تصوِيرُ المتطرفِين الإسلاميِّين كمَا لوْ كانُوا عرَّابِي الإرهاب حول العالم دون غيرهم من متطرفِين يدينُون بعقائد أخرى يشوبه الكثير من التهوِيل والمبالغة، ذاك ما خلُصَت إليه دراسة أكاديميَّة جرى إعدادها في جامعة برينسُون، استنادًا إلى معلوماتٍ مستقاةٍ من الإفْ بِي آيْ.
التقريرُ الذِي قام بجرد العمليَّات الإرهابيَّة التي تمَّ تنفيذها فوق التراب الأمريكي من لدن جماعات إرهابيَّة مختلفة، ما بينَ عاميْ 1980 وَ2005، كشفَ أنَّ ما أقدم عليه متطرفُون يهود يفوق ما قام به متطرفون مسلمُون، حيثُ ضلعُوا في 7 بالمائة من الهجمات، مقابل 6 بالمائة للمسلمِين.
وبخلاف ما هُو متوقع، توردُ الدراسة أنَّ ما يقلُّ عنْ 1 في المائة من الهجمات الإرهابيَّة التي طالتْ أوربا، يقفُ وراءها متطرفُون مسلمُون، فين حين يقفُ متطرفون من ملل أخرى وراء التسعة والتسعين المتبقية، علمًا أنَّ بين أتباع كلِّ دينٍ متطرفِين ينفذُون اعتداءاهم، وفقًا لما يرونهُ إرضاءً لله عبر تلك الأفعال.
ومنْ أصل 300 أمريكي لقُوا حتفهم بسبب العنف السياسي وحوادث إطلاق النار، منذُ الحادي من سبتمبر، 33 ضحية فقط قضَوْا بسبب مسلمِين، وفقًا لأرقام مركز أمريكي يعنى بالإرهاب والأمن القومي، أمَّا أظهرت التحريَّات أنَّ 51 في المائة فقطْ منْ أولئك المسلمِين من العرب.
ويوضحُ الأستاذ الأمريكيُّ الباحث في علم الاجتماع بجامعة “نورث كارولينا”، أنَّ في الوقت الذِي لقي 33 أمريكيًّا مصرعهم على يدِ مسلمِين، فإنَّ الإرهاب الذِي روع على مدى الفترة نفسها 180 ألف أمريكي، من خلال حوادث إطلاق النَّار، التي سقط فيها 66 أمريكيًّا، أيْ ضعف ما حصدهُ الإرهاب المرتكب باسم الإسلام.
الباحث نفسه يوضحُ أنَّ تحول المسلمِين إلى الإقدام على ارتكاب هجمات إرهابيَّة يظلُّ ضعيفًا، لافتًا إلى أنَّ السياسات التي يجري اللجوء إليها من أجل محاربة الإرهاب، لا يجب أن تصرف النظر عنْ الانتهاك الذِي يطالُ حياة المواطنين الخاصَّة ويصادرُ حريَّاتهم، على اعتبار أنَّ هناك خطرًا يتهددُ البلاد.
وتلفتُ الدراسة إلى أنَّ المسلمِين يشكلُون الضحيَّة الأولى للإرهاب، حيث غالبًا ما تسند هجمات يرتكبها إسلاميُّون متطرفُون إلى كافَّة المسلمِين، علمًا أنَّ جماعاتٍ من اليسار المتطرف واللاتينيِّين أذوْا الأمريكيِّين وصادرُوا حياة عددٍ من أبنائهم، أكثر ممَّا فعل المسلمُون.
هسبريس – هشام تسمارت