أكد مصدر فلسطيني أنّ جناح سوري في «حزب الله»، هو الذي يتسبب حتى الآن، في عرقلة زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، «خالد مشعل» إلى طهران، وهو الذي يرغب في زيارة بروتوكولية لـ«مشعل» لا أكثر.
وذكر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ هذا الجناح واسع السطوة داخليا في «حزب الله»، ويعرقل بضغط من نظام «بشار الأسد» التقارب بين «حماس» وإيران، ويسعى إلى أنّ تكون له الكلمة الأولى في هذا التقارب، ويلعب على وتر تبهيت الزيارة المرتقبة لـ«مشعل».
وأشار إلى أنّ هذا الجناح، يريد زيارة بروتوكولية من «مشعل» إلى طهران، لا يلتقي فيها المرشد الإيراني، ولا مسؤولي الملف الفلسطيني، بل تقتصر على المستويات الدنيا في قيادة الحرس الثوري، وهو ما ترفضه «حماس» التي تريد زيارة ولقاءات بحجم زعيمها.
ولفت المصدر إلى أنّ تأخر «مشعل» في زيارة طهران، وتأخر طهران في إعادة الدعم المالي لـ«حماس»، ناتجان عن هذا الضغط وهذه العراقيل، إلى جانب وجود الكثير من التشدد الإيراني تجاه «مشعل» خصوصا، وعدم رغبتها في تقديم الدعم إلى الحركة في ظل عدم تغير مواقف «حماس» السياسية التي أنشأت الخلاف الأخير.
ويعقتد هذا الجناح في «حزب الله»، إلى جانب إيران، أنّ حاجة «حماس» إلى الدعم المالي في ظل حصارها الخانق ماليا وعسكريا، سيدفعها إلى تقديم تنازلات أكثر للنظام السوري ولإيران.
وكان الأمين العام لـ«حزب الله»، «حسن نصر الله»، قد أكدّ في مقابلة تلفزيونية، أنّ بعض حلفائهم غير راضين عن عودة العلاقة مع «حماس».
وأكد المصدر أنّ طهران و«حزب الله» يقومان حاليا بعملية تسويق لتطوير العلاقة مع «حماس»، بعد أنّ كان قطعها في السابق، إكراما من إيران لنظام «بشار الأسد» الذي اعتبر موقف «حماس» من الثورة ضده «خيانة» لا يمكن نسيانها أو غفرانها.
وأشار إلى أنّ الحديث عن تسويق عودة العلاقة يبدو صعبا بعض الشيء، لكنه في نفس الوقت ليس مستحيلا، خاصة أن إيران فقدت بفقدان «حماس» كحليف مهم لها، وزنا كانت هي في حاجته، كما أن الحركة بحاجتها، في إطار المصالح المتبادلة.
غير أنّ ما بدا من قوة للحركة في صدها عدوان 2014 على غزة، وقدراتها التي أذهلت الإيرانيين الذين ظنوا للحظات أنها قد تعاني وضعا عسكريا صعبا، بعد أنّ أوقفت عن الحركة الدعم المالي والعسكري، بدّل كثيرا من الحسابات لدى طهران و«حزب الله»، وفق نفس المصادر.
في هذه الأثناء، شنَّ موقع «تابناك» الشهير، والذي يتبع للحرس الثوري الإيراني، ويشرف عليه الجنرال «محسن رضائي» قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق ومستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي»، هجوما شرسا على رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، «خالد مشعل».
وفي سياق من التعليق عما أسماها الموقع موجة من الأحاديث التي تطرح حول عودة العلاقات الطبيعية بين إيران وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، قال الموقع إن «خالد مشعل» وقيادات حماس وقفوا واصطفوا قبل عامين إلى جانب الإرهابيين الدوليين في سوريا، مطالبين بإسقاط النظام السوري والرئيس «بشار الأسد»، بينما نراهم الآن يضعون الشروط لعودة العلاقات بين حماس وإيران، وكأن إيران ليست لديها أي شروط!، على حد تعبير الموقع.
وأضاف «تابناك» قائلا: «عندما غادر خالد مشعل؛ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس دمشق إلى الدوحة لم يتصور أن الزعماء والرؤساء الذين طالبوا بإسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد قد تغيروا، من مصر حتى الدوحة. ولم يخطر ببال خالد مشعل أنه سيُجبر يوما ما على الرجوع إلى أكبر داعم وحليف للنظام السوري و«بشار الأسد، ويلجأ إلى طهران من جديد».
وأوضح «تابناك» أن «محمد مرسي سقط في مصر، ويرأسها اليوم عبدالفتاح السيسي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع بشار الأسد، وفي تركيا ترك هاكان فيدان رئيس الإستخبارات التركية منصبه دون أن يسقط بشار الأسد، وفي السعودية، لم يرحل الملك عبدالله فقط، بل إن المسؤولين الأساسيين عن الملف السوري حتى تمت إزاحتهم، وفي قطر، أصبح الشيخ تميم بن حمد أميرا لقطر.. وكل هذه التحولات ساهمت في إضعاف حماس، ما جعل قيادتها تفكر بالهجرة إلى تركيا».
وفي إشارة إلى موقف حركة «حماس» من الثورة السورية، اعتبر «تابناك» أن تحليل «خالد مشعل» و«موسى أبو مرزوق» عن مستقبل المنطقة كان خاطئا جدا، ولكن هناك الآن بعض اللقاءات السرية التي حصلت بين قادة «حماس» وإيران للتوقيع على ورقة عمل وتفاهم بين الطرفين، لكن هذه الورقة تتضمن بندا يؤكد بوضوح أن حركة «حماس» لم تغير موقفها من الثورة السورية و«بشار الأسد»، ولم تتعهد بتغيير موقفها من الأحداث في سوريا.
وأشار «تابناك» إلى أن هناك بعض القضايا التي طرحت قبل أيام، ومنها أن من شروط إعادة العلاقات بين إيران و«حماس»، «تقديم خالد مشعل لاستقالته من رئاسة الحركة.. لكننا نسمع اليوم أن خالد مشعل يرفض المجيء إلى طهران بسبب عدم وجود نية لاستقباله من قبل المسؤولين الإيرانيين الكبار.. ويريد مشعل أن يسقبل بشكل لائق من قادة إيران»، بحسب الموقع.
وختم «تابناك» تعليقه عن «مشعل» وحركة «حماس» قائلا: «حركة حماس اليوم في وضع لا يسمح لها بأن تضع شروطا لعودة مجرى علاقتها بشكل طبيعي مع طهران، وليس من عادة إيران أن تعتمد على أي جهة أو طرف بعد أن ينكشف معدنه الحقيقي»، بحسب تعبيرات الموقع الإيراني.