تصف الدكتورة ماري نيل، وهي متخصصة بجراحة العمود الفقري، نفسها بأنها “مفكرة واقعية”، “غير خيالية”، “ولا تبالغ”. وقد أمضت وقتا طويلا في محاولة شرح حدث لا يمكن تفسيره، على ما يبدو، وحصل معها العام 1999 عقب تجربة الاقتراب من الموت. فبعدما كادت تغرق اثناء ممارستها “الكاياك” في رحلة إلى تشيلي- والمفترض أنها بقيت من دون أوكسيجين لـ24 دقيقة- فقد نجت في شكل ملحوظ من دون ان تتعرض لأي تلف دماغي.
الى معجزة نجاتها، تضيف امرا خارقا آخر: لقد زارت الجنة، على ما تزعم، وتفاعلت مع الارواح، وحُذِّرت من ان ابنها سيموت، وذلك قبل 10 اعوام من حصول الوفاة. وقد تركتها تلك التجربة في حيرة وخشية.
عندما تعافت نيل من صدمة حادثها، قالت إنها وجدت نفسها في رحلة بحث عن أجوبة، متساءلة عما إذا كانت تخيّلت رحلتها السموية كلها. “كنت احتاج بالفعل الى تبيان ما اختبرته. لقد مضيت في عملية بحث للخروج بتفسيرات بديلة”، تقول لمحطة OWN التلفزيونية. “نريد دائما ايجاد تفسير يمكن فهمه، باستثناء الشيء الذي هو إلهي. أنا مفكرة واقعية جدا. لست خيالية، ولا أبالغ”.
بعد مرحلة الاستكشاف، تؤمن نيل بان ما حصل معها “ابعد من ان يفسره العلم”، واصفة ما شاهدته في السماء. “الجمال كان عظيما في شكل لا يصدق. لا شيء يماثله على الارض”. وتتذكر انها دخلت “هيكلا في شكل قبة”، حيث رحّبت بها ارواح “غمرتها السعادة” بوصولها، وتصفها بانها كائنات مادية لها شكل مرئي ملحوظ ومرئية. “كان لديها شكل مادي. لها رؤوس واذرع واقدام، وكانت ترتدي نوعا من الجلباب”، وفقا لـ”هافينغتون بوست”. “كنت أعرف أنها كانت هناك لتحبني وتهدني وتحميني”.
وتتذكر نيل انها لم تكن ترغب في ترك السماء، لكن تلك الارواح قالت لها أن وقتها لم يحن بعد. وقد اعادت روحها الى جسدها لاحقا، بعدما كشفت لها عن امر سيطاردها خلال السنوات اللاحقة. فالى جانب طلب الارواح منها ان تشارك الآخرين في قصتها، قالت لها ان ابنها البكر سيموت في مرحلة ما في المستقبل. “لم تحدد لي التاريخ أو الوقت. لكن كان واضحا للغاية ان ذلك سيحصل. وكنت استيقظ كل يوم على أمل في ان تكون الخطة الموضوعة لحياة ابني تغيرت ربما”.
ولكن بعد عشرة اعوام (2009)، علمت في اليوم نفسه الذي انهت فيه كتابة مذكراتها “To Heaven and Back”، أن ابنها قضى في حادث سيارة، وفقا لــ”هافينغتون بوست”. “لا أدعي أن لدي كل الاجوبة. قد يقول احد اولادي انني طردت من السماء. كان تفويضي الاساسي ان اعود، وان اشارك الآخرين في قصتي، لأنها معزية ومطمئنة وتلهم الآخرين كي ينظروا جيدا الى حياتهم الخاصة، ويجدوا الله الذي يعمل فيها”.