أصاب التسريب الذي بثته قناة “مكملين” عن مكالمة بين قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي ومدير مكتبه عباس كامل، والذي تضمن ألفاظ غير لائقة وبذيئة من السيسي ومدير مكتبه ضد قادة خليجيين, وابتزازهم بدفع 30مليار دولار للجيش وخزينة النظام, وأن دول الخليج “أنصاف دول” و”لديهم فلوس زي الرز”، بحالة من الهلع والذعر بعد ردود الفعل الخليجية الغاضبة من التسريب، والتي ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وحاول رئيس وزراء الانقلاب ابراهيم محلب بعد ساعة من بث التسريبات أن يقلل منها وأنها غير مجدية، وليس لها أي تأثير.
ولكن رئيس الانقلاب في اليوم الثاني من بث التسريبات يؤكد على حقيقتها -لأنه يعلم ذلك جيد – فقام عبدالفتاح السيسي مساء أمس الأحد بإجراء 4 اتصالات هاتفية بقادة دول السعودية والكويت والبحرين بالإضافة إلى ولي عهد أبوظبي، وتأتي الاتصالات بعد يوم من تسجيل صوتي بثته قناة “مكملين” الفضائية والمتضمن حوار دار بين السيسي (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء عباس كامل ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، وتضمن “إساءة” لدول خليجية.
وتضمن التسجيل، الذي بثته قناة “مكملين” مساء السبت،اتهامات تتعلق بدخول جزء من أموال الدعم الخليجي لمصر في ميزانية الجيش، كما تتضمن إساءة لبعض دول الخليج، بوصفها “أنصاف دول”.
النظام الانقلابي تعامل مع التسريب المدوي بعدة طرق وكلها فشلت :
أولا: التكذيب : بالزعم أن التسريب غير صحيح، كما جاء في تصريح لرئيس وزراء الانقلاب ابراهيم محلب بعد ساعة من بث التسريب لقناة “الحياة الجديدة”، ونفى محلب تماما صحة التسريب، رغم أنه أخر من يعلم، وكان وقتها يعمل في السعودية مدير تنفيذي لشركة الخضري للمقاولات في المنطقة الشرقية بالسعودية، ورشحه نظام الملك عبد الله الراحل للعسكر ليتولى رئاسة الوزراء فجاء من الرياض الى القاهرة فورا، وهو من أبرز المتهمين في فضيحة قصور الرئاسة، حيث كان يشغل منصب المسئول الأول في شركة المقاولين العرب.
ثانيا: التعتيم الإعلامي: حاول النظام الانقلابي التعامل مع “تسريب” قناة “مكملين” في البداية بحالة من التعتيم الإعلامي على ما ورد فيه ، كما جاء في تقرير “BBC”أمس الأحد حيث رصد التقرير حالة التعتيم الإعلامي من جميع الصحف المصرية والسعودية والكويتية والإماراتية والبحرينية الكلي على التسريب ، فلم تنشر عنه شيئا،ولم تشر الى التسريب بحرف واحد حتى بالتكذيب أو التشكيك.
ثالثا: النفي من رأس الانقلاب: عندما وجد النظام أن التسريب أحدى صدى مدو في الأوساط العربية وخصوصا الخليجية وتربع هشتاق “السيسي_يحتقر_الخليج” قائمة أكثر الهشتاقات متابعة لمدة يومين على التوالي، وتفاعل معه نخب خليجية بارزة من مفكرين وسياسيين وأكاديميين وأوجد حالة من الغضب العارم بين الشعوب الخليجية بسبب الاهانات التي وجهها السيسي ومدير مكتبه لقادة الخليج، اضطر “السيسي” لإجراء اتصالات عاجلة هاتفية بقادة 4 دول خليجية، في محاولة منه لنفي تأثر الهشتاق، وإيجاد مضمون إعلامي تبرزه صحف النظام المصري لتوهم الشعب المصري بعدم صحة تأثير الهشتاق.