استبعد اللواء «محمد علي بلال»، قائد القوات المصرية في حرب الخليج، بشكل قاطع وقوف جماعة الإخوان المسلمين وراء عملية سيناء، مرجعا اتهام الجيش للإخوان إلى أنه «دليل على القصور في التفكير وقصور في الرد وقصور في الاستعداد».
وأشار «بلال» إلى أن «الإخوان المسلمين لو كانوا قد فشلوا، فالطبيعي أن يمتد فشلهم في عدم القدرة على القيام بمثل هذا الهجوم، إلا أن الواقع عكس ذلك». لافتا إلى أن ما شهدته سيناء، الخميس، يدل على أن «الإرهاب» يتطور يوماً بعد يوم.
وأضاف «بلال» في تصريحات لموقع«الخليج أونلاين»، أن العملية أكدت على أن «التنظيم أصبح له قيادة تكونت، بعد أن كانوا يعملون فرادى، وأصبحت تلك القيادة تخطط وتنظم، وتضع الإجراءات لكل فرد عن مهام عمله».
واستنكر «بلال» على الجيش المصري عدم تطوير تكتيكاته في مقابل تطور الجماعة المسلحة لنفسها، حيث «عمدت الجماعة إلى إرسال رسائل تدل على أن لها اليد الطولى في أماكن عديدة غير سيناء، بقيامها بعمليات صغيرة أخرى لتصرف النظر على هدفها الاستراتيجي».متعجبا من المطالبة بالقيام بعمل نطاق أمني واسع، مؤكداً أن التنظيم المسلح أصبح يملك الهاون، الذي يصيب على بعد أربعة كم، وعليه فإن فكرة النطاق الأمني فاشلة.
وطالب «بلال» من الجيش المصري ضرورة وجود إجراءات من شأنها التنبؤ بكيفية مواجهة مثل هذه العمليات، وأن تكون هناك نقاط أمنية متحركة تعمل بنظام مخابراتي معلوماتي لمواجهة تكتيكاتهم، مؤكداً على ضرورة تولي قيادة في الجيش قادرة على التخطيط وإعطاء التكليفات والتعليمات، للتصدي للهجمات التي تزيد يوماً بعد يوم، على حد تعبيره.
واتهم «بلال» بيانات الجيش المصري بالقصور، وأرجع الأمر إلى أن الخسائر أكبر مما هو معلن، لذلك يتراجع دوماً بيان الجيش، حتى لا يتحدث عن خسائر، كما أرجع السبب في ذلك إلى أن الحديث عن حجم الخسائر سيكشف عن عدم الاستعداد وعدم التصدي بفاعلية، ومن ثم فإن قيادة الجيش “مش هاتبقي عارفة تقول إيه” (لا تعرف كيف ستتصرف).
وأكد «بلال» على ضعف بيان الجيش بتراجع وزير الصحة المصري عن الإعلان عن أعداد الضحايا، بعد أن أعلن عنها في بداية الحدث، مما يدل على أن العدد في ازدياد، مطالبا القوات المسلحة بالتأني في التعامل مع المدنيين في منطقة سيناء، مؤكداً أن طريقة تعاملهم ستؤدي بالتأكيد إلى رد فعل مماثل، قد يكون ثأراً ضدهم، وخاصة أنها تقوم بعمليات ترحيل إجباري للمدنيين من سكنهم.
كما حذر «بلال» من رد فعل أهالي سيناء بعد إجلائهم مكرهين من منازلهم، فقال إن منزل البدوي بمثابة عرضه وشرفه، لا يجوز التنازل عنه مهما كان، متوقعا زيادة الهجمات في سيناء خلال الفترة القادمة، مستبعداً انتقالها إلى الداخل المصري بهذا الحجم.