ندّدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها يوم الثلاثاء الماضي مرّة أخرى بظروف عمل المهاجرين في جزيرة السعديات في أبو ظبي، حيث يتمّ بناء متحف اللوفر بالإضافة إلى فرع متحف جوجنهايم ومركّب جامعة نيويورك. وقد أشارت المنظمة الحقوقية إلى الأجور غير المدفوعة والسكن غير اللائق ومصادرة جوازات السفر والطرد التعسّفي للمضربين، ولم تحصل المنظمة على ترخيص لزيارة ورشات البناء، ولكنها تمكّنت رغم ذلك من التواصل مع 116 شخصًا عملوا أو يعملون هناك. وأكّدت على أنّ الطريق مازال طويلًا على الرغم من إحراز بعض التقدّم منذ نشرها لتقريرها الأوّل منذ 5 سنوات.
“انتهاكات جسيمة”
“عدّلت الإمارات العربية المتّحدة من تشريعاتها المتعلّقة بقانون العمل للسماح للعمال بتغيير أصحاب العمل دون موافقة صاحب العمل الأصلي وإلغاء تراخيص الوكلاء الّذين يتقاضون رسومًا على انتداب العمّال. وهناك قوانين جديدة لتأطير المطوّرين، المواقع التابعة لجامعة نيويورك، والمتاحف، ولكن لا يزالون يواجهون انتهاكات جسيمة وخاصّة الترحيلات“، حسب هيومن رايتس ووتش، في إشارة إلى مصير مئات العمّال المضربين الّذين تمّ طردهم دون رعاية.
وأشارت المنظمة، الّتي أكدت أنّ هذه الانتهاكات لم تمارس على فئة ضئيلة من العمال، إلى “الثغرات في الالتزامات الّتي تعهّد بها بعض الشركاء في تنمية الإمارات العربية المتّحدة“، واعتبرت أنّ “على الوكالة الفرنسية للمتاحف [المكلّفة بتسيير مشروع متحف اللوفر في أبو ظبي] ومؤسسة جوجنهايم وجامعة نيويورك أن يجعلوا من استمرار مشاركتهم في مشاريعهم على جزيرة السعديات معتمدة على الالتزامات العامة من قبل السلطات الحكومية للإمارات العربية المتّحدة والوكالتين المشرفتين على المشاريع”؛ بهدف “حماية العمّال من الانتهاكات، ومعاقبة المقاولين في حالة الاعتداءات، وتعويض العمال ضحايا سوء المعاملة“.
اتّهامات “عفى عليها الزمن”
بعد نشر هذا الإعلان، دافعت المؤسسة الحكومية المكلفة بمشاريع البناء الكبرى على جزيرة السعديات بما في ذلك مشروع متحف اللوفر، شركة تطوير السياحة والاستثمار، فورًا بأنّ هذه الاتّهامات “عفى عليها الزمن”، حسب ما أتى في وكالة الأنباء الفرنسية. كما أشارت إلى الجهود المبذولة لضمان أن الممارسات وظروف العمل [على الميدان] تفي بالشروط الدولية وتمتثل لقوانين العمل في الإمارات.
أمّا متحف اللوفر فقد أصدر بيانًا أتى فيه أنّ “الطرف الفرنسي حريص جدًّا على احترام المعايير الاجتماعية في ورشة بناء فرع أبو ظبي بما يتطابق مع التزامته“، وأنّه “يقوم بحوار دائم ومتشدّد مع الشريك الإماراتي” لـ “إحداث تقدّم حول هذا الموضوع”، كما أشارت المؤسسة إلى أنّ شركة تطوير السياحة والاستثمار قد عيّنت وكالة مستقلّة PricewaterhouseCoopers وكلّفت بمراقبة “سياسة العمل الداخلية”. وتنشر تقاريرها “كلّ عام منذ ثلاث سنوات وأشارت في تقريرها الأخير الّذي نشر في أواخر عام 2014 إلى أنّ 100 % من العمّال تمكّنوا من الحصول على جوازات سفرهم في ورشة بناء اللوفر أبو ظبي، وأنّ 99 % لديهم تأمين صحي وجميعهم يتمتّعون بالسكن “اللائق حسب المعايير الوطنية”.
وأعلنت مؤسسة جوجنهايم من جهتها في بيان لها، أنّ أعمال بناء جوجنهايم في أبو ظبي “لم تبدأ بعد”، ولكن المتحف يعمل مع شركة تطوير السياحة والاستثمار وسلطات أخرى؛ من أجل تحسين ظروف العمّال.
لايزيكو – التقرير