مع وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعاصمة المصرية القاهرة لإجراء محادثات مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، استُقبِل الرئيس الروسي استقبال الأبطال من قبل وسائل الإعلام المصرية، والتي تحتفظ بمثل ذلك النوع من الدعاية لرؤساء بلادها.
هكذا استهلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تقريرها الذي جاء تحت عنوان “أبو الهول روسيا يلتقي قيصر مصر الجديد”، عن زيارة بوتين للقاهرة والتغطية الإعلامية التي حظيت بها تلك الزيارة من قبل وسائل الإعلام المصرية.
وإلى نص التقرير:
صحيفة الأهرام أفردت في إحدى صفحاتها أول أمس الأحد صورة كبيرة للرئيس بوتين وهو عاري الصدر واصفة الرئيس الروسي ب “بطل من هذا الزمان”، أما النص الذي كان مصاحبا لتلك الصورة فكان متملقا وشمل ملفا مكونا من 1000 كلمة عن بوتين الذي كان أحد الأفراد في جهاز الاستخبارات والذي طور نفسه ليقود روسيا في أعقاب الحرب الباردة.
وكررت تلك القصة رواية مشابهة لتلك التي تروج لها وسائل الإعلام المصرية منذ “الانقلاب العسكري” في عام 2013 وهي: أن ضابط الاستخبارات العسكرية المتواضع “السيسي” أجبِر على أن يصبح رئيسا بسبب فوضى الربيع العربي.
وترى وسائل الإعلام المصرية أن تشابه الخلفية العسكرية لكل من السيسي القائد السابق للاستخبارات العسكرية، وبوتين ساعد على تغذية الافتراضات التي تقول إن روسيا ستكون حليفا أكثر تقاربا وملائمة عن الولايات المتحدة، بالنسبة لمصر.
أما الأمر المثير للدهشة فهو أن وسائل الإعلام الحكومية ولأول مرة منذ فترة طويلة، تشيد بالرئيس المخلوع حسني مبارك ثم تقوم لاحقا بتغطية فترة حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي بشكل إيجابي.
وفي خضم موجة الوطنية التي انتشرت في مصر في أعقاب “انقلاب السيسي” ضد مرسي، فأصبحت جريدة الأهرام وحتى وسائل الإعلام الخاصة تتعامل مع قائد الجيش بشيء من التقديس، حيث وقع رؤساء تحرير الصحف المحلية على إعلان تعهدوا خلاله بالحد من التغطية السلبية لأنباء مؤسسات الدولة مثل الجيش والسلطة القضائية.
وبوتين، شأنه شأن السيسي، يُنظر إليه كرجل قوي سحق المعارضة ووقف في وجه الغرب، ومع مكافحته للتمرد الإسلامي المسلح في الشيشان في تسعينيات القرن الماضي، فإن بوتين يُنظر إليه كمتعاطف مع معركة مصر الخاصة ضد الإرهاب.
“لطالما أدرك بوتين ماوراء القول المأثور أن ضابط المخابرات لا يتقاعد” هكذا أشارت صحيفة الأهرام للرئيس الروسي مرفقة صور له وهو يؤدي لعبة الجودو وصورة أخرى وهو يمسك ببندقية ويطلق النار.
وسيتناول بوتين والسيسي العلاقات الثنائية على الصعيد التجاري والأمن الإقليمي ومن المحتمل أن يشهد اللقاء الصياغة النهائية لاتفاقات تزويد مصر بالأسلحة الروسية المتطورة.