وطن – علقت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على اعتبار كتائب القسام التابعة لحماس حركة إرهابية بقولها: الجوانب السياسية والدبلوماسية لهذا القرار لا تقلّ أهمية عن الجوانب العسكرية. للمرة الأولى، يتناقض زعيم عربي مع الاعتقاد السائد بأنّ تنظيمات “المقاومة” التي تحارب إسرائيل تخدم بالضرورة القضية العربية. لم تعد “قدسية” الكفاح ضدّ إسرائيل مبرّرا لوجود تنظيم يوجّه سلاحه ضدّ مصر. ويوضح السيسي هنا بشكل قاطع بأنّ القضية الفلسطينية مهمة بالنسبة لديه فقط بالدرجة التي لا تشكّل فيها تهديدًا على مصر.
وأضافت الصحيفة: من المهمّ أيضًا توقيت القرار، الذي لا يخلو من الاعتبارات السياسية. في الشهر القادم، ستبدأ الانتخابات البرلمانية المصرية، ومعها الجهود للحدّ من مشاركة الإخوان المسلمين كمرشّحين مستقلّين. قد يكون بإمكان الحرب الإعلامية ضدّ الإخوان ووصفهم بأنّهم “التنظيم الإرهابي الأكبر” إلى جانب الإعلان عن حماس كتنظيم إرهابي، إضفاء الشرعية الشعبية على إجراءات الحكومة ضدّهم في المعركة الانتخابية. وفي الوقت نفسه، قد تكون لهذه الخطوة آثار عملية، مثل إعلان كتائب عزّ الدين القسّام بأنّ مصر لم تعد قادرة على أن تكون وسيطة بين إسرائيل وحماس في كلّ ما يتعلّق بوقف إطلاق النار. ومن ناحية أخرى، فستجد حماس صعوبة في الوساطة بينها وبين فتح وإعادة المصالحة الفلسطينية الداخلية إلى مسارها.
ورجحت الصحيفة أن هذا القرار، الذي يعتمد، من بين أمور أخرى، على اتفاق سعودي – مصري تمّ التوصل إليه قبل وفاة الملك عبد الله، قد يضع كل دولة عربية أو مسلمة ترغب بمساعدة غزة أو حماس في معضلة صعبة، حيث ستُعتبر هذه المساعدة بالنسبة لمصر دعما لتنظيم إرهابي. حتى الحكومة الفلسطينية المتفق عليها قد تقف أمام معضلة مماثلة، حيث إنّ جزءًا من ميزانيّتها مخصّص لدفع الرواتب التي من بينها رواتب نشطاء في كتائب عزّ الدين القسّام.
وختمت الصحيفة قائلة: يمكن لإسرائيل في الواقع أن تكون راضية بأن تكون مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي عرّفت حماس كحركة إرهابية (يُعرّف الإخوان المسلمون كحركة إرهابية في السعودية والإمارات أيضًا إلى جانب مصر)، ولكن التعريف المصري لن يحلّ لإسرائيل مشكلاتها مع حماس. ومن الواضح في إسرائيل، كما يبدو أكثر من مصر، بأنّ الضغوط الاقتصادية على غزة، واستمرار الحصار وتأجيل إعمار القطاع، قد تؤدي إلى إشعال القطاع من جديد بل والتسبّب بجولة أخرى من العنف. يحذّر من ذلك ليس فقط الناطقون باسم حماس، بل أيضًا المسؤولون الأمنيّون في إسرائيل.