حسم ظهور رئيس الديوان الملكي السعودي السابق خالد التويجري، في عزاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عصر اليوم الأربعاء، في قصر الملك الراحل، الجدل الذي أثير خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي حول مصير السكرتير السابق للملك الراحل.
وتداول بعض السعوديين، خلال الأيام الماضية الكثير من الشائعات حول مصير التويجري، بينما روج البعض ما مفاده أنه غادر البلاد، أو أنه يخضع للإقامة الجبرية، وغيرها من التكهنات التي تسببت فيها إقالته بعد ساعات من إعلان وفاة الملك الراحل، وتعيين الأمير محمد بن سلمان خلفاً له.
وظهر خالد التويجري وهو يعزي وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، وملامح الحزن تكسو وجهه، وتداول نشطاء على مواقع التواصل صورة قيل إنها للتويجري في قصر الملك الراحل معزياً أبناءه.
وكتب عضو فريق “غوث” التطوعي للإنقاذ: “خالد التويجري عزى جميع أبناء الملك عبد الله وخرج من قصر الملك قبل قليل مودعاً عمله”.
وكان أحد أسباب انتشار الشائعات حول مصير التويجري، قيامه بتغيير التعريف الخاص به “بيو” على حسابه الموثق على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، فبدلاً مما كان يحمله الحساب سابقاً “رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز”، بات التعريف: “اللهم أعنّي على نفسي، وثبتني على طاعتك، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”، إضافة إلى إعلانه عن تحويل الحساب الخاص به من “حساب رسمي” إلى “حساب شخصي”.
ولم يقم التويجري بتحديث حسابه الشخصي على “تويتر” منذ الثلاثين من أبريل/ نيسان من العام الماضي، ما جعل قيامه بتغيير الـ”بيو” ملحوظاً، خاصة وأنه يستحوذ على اهتمام كثيرين حالياً، يتداولون الكثير من الأنباء حول مصيره.
ولا يستحوذ التويجري على اهتمام المغردين السعوديين وحدهم، بل يشغل مصيره كثيراً من المغردين العرب المهتمين بالشأن السعودي، ولوحظ انقسام المغردين السعوديين بين مؤيد ومعارض، لكن الغالبية رفضت انتقاد التويجري وطلبت تكريمه.
واعتبرت عضو مجلس الشورى والأديبة لطيفة الشعلان، التويجري رجلاً وطنياً وقالت: “رجل وطني. ابن الملك عبد الله البار وعضيده في رؤيته الإصلاحية والتحديثية. خدم بلده بكل تفان وإخلاص وبعد عن الأضواء”، وكتب الدكتور في جامعة الملك سعود، حمزة قبلان المزيني: “الذين يشمتون في الأستاذ خالد التويجري الآن إنما ينالون من الملك عبد الله رحمه الله. الذي اختاره أميناً لسره سنوات طويلة”.
وأضافت الكاتبة سكينة المشيخص: “شكراً خالد التويجري. لم أثن على التويجري وهو في منصبه بالرغم من كونه يستحق الثناء. شكراً مليون يا أبو عبد الله”، فيما كتبت الكاتبة والناقدة حليمة مظفر في وسم #شكرا_خالد_التويجري: “شكراً خالد التويجري أنجزت مهمتك بإخلاص ووفاء لملك ملك قلوب شعبه والعالم. فبارك الله فيك ووفقك لكل خير”، فيما قالت الشاعرة والكاتبة في جريدة “الحياة” زينب غاصب: “كنت لدى والدنا الراحل الملك عبد الله محل ثقة وانجاز، من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.
أما زايد الرويس فقدم شكره لرئيس الديوان الملكي السابق وقال: “كنت وفياً ومخلصاً لمليكك ووطنك. فشكراً لك، ولو كره المبغضون”، وقال عبد العزيز الصالح: “عمل بإخلاص وتفانٍ ولأن لكل زمان دولة ورجال ذهب مرفوع الرأس لما قدم، فقد كان القوي الأمين. أتمني له التوفيق في حياته الخاصة”.
على الطرف المقابل يبدي بعض الإعلاميين عدم اهتمام بمصير التويجري بعد إقالته من مناصبه، فقال الكاتب عبدالكريم الزامل: “هناك من يحاول أن يثبت أن خالد التويجري موجود بالسعودية، وهو أمر لا أهمية له، الرجل انتهت مهمته رسمياً وهو حُر يتواجد في المكان الذي يناسبه”.
وتناقل مغردون مقالات كتبها علماء شرعيون ينتقدون فيها التويجري ويحملونه مسؤولية التوسع في عمل المرأة، معتبرين الأمر “تغريباً يهدد بنشر الفساد في البلاد”، فنشرت منى مقالة لإبراهيم السكران تقول إنه يكشف فيها المستور، بينما طالب فراج الصهيبي بمحاسبة خالد التويجري على مايراه أخطاء منه.
لكن أخطر ما تم تداوله حول التويجري كانت مجموعة تغريدات كتبها المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، الذي قال إن “مصير التويجري غير معروف حتى الآن بعد محاولته الهروب خارج البلاد”، وأنه مُنع من السفر وتمت إعادته والتحفظ عليه، وأنه يطالب بالسماح له بالسفر.
وكتب مجتهد أنه ستصدر عدة قرارات “لإزالة آثار خالد التويجري”، رئيس الديوان الملكي السابق، وسيكون أبرزها إعفاء سفراء وعلماء ومسؤولين في مؤسسات دينية، وعزل بعض أمراء المناطق.
العربي الجديد