انهار مشروع قناة “العرب” الإخبارية في البحرين بعد أكثر من عام على الترتيبات والاستعدادات التي انتهت بإطلاقها على الهواء لساعات عدة قبل أن يتم إغلاقها في ظروف غامضة تبين سريعًا أنها خلافات بين إدارة القناة والسلطات في المنامة التي أعلنت بعد تسعة أيام من المفاوضات المكثفة إغلاق القناة رسميًّا.
وأعلنت هيئة شؤون الإعلام في البحرين رسميًّا عبر بيان لها مساء أمس الإثنين وقف نشاط قناة “العرب” المملوكة للأمير السعودي الوليد بن طلال الذي يمتلك أيضًا مجموعة قنوات “روتانا” الترفيهية، ويريد من خلال “العرب” دخول عالم السياسة ومنافسة قناتي “الجزيرة” و “العربية”.
وقالت الهيئة في البيان الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية في البحرين إن القناة “لم تحصل على التراخيص اللازمة”، فيما يأتي بيان الهيئة الحكومية بعد أيام على تسرب رسالة من إدارة القناة إلى الحكومة ترفض فيها الشروط التي تحاول المنامة فرضها، كما يأتي إغلاق القناة رسميًّا بعد أسبوع على إعلانها تعليق البث لـ”أسباب فنية وإدارية”.
وحسب المعلومات التي نشرتها القدس العربي فإن إدارة قناة “العرب” بدأت منذ أيام دراسة الخيارات البديلة للبحرين؛ حيث بدأت البحث في إمكانية الانتقال إلى العاصمة البريطانية لندن أو العاصمة اللبنانية بيروت ومغادرة المنامة بشكل كامل، إلا أن كلا الخيارين يبدو غير ممكن التنفيذ سريعًا؛ حيث أن بريطانيا لا توجد فيها أي قيود على البث والسياسات، لكن المشكلة فيها تتعلق بوجوب العثور على طاقم يحمل إقامات تخوّله العمل في المملكة المتحدة، وهو ما يبدو صعبًا إن لم يكن مستحيلًا، مع وجود قناتين فضائيتين جديدتين انطلقتا مؤخرًا من لندن، أما بيروت فيتحدث كثيرون عن مناخ سياسي غير ملائم لاستضافة قناة خليجية سياسية، فضلاً عن أن عددًا كبيرًا من العاملين حاليا في القناة قد يرفض فكرة السفر إلى لبنان بسبب الظروف الراهنة.
وتقول مصادر القناة إن الإدارة لم تتخذ قرارًا بعد بشأن الانتقال أو إلغاء المشروع بشكل كامل.
وقال مصدر داخل القناة إن حالة من القلق تسيطر على العاملين، إداريين أو فنيين أو صحافيين، وهو ما اضطر الإدارة إلى طمأنتهم فور صدور البيان الحكومي البحريني بشأن المستحقات المالية، بما فيها تعويض عن الأضرار لمن يتم الاستغناء عنه بصورة نهائية.
وبينما لا يزال مستقبل قناة “العرب” مجهولًا، فإن موضوع الخلاف بين الإدارة والحكومة في البحرين لا يزال غير معروف، خاصة بعد أن نفى وزير شؤون الإعلام البحريني عيسى الحمادي ما تردد خلال الأيام الماضية من أن استضافة معارض من جمعية “الوفاق” في أول نشرة إخبارية للقناة هو السبب وراء وقف البث، فيما تقول تقارير على الإنترنت إن التغيرات التي شهدتها السعودية بعد وفاة الملك عبدالله ربما تكون سببًا أو أحد الأسباب وراء إغلاق القناة؛ حيث يتحدث البعض عن أن القيادة الجديدة ربما لا ترغب بذراع إعلامية سياسية للأمير الوليد بن طلال.