حين لا يجد العراقيون طريقة للرد على بعض السلوكيات التي تصدر عن الحكومة أو السياسيين أو الأحزاب الإسلامية، التي تحارب المشروبات الكحولية، يلجأون إلى السخرية، لانها الوحيدة التي تخفف عنهم، أو تعبر عن مكنوناتهم، وهذا ما أثار قرائح العديد من العراقيين الذين وجدوا في احتراق شاحنة كبيرة، وعدم احتراق “الكحول” الذي تحمله “شيئًا عجيبًا” تم وصفه بـ “المعجزة” في استهزاء وسخرية من اولئك الذين يحاربون المشروبات الكحولية ويقتلون من يتاجر بها وفقا لما ورد بموقع “إيلاف”.
وتقول الحكاية إن حادثة عجيبة وقعت في منطقة السريدات بمنطقة بوب الشام (شمال بغداد)، حيث تم حرق ناقلة كبيرة للويسكي من قبل (الأخوة المؤمنين)، لأنها رجس من عمل الشيطان ولكن… حدثت هنا المعجزة… فقد أكلت النيران كل السيارة حتى حديدها، ولكن الويسكي بقي سالماً لم يتأثر بشيء.
وذكر شهود عيان من اهل المنطقة، أن الحادث شهده العديد من الشباب الذين ظلوا مرابطين عند السيارة المحترقة ويراقبون النيران، وهي تأكل السيارة وتشرب الخمور، وأكدوا انه حين جاء الصباح اختفى الويسكي كله، ولم تبقَ سوى آثار السيارة المحترقة.
الكثيرون سخروا من حادثة حرق الشاحنة وقالوا (لقد حدثت معجزة)، فالحريق الذي اتى على هذه الشاحنة المصنوعة من الحديد، لم يمس قناني الويسكي، وهذا ما جعل الكثيرين يتسابقون على نهب حمولة الشاحنة حتى لم يبقَ منها شيئًا.
نهبوا الخمرة
واكد كريم علي يونس، سائق سيارة اجرة، أنها معجزة فعلا، عسى أن تستفيق الحكومة من سباتها وتلغي الضريبة على المشروبات الكحولية، وقال: الا تطالبنا الحكومة بمعجزة، هذه هي المعجزة، فقد احترقت الشاحنة وخرجت قناني الويسكي سالمة كأن النار لم تمسها.
واضاف: ربما لا يعلم الذين حرقوا الشاحنة من الأخوة المؤمنين أن اخوة لهم في تحريم الخمرة، نهبوا حمولة الشاحنة من الويسكي – الحرام – بعد أن خمدت النيران .
بصحتهم
اما حسين ابو شيراز، موظف، فقد اشار إلى أن (النصر تحقق في بوب الشام)، وقال: ما حدث معجزة تحتاج إلى تشكيل لجنة، من قبل الحكومة لدراسة الأسباب وراءها، ولماذا لم يحترق الويسكي واين ذهبت حمولة الشاحنة من الخمور ؟
واضاف: ما حدث هو انهم أحرقوا الشاحنة لأنها تحمل خمورًا إلى بغداد… لكن الويسكي لم يتأثر إلا أنه نهب في غضون ساعات.
تشكيل لجنة
إلى ذلك، ضحك داود سلمان الحمادي، شرطي، من حدوث المعجزة، وقال: هذا أكبر احتجاج للخمور على الضريبة، وسرقة الويسكي من الشاحنة المحترقة خير دليل على أن الشعب يريد أن ينتعش، والانتعاش جاء على شكل معجزة في زمن اللامعجزات.
وأضاف: أقترح على الحكومة تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب عدم احتراق الخمر، ونشر النتائج على الناس، اعتقد أن الضحك هو السبيل الوحيد للرد على خزعبلات الذين يتصرفون بمقدراتنا كما يشاؤون .
شهداء
من جانبه، قال المواطن كاظم شويح، موظف حكومي أن حادثة حرق شاحنة الخمور ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فقد ارتكبت الأحزاب الدينية، والميليشيات الطائفية ما هو أبشع من هذا الفعل وهو القتل، والتصفية الجسدية لبائعي الخمور، بل وحتى متناوليها في واحدة من أقذر حملات تضييق الحريات الشخصية في تاريخ العراق، والتي كفلها ما يسمى بالدستور العراقي. واضاف: من المخجل أن هذه الأعمال الهمجية تتم بمباركة غير مباشرة من قبل رجال الدولة المتأسلمين.
وتابع: ومن طريف ما يتناقله العراقيون حول حملة تصفية بائعي الكحول، أن هؤلاء أصحاب بيع المشروبات الكحولية قد قدموا شهداء أكثر بكثير مما قدمه حزب الدعوة الإسلامية الحاكم.