قالت صحيفة الوفد، إن كل المعطيات والمؤشرات تؤكد وجود أزمة حقيقية بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي كلها وليس قطر فقط وذلك بعد اتهام القاهرة للدوحة بدعم الارهاب والرد الخليجي الحاسم برفض ذلك.
وأشارت الصحيفة في سياق تقرير موسع تنشره بعددها غدا الجمعة إلى أن تصريحات المصادر الخليجية المقربة من دوائر صنع القرار تشير إلى أن هناك أزمة حقيقية بين مصر ودول الخليج، التي لم تقبل اتهامات مصر لقطر بدعم الإرهاب.
وأضافت أنه بالتالي فقد اقتربت ساعة الحسم في علاقة مصر بقطر من جهة، وربما علاقتها أيضاً بدول الخليج، وما إذا كانت قطر ستكون “الإسفين” بين مصر وحلفائها الاستراتيجيين.
وأوضحت أن هناك الكثير من الأمور التي وقعت الاسبوع الماضي تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية الخليجية، وما إذا كان البيان الخليجي المدافع عن قطر بياناً “دبلوماسياً”، أم أنه ينذر بتحول في العلاقات بين مصر وحلفائها في الخليج خاصة السعودية والإمارات والبحرين والكويت، مع الأخذ في الاعتبار أن الإمارات أعلنت دعمها لمصر بعد الغارات التي شنتها على داعش في ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات- والذي يتردد على نطاق واسع أنه أحد المستشارين السياسيين لولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد – قوله إن مصر لم تكن موفقة في اتهام قطر بدعم الإرهاب دون دليل واضح.
وأشار عبدالله، إلى أن رد مجلس التعاون الخليجي كان سريعاً على غير المعتاد وبمنتهى الحسم، لأن دول الخليج لا يمكن أن تقبل اتهام دولة عضو فيها بدعم الإرهاب دون سند قوي.
واعتبر عبدالله أن التصعيد بين الشقيقة مصر ودول الخليج لا يصب في صالح أحد في تلك المرحلة الدقيقة، وأعرب عن أمله في أن تنتهي تلك الأزمة سريعاً بعد تدخل عواصم عربية مثل الرياض وأبوظبي لتهدئة الموقف.
وأكد عبدالله أن السعودية ستعود من جديد لإدارة ملف التصالح بين مصر وقطر، حيث انشغلت الرياض مؤخراً بترتيب البيت من الداخل بعد وفاة الملك عبدالله.
وأشار إلى أن الرياض قادرة على إعادة المياه إلى مجاريها بين مصر وقطر، خاصة أنه كانت هناك إرادة سياسية من الطرفين عندما توسّط العاهل السعودي الراحل بين الطرفين.
من جانبه اعترف الكاتب الكويتي أحمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، بصعوبة الموقف حالياً بين دول الخليج ومصر فيما يتعلق بالملف القطري.
وقال الجار الله في تغريدة له على موقع تويتر: هناك اختلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر حول قطر.. الله يكون في العون.
وفي نفس السياق، قال جمال خاشقجي، مدير قناة “العرب” الإخبارية والتي يملكها الأمير الوليد بن طلال، إن إرسال أسلحة إلى ليبيا لن يساهم في حلّ الأزمة الليبية.
واعتبر خاشقجي، الصحفي المقرب من الأسرة الحاكمة السعودية، رفع حظر الأسلحة عن ليبيا، بأنه سيكون “خطأ، وسيزيد الأمور اشتعالاً”، وذلك في إشارة واضحة بأن دول الخليج لا ترغب في حل عسكري للأزمة الليبية، وهو نفس الموقف الذي أبدته الولايات المتحدة وبريطانيال وعدد من الدول الغربية.
واعتبرت الصحيفة هذه التصريحات من الثلاثة مؤشر على مواقف دولهم من الازمة الجديدة.