قال الإعلامي المصري «إبراهيم عيسى» المؤيد للرئيس «عبدالفتاح السيسي» إن تماسك الاقتصاد واستقرار الأوضاع السياسية في مصر أمر بالغ الأهمية بالنسبة للملكة العربية السعودية، معربا في الوقت نفسه عن عدم ارتياحه من مواقف المملكة خلال الفترة المقبلة، قائلا إن حماسة المملكة تجاه مصر لن تكون كالسابق.
ووصف «عيسى» في برنامجه المذاع على فضائية «أون تي في» المصرية سياسات الملك الراحل «عبدالله» بأنه بدا وكأنه مصري، مؤكدا على وجود تحالف قوي يصل إلى حد الدم بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي انتقاد واضح لسياسات الملك «سلمان»، قال «عيسى» إن العلاقات بين الرياض وواشنطن ستعود إلى الدفء في عهد الملك الجديد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، كما أنها لا تريد التورط في الصراع الدائر في سوريا، وتسعى لتقويض نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف «عيسى» أن السعودية تقوم بتمويل الجماعات المسلحة في سوريا حتى الآن وعلى رأسها «جبهة النصرة» التي قال إنها تمثل فرعا من تنظيم «القاعدة» نكاية في إيران والنظام السوري برئاسة «بشار الأسد».
وذكر «عيسى» أن سلسال الدم في سوريا يعود إلى تمويل ثلاثي من السعودية وقطر وتركيا، إلا أن السعودية تراجعت قليلا بعدما بدا لها وحشية «جبهة النصرة» وانفرادها بالتصرف بعيدا عن المخابرات السعودية، التي قال إنها كانت تجلس على طاولة مع أحد «إرهابيي جبهة النصرة» وهو «صدام الجبلي» للتنسيق الميداني فيما بينهما.
وأوضح أن الملك الراحل «عبدالله» قد بدأ في اتخاذ عدة قرارات لمواجهة الإرهاب بعدما استشعر تنامي خطره على المملكة وحدودها الشمالية إضافة على حالة عدم الاستقرار التي يشهدها اليمن، تمثلت هذه القرارات في إقصاء عدد من رجال الدين السعوديين الذين يتحدثون بخطاب وصفه «عيسى» بأنه لا يختلف عن خطاب «الدولة الإسلامية».
وأشار «عيسى» أن الإحصاءات سجلت أن 90% من التفجيرات الانتحارية التي تقع في سوريا والعراق يقوم بتنفيذها أشخاص من السعودية، واصفا المملكة بأنها ترقد على برميل بارود من الإرهابيين.
وتساءل «عيسى» عن ماهية العلاقات الأمريكية السعودية الجديدة، مستنكرا توجهات الملك «سلمان» بشأن عقد تحالفات مع النظام القطري والتركي ومن ثم رفع الضغط على «الإخوان» في مصر والمنطقة، لافتا أنه لم يعد خافيا انتماء أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد» والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، واصفا «الإخوان» بأنهم عملاء النظامين في مصر.
وفي إشارة إلى إغلاق قناة «العرب» الإخبارية المملوكة للملياردير السعودي «الوليد بن طلال» بعد ساعات من انطلاقها، انتقد إبراهيم «عيسى» مدير القناة «جمال خاشقجي» الذي اعتبره مقربا من الأسرة الحاكمة السعودية، وأوضح أنه كتب بعد وفاة الملك «عبدالله» عن تغيرات جذرية في إدارة المملكة وسياساتها الخارجية خاصة فيما يتعلق بالنظام المصري الذي وصفه بالمستبد في عهد «السيسي»، متهما إياه بأن لديه خلفية إخوانية وأن كتاباته تحمل دلالات معينة خاصة وأنه محسوب على الدوائر الأمنية السعودية، على حد قوله.
ووصف «عيسى» الدعم المتبادل بين مصر وممالك وعروش الخليج بأنه علاقات ومصالح متبادلة وثوابت استراتيجية، مضيفا أنه من الضروري عدم وقوع السعودية أو الإمارات أو الكويت في أيدي جماعة «الإخوان»، مشيرا إلى أن حدوث ذلك سيمثل «زلزالا» للمنطقة، وفقا لتعبيره
ويندرج أهمية الهجوم الذي يقوم به «عيسى» ضد السعودية والملك «سلمان» في إطار تأكيد ما نشرته وسائل إعلام أن الرئيس المصري «السيسي» مستاء من سقوط حليفه في السعودية «خالد التويجري»، كما أن دور «السيسي» انكشف في المحاولات التي كان يقوم بها من أجل التحريض ضد الملك «سلمان» عندما كان وليا للعهد، ومحاولة تشويهه وتشويه أبنائه لصالح تحالف «التويجري – بندر بن سلطان – محمد بن زايد»، وهو التحالف الذي كان يريد للأمير «متعب بن عبدالله» أن يصل إلى الحكم في السعودية.
كما أن حديث «إبراهيم عيسى» يأتي بعد فترة وجيزة من الحديث التلفزيوني للمذيع المعروف «يوسف الحسيني» الذي هاجم الملك «سلمان»، وابنه «محمد»، وذلك قبل وفاة الملك «عبدالله»، وبحسب التسريبات الأخيرة من مكتب «السيسي» أن كلا من «إبراهيم عيسى» و«يوسف الحسيني» وعدد آخر من الإعلاميين يتلقون التعليمات من مدير مكتب «السيسي» اللواء «عباس كامل».