في الوقت الذي يقف فيه ثوار مصر في الشوارع يواجهون رصاص الانقلاب العسكري بصدورهم العارية، فهناك في الخليج من يؤازرهم وجدانيا وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، في تأثير وتأثر متبادل، وإعجاب بالثوار في حي المطرية الذي ضرب أروع الأمثلة –برأيهم- في الصمود ووحدة الصف الثوري في مشهد يشبه نظيره منذ 4 سنوات، فصارت كما قال «هيثم أبو خليل» عبر حسابه «المطرية حدوتة مصرية جمعت بين النقاب وتشي جيفارا».
وتزامنا مع ذكرى «جمعة الغضب» التي تحل ذكراها اليوم .. كتب الناشط «حميد النعيمي» قائلاً: «غدا يوم من أيام الله، يناير من جديد، اللهم انصر ثوار مصر على جبابرة مصر، ووحد كلمتهم ورص صفوفهم وألهمهم الشجاعة والحكمة واقهر بهم جيش الانقلاب»، معتبراً أن «جيش مصر قد ضيع السكة، فبدلاً من أن يذهب إلى إسرائيل توجه إلى المطرية»، ووافقه « نامي حراب المطيري» فرأى في تغريدته أن «عنق السيسي لم يكن أقرب إلى المشنقة منه اليوم» وفقاً لوصفه.
ثورة أقوى
النائب الكويتي السابق «ناصر الدويلة» قال في تغريدة على حسابه على تويتر وفق موقع “الخليج الجديد”: « في تقديري أن الثورة في مصر اليوم أقوى من الثورة التي أسقطت مبارك، والتي تلت احتجاجات رابعة لسبب بسيطة، أنها ثورة وليست مجرد احتجاجات سلمية»، وقال الأكاديمي السعودي «صنهات بدر العتيبي» على حسابه على توتير« إن بوادر عودة قوية لثوار مصر الكنانة وثوار اليمن السعيد وهذه المرة هي ثورات على الثورة المضادة.. اللهم اجعلها ثورة تمكين للإسلام وأهله».
ونبه رئيس حزب الأمة الإماراتي -تحت التأسيس- «حسن أحمد الدقي خلال» حسابه إلى أنه من الأهمية بمكان ألا بيبتلع ثوار مصر طعم الصراع الزعوم بين بن نايف وبن زايد فالعمة الكبرى أمريكا تدير المشهد مجهرياً وبضباطها مباشرة.
وقال الباحث الأسري «أحمد الشيبة النعيمي» – ناشط وشقيق المعتقل «خالد الشيبة»- عبر حسابه: « نحن أصحاب قيم تربينا عليها وتأبى نخوتنا أن نرى مظلوماً فلا ننصره، فماذا نقول إذا سألنا لله عما يجري لإخواننا في مصر؟»، وأضاف أن «الشعب الذي رأى فاجعة رابعة يتجمع في المطرية الآن رغم الدبابات والرصاص، يا مصر علمينا البطولة فقد نسينا».
وفي رده على بعض المشككين قال «النعيمي»: «الحق واضح يابن العم، هناك حاكم شرعي جاء بانتخابات انقلب عليه من جاء على الدبابة وقتل وأحرق البشر الذين طالبوا بعودة الشرعية».
ورأى موقع خليجيون مع الشرعية «أن المصريون يوثقون شهادات موتهم..على ملابسهم، قبل الخروج. السيسي جعل مصر عراق 2003بعد الاحتلال الأمريكي».أما«صباح الكواري» و«عماد عرب» فاتفقا أن«ربي لن يضيعنا صامدون».
أما الناشط الإماراتي المطارد «إبراهيم آل حرم» فكتب عبر حسابه: «الشعوب أبقى من الطغاة هذا ما نراه اليوم في الإنطلاقة الجديدة لثورة الأحرار في مصر بعد أكثر من سنة ونصف على الانقلاب الدموي. مصر بتتكلم ثورة».
اللجان الإماراتية
ومن بين المعارضين للإخوان في الخليج برز والمحسوبين على النظام الإماراتي كتب مستشار ولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد» للشؤون السياسية والأكاديمي الإماراتي، متقلب الرؤى، «عبدالخالق عبدالله» على صفحته على توتير تعليقا حول قتلى الذكرى الرابعة للثورة قال فيه إن «الشيخ القرضاوي هو المحرض ويتحمل مع الاخوان والأمن مسؤولية سفك الدماء».
