“أسد علي وفي الحروب نعامة” هذا ما ينطبق على المسؤولين في دولة الإمارات العربية، ففي الوقت الذي تواصل فيه إيران التأكيد على سيادتها على الجزر الإماراتية الثلاثة “طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبو موسى”، التي تحتلها منذ 30 نوفمبر عام 1971، وسط رد إماراتي ضعيف يصل لدرجة التجاهل في بعض الأحيان، تعلن القيادة العامة للقوات المسلحة بدولة الإمارات، أن مقاتلاتها نفذت غارات جوية استهدفت ما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية” المعروفة إعلاميًا باسم “داعش”.
وذكرت القوات المسلحة الإماراتية في بيان لها أمس: “أن طائرات من سرب F16 المقاتلة التابعة للقوات الجوية الإماراتية والمتمركزة في إحدى القواعد الجوية بالأردن، قامت صباح أمس، بضربات جوية استهدفت مواقع ضد داعش، محققة أهدافها وعادت سالمة إلى قواعدها”.
الإمارات تتجاهل الاحتلال الإيراني لجزرها:
يأتي ذلك في الوقت الذي تتجاهل فيه الإمارات الاحتلال الإيراني لجزرها، وتبحث عن حلول عبر قنوات حوارية تفاوضية ترفضها إيران، وتؤكد سيادتها الكاملة على تلك الجزر.
ففي نهاية العام الماضي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم: “إن هذه الجزر جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية”.
وأضافت “أفخم” في ردها على البيان الختامي، الذي صدر عن قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: “أن تكرار المواقف التدخلية بشأن سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على جزر طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، لن يؤثر أبدًا على الحقائق القانونية والتاريخية الموجودة”، مشددة على أن هذه الجزر جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية.
وفي بداية العام الجاري، انتقد ناشطون من الإمارات والخليج الممارسات الاستفزازية الإيرانية على الجزر المحتلة وأسلوب الرد الإماراتي الضعيف، مطالبين بوقفة إماراتية خليجية عربية دولية.
وقال الناشطون: إن الحكومة الإماراتية لم يعد من مهمتها حيال التعنت الإيراني بحق الجزر الإماراتية المحتلة، سوى إصدار بيانات شجب واستنكار فقط.
وكان أعضاء المجلس الوطني قد أكدوا على حق الإمارات المشروع في استعادة سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة، منددين بالإجراءات غير الشرعية التي تقوم بها السلطات الإيرانية في الجزر الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى)، مشددين على عدالة هذه القضية الوطنية.
تهديدات إيران ترعب الإمارات:
وفيما يبدو أن السلطات الإماراتية تتخوف من المواجهة مع إيران، حيث تأتي التهديدات الإيرانية بنتائج إيجابية، فقد هدد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني من حدوث أي مواجهة عالمية مع إيران في المستقبل، مهددًا بـ”تدمير حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج والاستيلاء عليها، في حال حدوث الحرب”.
وقال سلامي، خلال مقابلة تليفزيونية على قناة “خبر” الإيرانية: “لقد رسمنا فرضياتنا الاستراتيجية العسكرية على أساس احتمالية المواجهة مع تحالف عالمي.. وهذه فرضية مفروغ منها في استراتيجية الحرس الثوري”.
وأضاف: “جعلنا القدرة الهجومية للعدو أساسًا لبناء قدراتنا الدفاعية، وعلى سبيل المثال جعلنا حاملات الطائرات الأميركية رمزًا للقدرة العسكرية أو ما يعرف بـ (هيبة أمريكا)، فحاملات الطائرات هذه تُعد قاعدة جوية عائمة تحمل ما يتراوح بين 70 و80 طائرة حربية، وتضم نحو 5000 عنصر عسكري”.
وتابع: “كنا مضطرين لتبني فرضية تدمير حاملات الطائرات هذه أو الاستيلاء عليها، وعندما جعلنا هذا الجزء من قدرة العدو معيارًا لمخطط تطوير قدراتنا، اندفعنا للبحث عن خيارات تمكننا من التحرك بموازاة وبكفاءة قدرة العدو، بل وتمنحنا القدرة على وضع نهاية لقصة حاملات الطائرات على أرض الواقع”.
وبحسب هذا المسؤول العسكري الإيراني، فإن “الطائرات بدون طيار، التي يملكها الحرس الثوري، باتت مزودة بصواريخ ذكية ودقيقة قادرة على استهداف عجلات تسير بسرعة بشكل دقيق”.
هجوم إيراني على مسؤولين إماراتيين:
فيما هاجم عضو البرلمان الإيراني كاظم جلالي، الإمارات ومسؤوليها خلال مشاركته في اجتماع اتحاد برلمانات الدول الإسلامية في إسطنبول، وقال جلالي خلال كلمته في الاجتماع ردًا على ما اعتبره «مزاعم عضو في البرلمان الإماراتي» بأن الجزر الثلاث «في الخليج الفارسي جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن أي تصريح غير ودي، بخصوص هذه الجزر، يعتبر تدخلًا في شؤون إيران الداخلية».
وزعم جلالي أن «إثارة موضوع الجزر الإيرانية الثلاث، في الاجتماع الذي حضرته الدول الإسلامية، لبناء وتعزيز الوحدة، ليس لها أي معنى»، وأضاف أن بلاده هي مع «التأكيد على سياسة حسن الجوار مع جميع دول المنطقة بما فيها الإمارات، وقد أعلنت دومًا استعدادها لإجراء محادثات ثنائية لإزالة أي سوء فهم».
تخصيص العتاد العسكري لمحاربة “داعش”:
ولم تتخذ الإمارات منذ احتلال إيران للجزر الثلاثة منذ ما يقارب الـ45 عامًا، أي خطوات تصعيدية عسكرية لاسترجاع الجزر المحتلة، التي تؤكد عبر البيانات والتنديدات والتصريحات والتلميحات فقط، أنها جزء من أراضيها تحتلها إيران.
في الوقت الذي انضمت فيه للتحالف الدولي المحارب للدولة الإسلامية، الذي تقوده واشنطن بالتعاون مع السعودية والأردن وقطر والبحرين، في 23 سبتمبر الماضي، وقامت بشن ضربات في عدة مناطق بسوريا، وسبق ذلك تنفيذ واشنطن ودول غربية ضربات ضد “داعش” في العراق.
وكانت الإمارات قد أعلنت تعليق ضرباتها على الدولة الإسلامية أثناء سقوط الطيار الأردني معاذ الكساسبة، خوفًا من تعرض طياريها للمصير نفسه.
شؤون خليجية