قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي إن تجديد الخطاب الديني مطلب قديم تبنّاه الرسول ذاته، وطالب المسلمين بتبنيه في حديثه الذي يقول فيه: “إن الله يبعث على رأس كل مائة عام لهذه الأمة من يجدد لها دينها”.
وأضاف حجازي في مقاله بالأهرام اليوم الأربعاء “نعم نحتاج لثورة دينية” أننا نتأمل هذا الحديث الشريف، نجده حافلا بمعان لم نكن ننتبه لها من قبل، مشيرا إلى أن أول ما نفهمه من هذا الحديث أن الإسلام دين للمستقبل ، فضلا عن أنه للماضي والحاضر، وأنه تراث نعتز به، ونرجع إليه ونهتدي بهديه، لكنه فكر مفتوح واجتهاد دائم، نصحح به الماضي، ونتقدم في ضوئه نحو المستقبل بحسب حجازي .
وقال حجازي إن الزمن بالنسبة للاسلام ليس عدوا، والأيام لا تأخذ من الاسلام بل تعطيه، مشيرا إلى أنه إذا كان هذا الدين الحنيف قد بدأ وحيا وتنزيلا على يد نبيه الكريم، فهو يواصل حياته المتدفقة على يد أتباعه المجتهدين تفكيرا وتجديدا وتمثيلا لروح العصر ومطالبه، وإدراكا للثوابت فيه، وقدرة على فهم المتغيرات، واستنباط ما تدعو الحاجة لاستنباطه من النظم والأحكام والقوانين.
وقال حجازي إن هذه المعاني كانت حاضرة حية في حياة المسلمين الأوائل التي انتشر فيها الاسلام، وازدهر وأسس ملكه وبنى حضارته، ولكنها تراجعت وغابت حين أصبح الحكم طغيانا والدين تجارة، والحياة قهرا وإذعانا.