فيما قال «سعيد الكتبي» عضو اللجان الالكترونية لـ«محمد بن زايد»، «فقط عندما تظهر الفوضى نسمع أصوات الإخوان الشاذه كـإبراهيم آل حر مجاسم وبقية الرعاع.. هكذا النباح مع الفوضى».
وأضاف:«فوضى الإخوان المسلمين في مصر دليل قاطع على أنها جماعة لا تستحق سوى الابادة». وشاركه زميله العضو «إبراهيم بهزاد» قائلا:«مصر أقوى من إرهابكم، هكذا كان الرفض الشعبي لشعارات الإخوان في الشارع المصري»، وألحق بالتغريدة صورة لسيدة تعتدي على شاب يرفع يديه بشعار رابعة.
العنف يولد العنف
ورأى الناشط القطري «عبدالله الوذين» في عدة تغريدات أن«كثرة الضغط تولّد الإنفجار، واستمرار قتل السيسي للمتظاهرين الرافضين للانقلاب لابد وأن تكون له ردة فعل، وقد شاهدنا ظهور بعض المظاهر المسلحة»، في إشارة منه إلى ظهور حركات مسلحة منها: «العقاب الثوري».
وحمل «الوذين» السيسي وداعميه المسؤولية قائلا:«يتحمل السيسي وداعميه كامل المسؤولية عن جر الشعب المصري إلى المواجهة، فبعد عزله للرئيس الذي انتخبه الشعب هاهو الآن يقتلهم في الشوارع».
وسخر الناشط القطري من بعض الخليجيين الذين يعلقون ساخرين من الربيع وثواره بقوله:«الخليجيون في القاهرة ومن بروجهم العاجية في الأحياء الراقية المطوقة بالأمن والدبابات يقولون لانرى مظاهرات، فين المعسّل يا حسن»والمعسل هو نوع من الدخان يوضع على الأرجيلة في مصر.
ووجه «الوذين» التحية للثوار قائلاً: «إلى أحرار مصر الثائرين على عسكر الخسّة والدناءة عسكر الخيانة عسكر السيسي، وتحية خاصة إلى الثوار في المطرية الصامدة اللهم انصرهم».
أين الانصاف؟
جانب من المغردين الخليجيين ومنهم الناشط «نفود الدهيم» أعتبروا أن «تغطية صحف وإعلام بعض دول الخليج لذكرى ثورة 25 يناير في مصر تفيد بأن جميع الضحايا سقطوا برصاص الإخوان المسلمين»، ثم يتحدثون عن الإنصاف!
ودعا «أحمد الكندري» الثوار إلى إسقاط الاعلام المنحاز قائلا:«تذكروا يا ثوار مصر فرعون وهامان وجنودهم والسحرة، وفي حالكم السيسي ومشايخ الظلم وسفك الدماء والعسكر القتلة والسحرة الإعلاميين أسقطوهم جميعا».
شبكة الجزيرة الاخبارية القطرية يبدو أن التغطية المنحازة خليجيا استفزتها، فأعادت نشاطها في تغطية الشأن المصري وطلبت صراحة من الثوار والنشطاء «إرسال أي فيديوهات أو صور عن ما يحدث في المطرية عبر هاشتاج المطرية الآن».
ثم تابعت مواقعها على شبكات التواصل وقنواتها نقل أخبار إطلاق الداخلية المصرية الرصاص الحي على المتظاهرين بميدان التعاون وتعقبها للثوار في الشوارع الجانبية إلى آخر المشهد الذي ما يزال مستمرا.
موقف الجزيرة لم يمر مرور الكرام، فأغلب الصحفيين والإعلاميين والقنوات التلفزيونية اتجهت إلى مهاجمتها ومنهم الإعلامي «عمرو أديب» مقدم برنامج القاهرة اليوم حيث قال إن المصالحة بين مصر وقطر انتهت بوفاة الملك «عبدالله»، وأضاف «أديب» بقوله:«قتل الاخوان حاجة وقتل شيماء الصباغ حاجة تانية ومينفعش نساوى بينهم»، و«شيماء» هي ناشطة يسارية قتلت على أحد مداخل التحرير قبل يومين على يد قوات الأمن.