحذر مـــن انزلاق دول الخليـــج في معـــادلات تقديم الـــدعم لطرف، ومجابهة طـــرف آخر، وأطلب منكم أن تقوموا بـــدور توفيقي وداعم لحـــوار وطني في مصر يـــؤدي إلي تســـوية مقبولة للجميـــع، وعندها نكون قـــد أحرزنا نتائج مهمـــة في التصدي لتيارات التطرف، والإرهاب”.
وزعم بكري أن الملك ســـلمان رد هنا بالقول: “نحن نفرق بين من يستخدم الســـلاح وبين أي فصيل آخر، ونرى أن ما يجري على الســـاحة المصرية لا يمكن أن يـــؤدي إلى هذا الحوار، ولذلك نحن أعلنا عن موقفنـــا في دعم القيادة المصرية، وســـيبقى دعمنا لها مســـتمرا، ونتمنى منـــكم مراجعة موقفكم في هذا الشأن”.
زيارة غير معلنة للســـعودية
وبعد أن أورد هذه الرواية للاجتماع المذكور، قال مصطفى بكري إنه “بعد وصول هـــذه المعلومات إلى مصر قام اثنان من كبار المسؤولين المصريين بزيارة غير معلنة للســـعودية، التقيا خلالها بالأمير مقرن بن عبد العزيـــز ولي العهد، الذي أكد لهما أنه لم يطـــرأ أي تغيـــير على الموقف الســـعودي بشأن دعم مصر وقيادتها، وأن موقف المملكة الـــذي تم إبلاغه للرئيس أوباما كان واضحا، فنحن نقبل مـــا يقبله المصريون، ولا يمكن أن نكون طرفا في ما يجري أو نتبنى موقفا ترفضه القيادة المصرية”.
وهنـا تحدث أحــد المســـؤولين المصريين، وهو مســـؤول أمني كبير، وقال إن “القول بأن الإخوان المســـلمين يمكن أن يكونوا طرفا في مواجهة داعش أو التيارات الإرهابية الأخرى كما يزعم أوباما هو قول غير صحيح، ذلك أن داعش وغيرها هي أسمـــاء حركية، وتعبيرات حقيقية عن فكر جماعة الإخوان”، وفق بكري!
وقــال المسؤول المصري -وفق بكري أيضا- إنه “ليس صحيحـــا أن هناك وجودا لتنظيم داعش الإرهابي في مصر، فهو تنظيم هلامي ووجوده في مصر شـــبيه بوجوده في فرنسا وبريطانيا وأمريكا، وأن قوى الإرهاب الحقيقية في مصر هي تنظيم جماعة الإخوان الـــذي جهز نفســـه طويلا لهـــذه الحرب التي يخوضها، وأن داعش غير موجودة في مصر، وأنها إذا كانت موجودة في ســـوريا والعراق فهذا له أسبابه الطائفية”، على حد زعمهما.