في آخر حوادث حفر الموت “الصرف الصحي” في السعودية، كما يطلق عليها مغردو “تويتر”، قضت فتاة سعودية، تبلغ من العمر 26 عاماً، أثناء سيرها فوق غطاء حفرة للصرف الصحي في باحة منزل والدها الواقع شرق منطقة نجران (جنوب غرب السعودية) يوم الخميس الماضي، وذلك وفقاً لتصريح إعلامي رسمي للناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران، المقدم علي الشهراني.
وكانت السعودية شهدت، في الأشهر القليلة الماضية، عدة حوادث مشابهة أثارت الرأي العام، بعد أن راح ضحيتها شباب وأطفال. وكانت الحادثة الأشهر من بينها “حادث شارع التحلية”، التي هزت المجتمع السعودي، وراح ضحيتها طفل سعودي عمره خمسة أعوام ووالده الشاب الذي حاول إنقاذه. وجرت الحادثة بجوار أحد المراكز التجارية في مدينة جدة، وتلتها بعد نحو شهر حادثة ابتلاع حفرة صرف صحي شبيهة في المدينة ذاتها أيضا طالبا سعوديا في الصف الثاني الثانوي إثر سقوطه فيها، بعد أن انكسر غطاؤها المتهالك أثناء مشيه سيراً عليه، ما أدى إلى سقوطه داخلها.
واتهم سعوديون في حينه على مواقع التواصل الاجتماعي الدفاع المدني، نتيجة حضور عناصره متأخرين بعد فوات الأوان وموت الضحايا، في حين رفض المتحدث الرسمي اتهام الدفاع المدني بالتأخّر في متابعة الحوادث، لافتا إلى أن غرف الصرف الصحي ممتلئة بالغازات السامّة الخانقة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستمر مَن يسقط بداخلها على قيد الحياة أكثر من خمس دقائق، مشيراً إلى أن الدفاع المدني ليست له علاقة بغرف الصرف الصحي، سواء في اللوائح أو فيما يخص أنظمة السلامة لديه.
وتملصت الجهات الرسمية، وعلى رأسها أمانة جدة، من مسؤوليتها تجاه الحادثتين. وأوضح المتحدث الرسمي أن هناك أنواعاً من أغطية الصرف الصحي رديئة الجودة، ومعرضة للصدأ والتحطم في فترة قصيرة، وهذا ما حدث في الغطاء الموجود فوق غرفة الصرف الصحي التي سقط فيها الطالب.
بدوره، انتقد عضو جمعية حقوق الإنسان، الدكتور محمد السهلي، في تصريح إعلامي، الإهمال في بعض المشروعات الخدمية، والذي يتسبب في وفاة أبرياء، وقال إن: “بيارات الصرف الصحي تحولت إلى مصائد لأرواح المارة، خصوصاً الأطفال”، مطالبا بالتحرك لحماية الأهالي، ولافتا إلى وجود مواقع عديدة مكشوفة ومشروعات متعثرة تعرض المارة للخطر.
ودشن سعوديون منذ بدء سلسلة حوادث الصرف أكثر من وسم، ومنها: “#حفرة_صرف_صحي #معا_لنغلق_حفر_الموت”، للتحذير من حفر الصرف الصحي متهالكة الأغطية والمكشوفة، مطالبين الجهات المسؤولة بالقيام بدورها، للحد من ضحايا حفر الموت.
العربي الجديد