شهدت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر عددا من الأخطاء البروتوكولية والتنظيمية وصفها البعض بالفضائح، على الرغم من إعلان النظام الحاكم في مصر الأهمية البالغة لتلك الزيارة، إذ يعد بوتين أهم مسؤول أجنبي يزور القاهرة منذ انقلاب يوليو 2013.
وتعرضت الرئاسة المصرية لحرج شديد بعد أن فشلت فرقة الموسيقى العسكرية التابعة للجيش في عزف السلام الوطني لروسيا بطريقة صحيحة، وظهرت المقطوعة الموسيقية بشكل سيئ للغاية.
نشاز السلام الوطني
وعلقت قناة روسيا اليوم الحكومية الروسية على هذا الموقف حيث سخرت من عازفي الفرقة العسكرية المصرية الذين قالت إنهم جاهدوا لعزف السلام الوطني الروسي، غير أن الأمور لم تكن على ما يرام فخرجت النغمات أقرب إلى النشاز.
وتساءلت القناة عن رد فعل الرئيس الروسي الذي استقبل الأمر بجمود ولم تظهر على ملامحه علامات الغضب أو الاندهاش، قبل أن تقارن بين العزف المصري للسلام الوطني الروسي وعزفه في إحدى المناسبات الوطنية في روسيا بطريقة سليمة.
وقال متخصصون إن هذا الموقف أظهر إهمالا من جانب أعضاء الفرقة الموسيقية التي تدهور حالها في الأعوام الأخيرة بعد أن كانت تفوز في أوقات سابقة بجوائز عالمية في هذا المجال.
باعة جائلون في القصر
وكانت ثاني الفضائح ما تعرض له الصحفيون المصريون والروس قبيل المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين.
وروى الإعلامي المصري عمرو عبد الحميد عبر برنامجه على قناة الحياة فضيحة استقبال الصحفيين الروس فى قصر القبة، فقال إن الصحفيين تركوا في مكان غير لائق يشبه “البدروم” لما يقارب الخمس ساعات بدون طعام أو شراب وهم ينتظرون بداية المؤتمر، وبعد انتظار طويل ظهر شاب يحمل أطباقا بها بعض الحلويات فظن الروس أنه سيقدمها لهم على سبيل الضيافة، لكنهم فوجئوا بأنه يقوم ببيع هذه الحلويات مقابل خمسة جنيهات للقطعة.
وانتقد عبد الحميد هذا الموقف وقال إن الصحفيين الروس أبدوا له استياءهم الشديد من التعامل معهم بهذه الطريقة المهينة، مضيفا أن من يقارن بين تنظيم المؤتمرات الصحفية في قصور الرئاسة في دول أوروبا أو حتى أي دولة صغيرة في العالم وبين ما حدث في قصر القبة سيشعر دون شك بالاستياء.
وتعليقا على هذا الموقف قال الإعلامي بقناة الجزيرة محمود مراد: ” الرزق يحب الخفية، كويس إنه ما كانش فيه حد سارح بعربية خضار من بتوع الوغد، وبالمناسبة، زميلنا عمرو عبد الحميد يحمل الجنسية الروسية وتلاقيه كان عمال يقول للصحفيين الروس قد إيه القصر نضف بعد 30 يونيه، كان نفسي أشوف ملامح وشه بعد اللي حصل”.
أطفال يهتفون بحياة بوتين
كما قامت رئاسة الجمهورية بإشراك الأطفال في مراسم استقبال الرئيس الروسي، وهم يرتدون ملابس بألوان علمي مصر وروسيا ويحملون أعلام البلدين في أيديهم ويهتفون باسم بوتين والسيسي.
وقالت صحف محلية إن العشرات من تلاميذ المدارس تم تدريبهم على تحية السيسي وبوتين، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، وأثناء مرور السيسى وبوتين أمامهم قالت المجموعة الأولى: السيسي السيسي.. تحيا مصر” باللغة العربية، وقالت المجموعة الثانية: “مرحباً بوتين بوتين” باللغة الروسية.
وأثار هذا الموقف استياء نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي رأوا فيه استغلالا للأطفال في أعمال سياسية، فضلا عن أنه مثل هذه التصرفات اختفت من معظم دول العالم ولم تعد تمارس إلا في الدول المتخلفة، على حد قولهم.
وكانت انتقادات حادة قد وجهت للسيسي الذي دعا ضيفه بوتين لحفل فني في دار الأوبرا، بعد ساعات قليلة فقط من مجزرة استاد الدفاع الجوي التي راح ضحيتها العشرات من مشجعي نادي الزمالك، دون مراعاة لمشاعر أهالي الضحايا.
روسيا مؤسسة عدم الانحياز!
ولم تتوقف الأخطاء المخجلة عند هذا الحد، حيث ارتكبت مذيعة التلفزيون الرسمي المصري خطأ تاريخيا أثناء تغطيتها لمراسم استقبال بوتين في قصر القبة حيث قالت إن العلاقات بين مصر ورسيا يربطهما تاريخ حافل من المواقف المشرفة على الساحة الدولية، مؤكدة أن الدولتين شاركتا في تأسيس حركة عدم الانحياز في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.
ومن المعروف أن حركة عدم الانحياز هي تكتل سياسي تأسس لتجنب انحياز دول العالم الثالث لأي من القوتين العظمتين في ذلك الوقت وهما روسيا والولايات المتحدة واللتان قادتا حربا باردة بين المعسكرين الشرقي والغربي.
كما تسببت الزيارة في سخط كبير بين المصريين، حيث عانت شوارع القاهرة من اختناق مروري بعد أن تم إغلاق عدد كبير من الطرق والجسور التى يمر منها موكب بوتين، كما تم إغلاق عدد من محطات من مترو الأنفاق تقع بالقرب من أماكن وجود الرئيس الروسي.