بعد وفاة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي رحل منذ ثمانية أيام، ثار جدل بشأن توالي الإشادات به والتعازي لرحيله من جانب قادة وزعماء دول العالم في الوقت الذي يعتبر فيه الغرب نظام الملك الراحل نظاما قمعيا، لاسيما فيما يتعلق بمسألتي تنفيذ عقوبة الإعدام ذبحا على الملأ، وحظر قيادة المرأة للسيارات.
وذكر موقع i100 التابع لصحيفة إندبندنت البريطانية أنه في ظل الجدل الذي كان دائرا في بريطانيا بشأن ما إذا كان ينبغي تنكيس الأعلام على المباني الحكومية، بما في ذلك دير وستمنستر في العاصمة البريطانية لندن، احتراما للملك عبد الله، تبين أن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية كانت قد وجدت منذ أعوام عديدة أفضل طريقة للتعامل مع حاكم السعودية الراحل (بحسب الموقع).
القصة التي تعود لعام 1998 يرويها السفير البريطاني السابق لدى الرياض شيرارد كوبر-كولز الذي نشر قصاصة من كتاب مذكراته الذي يحمل اسم “إيفر ذا ديبلومات” وتم تداولها بشكل كبير نظرا ﻷنها قصة مدهشة.
والمشهد هو: الملك عبد الله الذي كان آنذاك وليا للعهد لكنه كان الحاكم الفعلي للسعودية نظرا لمرض أخيه الملك آنذاك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وكان عبد الله في زيارة لبريطانيا عام 1998، ودعته الملكة إليزابيث الى تناول طعام الغداء في قصر بالمورال، الواقع في مقاطعة آبردينشير الاسكتلندية.
والقصة يرويها السفير السابق في كتابه كالتالي:
“من المفترض ألا تكرر ما قالته الملكة في المحادثات الخاصة، لكن القصة التي روتها لي في هذه المناسبة سمعتها لاحقا من موضوعها – ولي عهد السعودية الأمير عبد الله – وهي أيضا قصة مضحكة جديرة بالتكرار.
قبل خمسة أعوام، في سبتمبر 1998، كان عبد الله قد دعي إلى بالمورال لتناول الغداء مع الملكة، وبعد إصابة أخيه الملك فهد بمرض في عام 1995، كان عبد الله هو الحاكم الفعلي للسعودية.
وبعد الغداء، سألت الملكة ضيفها الملكي التجول في اسكتلندا، وبتشجيع من وزير خارجيته، وافق الأمير المدني الذي كان مترددا في البداية.
وتم وضع السيارة اللاند روفر الملكية أمام القصر، وكما كانت التعليمات، صعد ولي العهد إلى الكرسي الأمامي للسيارة، وجلس مترجمه الخاص في الخلف، وفوجئ بصعود الملكة إليزابيث لتجلس على كرسي القيادة، وأدارت السيارة وبدأت قيادتها.
والنساء حتى الآن غير مسموح بقيادتهن للسيارات في السعودية، ولم يكن عبد الله معتادا ركوب سيارة تقودها امرأة، ناهيك هن كون هذه المرأة الملكة إليزابيث، وازداد اضطرابه عندما قامت الملكة، التي كانت سائقة في الجيش البريطاني إبان فترة الحرب، بزيادة سرعة اللاند روفر على طرق اسكتلندا الضيقة، وهي تتحدث طوال الوقت.
ومن خلال المترجم، طالب ولي العهد الملكة إبطاء سرعة السيارة والتوقف عن الكلام التركيز في الطريق.”