دانت منظمة العفو الدولية الاثنين تدهور صحة الكاتب في صحيفة (وطن) والناشط العماني في حقوق الإنسان الذي يواصل إضرابه عن الطعام للاحتجاج على اعتقاله في صلالة جنوب غرب السلطنة.
وأدخل سعيد جداد الذي قاد تجمعات في أوج الربيع العربي في سلطنة عمان، الجمعة إلى المستشفى بعد يومين على بدئه إضرابا عن الطعام.
وقالت المنظمة إن السلطات العمانية كانت تنوي نقله بالطائرة هذا الأسبوع إلى العاصمة مسقط حيث يفترض أن تجري محاكمته التي لم يحدد موعدها، مما يعرض حسب نظرها “صحته وحياته للخطر”.
وغرد نجل الناشط الحقوقي بأن والده يواصل إضرابه عن الطعام مطالبا بإطلاق سراحه.
وأوضحت المنظمة أن جداد المتهم “بالمساس بهيبة الدولة” لمطالبته بسن إصلاحات سياسية واجتماعية يعاني من مشاكل في القلب لكنه يرفض أن يشرب المياه أو يتناول أدوية.
وتابعت أن جداد أوقف للمرة الأولى بين 10 و22 كانون الأول/ديسمبر قبل أن يعتقل من جديد في مدينة صلالة.
وغرد عمانيون مطالبين بالإفراج عن جداد.
وكان سعيد جداد قد أرسل رسالة إلى (وطن) قبل اعتقاله بساعات..
وهذا نص الرسالة:
بِسْم الله الرحمن الرحيم
بيان الى الأحرار والشرفاء في ظفار وعمان والعالم
والى كل المنظمات الحقوقية الدولية
احيكم بتحية الاسلام والسلام وبشرف الدفاع عن حقوق الانسان وحريته وكرامته
احيكم أيها الأصدقاء الأحرار فوق كل ارض وتحت كل سماء ، احيكم بمختلف اديانكم وأعراقكم وأجناسكم وألوانكم ولغاتكم
اما بعد لقد شرفتنا الاقدار بان نكون في مصاف احرار هذا الوطن والعالم
نحمل أمانة الدفاع عن حقوق الانسان الذي كرمة الله من فوق سابع سماء وفضله على سائر مخلوقاته وأناط به عمارة الارض وترسيخ مبادئ العدل والحريّة والمساواة والقيم الانسانية النبيلة السامية التى تصون كرامته وتحفظ حقه في الحياة والعزة والشرف
وبما ان هذا الطريق يتربص بسالكيه قراصنة الحرية ومكميمي الأفواه ومنتهكي حقوق الانسان خاصة في وطننا العربي المثخن بجراح الاٍرهاب والاستبداد والظلم والدكتاتورية والفساد ، وقد كان لنا نصيبنا الوافر من تلك الإعتقالات والسجون والاستدعاءات والتهديدات والمضايقات ، وانتهكت حرمة بيوتنا وتم ترويع اطفالنا ونسائنا على يدي ثلة أرادت ان تجعل من الوطن مزرعة ومن المواطنين عبيدا وان تستأثر بخيرات الوطن ومقدراته ، ضاربة عرض الحائط بالقوانين والمعاهدات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الانسان ، بل انها لم تراع حتى حرمة نظامها وقانونها ودستورها ونصوص الكتاب الأبيض ، فلم تبق مادة تحفظ حقوق الانسان الا مزقت سترها ، وهتكت حيائها، وداستها بالاقدام ، وسخرت مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء والادعاء والاجهزة الأمنية لخدمة مصالحها وأهدافها وحولتها الى اداة قمع وعصا ترفع في وجه كل من يحاول ان يتفوه ببنت شفه محتجا او رافضا او معترضا على سياساتهم الخاطئه وفسادهم وممارساتهم اللا إنسانية وانتهاكاتهم الفاضحة لحقوق الانسان.
