انتقد كينيث روث مدير منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم دعم الغرب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن هذا الدعم من شأنه خدمة تنظيم ما يطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا باسم داعش.
وأوضح روث، في مقال له تحت عنوان “التخلي عن المسئولية الأخلاقية” نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية اليوم، أن “دعم نظام السيسي القمعي ليس فقط كارثة بالنسبة لآمال المصريين في مستقبل ديمقراطي، وإنما يبث أيضا رسالة مروعة للمنطقة بأكملها”.
وأضاف أن تنظيم “الدولة الإسلامية” بات لديه مبرر الآن للقول إن العنف هو السبيل الوحيد أمام الإسلاميين، لأنه عندما فاز الإسلاميون – في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر – بالسلطة في انتخابات نزيهة، تمت الإطاحة بهم من الحكم، ولم يلق ذلك إلا القليل من الاحتجاج العالمي.
وقال إن أثر ذلك ربما تم الشعور فه بالفعل في سيناء، حيث تنشط جماعة “أنصار بيت المقدس” المتمردة التي أعلنت مبايعتها لداعش، وقتل خلال عام 2014 في محافظة شمال سيناء ما لا يقل عن 900 من الدنيين وأفراد قوات الأمن ومن يشتبه بكونهم متمردين، لافتا إلى أن أنصار بيت المقدس باتت الأقوى في تلك المنطقة.
واتهم روث السيسي بالسعي لسحق التطلعات نحو الديمقراطية التي كان يحملها ميدان التحرير، مضيفا أنه في الوقت الذي كانت فيه حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي بعيدة عن المثالية، فإن انتهاكات مرسي لا تضاهى أبدا بالانتهاكات التي تمارس بحق الشعب المصري من قبل الحكومة التي يسيطر عليها الجيش منذ “انقلاب” 3 يوليو 2013.
ولفت إلى أن الرد الغربي على هذا القمع “غير المسبوق” الذي يمارسه نظام السيسي لم يكن كافيا، واصفا ذلك بـ”االمخزي”، حيث استأنفت واشنطن معوناتها العسكرية للقاهرة، ولم تبد أي حكومة غربية رغبة كبيرة للتقصي بشأن “انتهاكات الحكومة العسكرية” في مصر، ولا يزال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتحدث وكأن الإصلاح السياسي قاب قوسين أو أدنى.
وتابع قائلا “بالنسبة لكيري، الانقلاب العسكري هو استعادة للديمقراطية، والانتخابات التي أدارها الجيش مع إقصاء الإخوان المسلمين كانت انتقال نحو الديمقراطية”.
واعتبر أنه في ظل “المذابح” في مصر وتنامي تنظيم داعش وجرائم الحرب في فلسطين وإسرائيل، أفسحت “غفلة الغرب” عن انتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط الطريق لتزايد ثقافة العنف والإفلات من العقاب.