جاء اتصال عبد الفتاح السيسي، رئيس النظام الانقلابي في مصر، بقادة أربع دول خليجية في أعقاب التسريب الذي أذيع أمس الأول، والذي تناول تعليقات من السيسي والمقربين منه على علاقاته بدول الخليج عقب الانقلاب العسكري، ليثير تساؤلا لدى المراقبين عن عدم اتصال السيسي بدولة قطر، رغم ما يثار عن وجود مصالحة بين البلدين قادها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
وكان اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، قد قام بسب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد سبة سيئة في معرض تناوله عن احتياطات دولة قطر المالية وعدم رغبتهم في مساعدة النظام الانقلابي اقتصادية، فيما لم يعلق عبد الفتاح السيسي على ما قاله رئيس مكتبه.
وساءت العلاقات المصرية القطرية بعد الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي إبان توليه وزارة الدفاع، على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، في يوليو 2013، حيث استقبلت قطر كثيرا من كوادر الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي، فيما قامت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة باتهام قطر بدعم الإرهاب في مصر، ودعم الجماعة التي تقود المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري والمستمرة منذ 20 شهرا.
وقام الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز بقيادة مصالحة بين قطر ومصر، بعد مصالحة خليجية أعقبت قطيعة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى استمرت نحو 8 أشهر، انتهت بقمة خليجية أسفرت عن إجراءات قطرية بتخفيف حدة الخطاب الإعلامي الموجه للنظام الانقلابي في مصر، مع الطلب من 7 من قيادات الإخوان المقيمين بقطر مغادرتها، قبل أن تقوم قطر بإغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر في أعقاب المصالحة المصرية القطرية.
واتهم اعلاميون مصريون قطر بالعودة عن اتفاقهم مع مصر، بعد وفاة الملك عبد الله وتولي الملك سلمان الحكم، حيث أشارت تقارير وتحليلات دولية إلى نوع من الفتور بين الملك سلمان وبين عبد الفتاح السيسي، في حين وجه إعلاميون مصريون انتقادات حادة لقناة الجزيرة بعد تغطيتها للمظاهرات المناهضة للانقلاب في الذكرى الرابعة لثورة يناير على خلفية عدم وجود ضغط سعودي من النظام الجديد على قطر مما سمح لها بالعودة إلى انتقاد النظام المصري، حسبما قالوا.
واعتبر مراقبون أن عدم اتصال السيسي بأمير قطر بعد التسريبات كما فعل مع قادة دول الخليج الأخرى، هو دليل واضح على عمق الأزمة بين البلدين وأن المصالحة التي أعلنت كانت مصالحة شكلية لم تتخذ فيها إجراءات على الأرض خاصة من الجانب المصري، الذي بقي مشككا في النوايا القطرية حتى بعد زيارة مبعوث الأمير القطري لمصر ولقائه بالسيسي في شهر ديسمبر الماضي.
في نفس السياق أشارت مصادر إلى أن قطر قد تعيد النظر في مشاركتها في المؤتمر الاقتصادي في مصر المزمع اجراؤه الشهر المقبل، أو على الأقل تخفيض التمثيل الرسمي في المؤتمر، وهو ما أشار إليه رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، جابر الحرمي، الذي لفت في الوقت نفسه إلى أن قطر تدعم الشعب المصري وليست مرتبطة بالأنظمة الحاكمة في مصر.
شؤون خليجية