هي أكثر النساء جاذبية في العالم، لا يختلف اثنان على جمالها، ولا على أدائها التمثيلي، فهي ابنة الممثل الأميركي جون فويت، والتي أدت أول أدوارها وهي في سن صغيرة إلى جانب والدها في فيلم Lookin’ to Get Out. لم تقتصر شهرة أنجلينا جولي على التمثيل بل ارتبط اسمها بنجم هوليوود براد بيت، وشكل الثنائي ظاهرة مميزة تحولا فيها إلى أشهر ثنائي في هوليوود إلى جانب تبنيهما عدداً من الأولاد قبل أن تكلّل قصتهما بالزواج أخيراً. إلا أن أبرز ما يميز بطلة Maleficent هو توجهها نحو الأعمال الخيرية ودخولها إلى مناطق الخطر في سبيل تقديم الخدمات الإنسانية.
دعوة إلى زعماء العالم لوقف القتال
أولى بذور العمل الإنساني، كانت خلال تصويرها مشاهد من فيلمها :Lara Croft Tomb Raider في كمبوديا عام 2001، إذ لفت انتباهها الفقر المنتشر بين الناس. فكرّست جهودها للأعمال الإنسانية. عُيّنت أنجلينا سفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقامت بزيارة مخيمات اللاجئين في لبنان، واقتربت من مأساة لاجئي الصومال في كينيا. كما أنها زارت أفغانستان وباكستان والصومال وتنزانيا وسيراليون والسلفادور ودارفور وغيرها من المناطق المنكوبة وبصحبتها شاحنات محمّلة مختلف أنواع الطعام والأغذية والأدوية. وكرّرت الممثلة الأميركية دخولها إلى مخيمات اللاجئين في العراق للمرة الخامسة وشملت زيارتها مخيم خانكي للنازحين الإيزيديين، ومخيم آخر يقطنه 18 ألف من اللاجئين السوريين أنشأتهما الأمم المتحدة في محافظة دهوك شمالي العراق. أنجلينا الإنسانة لم تكن تخفي تأثرها بمعاناة اللاجئين والشعوب الفقيرة، عبّرت عن مشاعرها بعفوية وبكت عندما كانت تستمع لشكوى نازحة عراقية.
وكانت أنجلينا قد صرحت أمام صحافيين في مخيم في خانكي بدهوك قائلةً: «لقد صدمت بما رأيت اليوم، إنها زيارتي الخامسة إلى العراق والمعاناة أسوأ من أي وقت مضى». ولفتت إلى أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حصلت في العام 2014 على نصف التمويل الذي تحتاج اليه في العراق وسورية، مشيرةً إلى قلق كبير حول بطء التعهدات بتقديم مساعدات هذا العام، ومضيفةً: «من دون مساعدات إضافية الوضع لن يكون قابلاً للاستمرار». وانتقدت أنجلينا الأسرة الدولية لعدم تأدية واجبها في حماية المدنيين المتأثرين من النزاع في كل من العراق وسورية، ودعت زعماء العالم إلى التدخل والمساعدة فى إنهاء القتال في سورية والعراق.
جولي – بيت، من ثنائي هوليوود إلى ثنائي الإنسانية
لم ينصبّ إهتمام أنجلينا وحدها على القضايا الإنسانية، إذ لعب زوجها براد بيت دوراً كبيراً في مساعدتها بتكريس جهودها في هذا الإطار، ويعتبر الثنائي أكثر نجوم هوليوود اهتماماً بالقضايا الإنسانية ومساعدة الآخرين اليوم. فقد قاما بإنشاء Maddox Jolie-Pitt Foundation والتي تعمل على مساعدة ضحايا الأزمات والمجاعات والحروب حول العالم. وفي سبيل إنشاء تلك المؤسسة تبرّع كل من النجمين بمليون دولار للعديد من المؤسسات الاجتماعية مثل «أطباء بلا حدود» و«العمل العالمي من أجل الأطفال». بالإضافة إلى تقديم أنجلينا يد العون للعديد من الحملات مثل One Campaign، واليونيسيف. كما وهبت أنجلينا لأحد معسكرات اللاجئين الأفغان في باكستان مليون دولار، وتبرعت بمليون دولار لمنكوبي دارفور في السودان، ولأطفال كمبوديا تبرّعت بمبلغ قيمته 5 ملايين دولار … علماً أن أنجلينا تنفق من جيبها الخاص على زياراتها الإنسانية.
ألقاب تتخطى الخوف
نجمة هوليوود هي أول شخص يُمنح جائزة مواطن العالم من رابطة المراسلين الصحافيين في الأمم المتحدة في العام 2003 تقديراً لخدماتها الإنسانية. وحصلت على لقب نجمة الإنسانية في عام 2007، في خلال استطلاعٍ للرأي أجراه موقع Alert net. كما مُنحت جائزة أوسكار على جهودها التطوّعية التي قامت بها وتقديراً لعملها الإنساني على مدى سنوات. وعلى الرغم من كل الدعوات التي حثت أنجلينا على عدم زيارة المخيمات خوفاً من عناصر التنظيمات الإرهابية، الذين ينتشرون في العراق وسورية، لم تأبه نجمة هوليوود لهذه التحذيرات، واعتبرت أن العمل الإنساني يتخطى الخوف والقلق.
موسى … الطفل العربي الأول في عائلة أنجلينا
بعد عدة أشهر من المفاوضات السرية، تمكّن الثنائي الهوليوودي من استكمال الاجراءات القانونية لتبنّي الطفل السوري موسى الذي توفي والداه في الحرب. وبعد أن كان طفلاً في مخيم Altinozu التركي، سينضم موسى (سنتان) إلى أبناء أنجلينا وبراد الستة، وهم مادوكس 13 عاما وباكس (11 عاماً) وزهرة التي تبنتها من «إثيوبيا» 9 سنوات. وشيلوه 8 سنوات والتوأمان فيفيان ونوكس البالغان من العمر 5 سنوات (أطفالهم البيولوجيون). وقد نقل أحد العاملين في الشؤون الخيرية، كان موجوداً خلال لقاء أنجلينا بموسى، أن دموع النجمة انهمرت حين رأت الطفل الذي عانقها. وكانت لحظة عاطفية رسمت البسمة على وجوه كل الحاضرين.
كتابة : كارولين بزّي