وفي إطار مسلسل الانتهاكات وسياسة الاذلال الذي تمارسه هذه الأجهزة بحقنا وبحق ابنائنا بهدف قمعنا عن ممارسة حقنا المشروع في حرية التعبير والمطالبة بالإصلاح والدفاع عن حقوق الانسان ومشاركة أبناء الوطن في صنع حاضر بلدنا ومستقبله وادارته ، فقد سمعت اليوم خبر استدعائي لتسليم نفسي وتقديمي للمحاكمة في مسقط بتهمة (النيل من هيبة الدولة ومكانتها ) بالاضافة الى مجموعة تهم ملفقة تضمن بقائي خلف قضبان الحديد خمسة عشر سنة ، وهو الرقم الذي ضرب به عهدا ضابط الأمن الذي كان يحقق معي في اقبية المعتقل الخاصة بجهاز الأمن عام ٢٠١٣ ، اذ اقسم لي باغلظ الايمان ان أنا تفوهت بكلمة واحدة بعد خروجي من الإعتقال ان يغيبني 15 سنة في اقبة السجون والمعتقلات ، ناهيكم عن قضية اخرى يتم الإعداد والإخراج لها في قسم الشرطة بمركز بوشر ، هذا فضلا عن التهمه الاخيرة في صلاله وخطفي من الشارع والتى قضيت بسببها ١٢ يوما متنقلا بين سجن المخابرات وسجن الشرطة دون السماح لي برؤية اهلي او اى محامي ودون ان يعرف اهلي او اى احد مكاني ، في انتهاك صارخ لكل معاني حقوق الانسان. فضلا عن المراقبة والمتابعة اللصيقة التى لم تكن تفارقنا حتى اثناء ذهاب ابنائي الى المحالات التجارية وسرعان ماكنوا يرجعون دون شراء حاجاتهم نتيجة الخوف والقلق من تلك المراقبة اللصيقة التى لا تفارقهم ولا تغادر باب بيتنا ليلا او نهارا وفي كل وقت وحين ، هذه قضايا ربما أدلي بتفاصيلها للعامة لأول مرة اذا ان الكيل قد بلغ أوجه ولم يعد في القوس منزع
ولا في القلب فسحة للكتم والصبر.
وعليه فإنني أعلن رفضي تسليم نفسي لمحكمة مسيسه تعمل وفق توجيهات سادية انتقامية لا علاقة لها بالقانون او العدالة ولا تحترم حقوق الانسان ولا تصون كرامته كما ارفض الاعتراف بكل المحاكمات الصورية التى يعد لها ويخرجها ويديرها ويوجهها جهاز الأمن والادعاء العام ، وارفض المشاركة في هذه المسرحيات المعروفة نتاجئها ومآلاتها، وفي حال القبض على فإنني أعلن في نفس منذو نفس اللحظة إضرابا عن الطعام حتى الموت او عودة تلك الأجهزة الى صوابها وإطلاق سراحي ، فان هى ابت وتجبرت فإنني أعاهد كل الشرفاء الأحرار ان أبقى ثابتا على موقفى حتى ترقى روحي شهيدا في سبيل الحق والحريّة والعدالة. والتحق بركب الأحرار والشرفاء الذين ارتقت ارواحهم في زنازين الطغاة والظالمين دفعا عن الحرية ودفعا للظلم والقهر والإستبداد ، وإنني لن أمكن أولئك الساديين من التمتع بقهري وتعذيبي والنيل من كرامتي وكبريائي ولن ينالوا مني الا جثة هامدة شاهدة على ظلمهم وفسادهم امام الله والتاريخ وكل الأحرار والشرفاء في العالم
وان كان لي من كلمة الى اصحاب القرار في هذا الوطن العزيز فإنني اوجهها الى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إذكر جلالته ان الله قد استرعاه هذا الوطن وأبنائه وان الله سائله عنا يوم القيامه وكل ما اطلبه مِن جلالته ان وصلته كلمتي هذه هو العدل العدل العدل يا صاحب الجلاله.
وأما كلمتي الى والدي ووالدتي وزوجتي وأبنائي واخواتي واخواني فأقول لهم
( صبرو جميل والله المستعان على مايصفون )
كلمتي الاخيرة ووصيتي إن فاضت روحي في سجون الظلم والظالمين اجعلها في رقبة كل حر شريف في ارض الغبيراء أوصي الجميع بالصبر والثبات على الحق ومواصلة النضال السلمي لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان ومحاربة الفساد . والفاسدين ، واعلموا أيها الأحرار انه ما من احد يستطيع ان يركب ظهوركم ان لم تكونوا منحنيين فارفعوا رؤسكم عالية شامخة فقد ولدتكم أمهاتكم احرار.
عاشت عمان حرة عربية ابيه. وعاشت ظفار عزيزة كريمة شامخة.
والمجد للأحرار والخلود للشهداء
سعيد جداد
أبوعماد