علامات استفهام كثيرة طرحها إلغاء قناة «العربية الحدث» أخيراً برنامجيها “الشارع المصري” الذي تقدمه ضحى الزهيري، و”الحدث المصري” الذي يقدمه محمود الورواري.
كان الخبر ليمرّ مرور الكرام ربما لو لم يتزامن مع سلسلة تغييرات شهدتها القناة السعودية والحديث المتزايد عن تغيير الموقف السعودي تجاه النظام المصري بعد وصول الملك سلمان إلى سدة العرش.
علماً أنّ البرنامجين لم يتناولا الشأن السياسي فحسب، بل قاربا كل مجالات الحياة في مصر أيضاً.
التغييرات التي جاءت بعد تعيين تركي الدخيل مديراً عام لقناتي “العربية” و”العربية الحدث”، خلفاً لعادل الطريفي الذي عين وزيراً للإعلام في المملكة، يراها العاملون في المحطة طبيعية ضمن خطة التطوير التي تسعى إلى متابعة أكبر للشأن العربي والمصري.
ولن يؤثر وقف البرنامجين على المقدمين وعملهما المستمر على شاشة القناة لتقديم الفقرات الإخبارية ومتابعة ما يحدث من تطورات سياسية، خصوصاً أن ضحى الزهيري عملت سابقاً مذيعة في نشرات قناة “الجزيرة مباشر مصر” قبل أن تنتقل إلى «العربية»، فيما عمل الورواري مذيعاً رئيسياً في استوديوهات القناة في دبي قبل أن يقرر العودة إلى القاهرة بعد «ثورة 25 يناير».
المذيعان مستمران مع القناة من دون مشاكل. كل منهما يبحث عن أفكار جديدة يقدّمها خلال الفترة المقبلة. هذا ما قالته ضحى الزهيري عبر صفحتها على فايسبوك عندما دعت أصدقاءها لمشاركتها الأفكار الجديدة، والتأكيد على أن إطلالتها القادمة ستكون من خلال “العربية الحدث” أيضاً.
تؤكد الزهيري أنّ علاقتها جيدة بالقناة، وظهورها في الفترة المقبلة سيكون من خلال المحطة لمتابعة الشأن السياسي خلال الانتخابات. وأكّدت أن القناة ستطل بشكل مختلف وبث مباشر على مدار اليوم، مما استلزم تغييراً في خريطتها البرامجية.
التغييرات التي أجرتها المحطة لم تستبدل البرامج بمنافذ أخرى لعرض ما يدور في مصر مكتفية بالنشرات الإخبارية. هذا الأمر يفسّره بعضهم بأنه يأتي ضمن تقليص الاهتمام بالشأن المصري رغم ما تتمتع به المحطة السعودية من ترحيب على المستوى الرسمي من المسؤوليين المصريين.
يبقى الجدل حول الأسباب الحقيقية لإلغاء البرنامجين متوقفاً على المحتوى الإخباري الذي ستعرضه القناة وكيفية تعاطيها مع الشأن المصري، ولغتها تجاه الإخوان، فهل تصدق التصريحات الرسمية لتؤكد أن الأمر مصادفة أم أن هناك سياسة جديدة غير معلنة؟
المصدر | أحمد جمال الدين | الأخبار اللبنانية