تحت عنوان “رجلنا في دمشق” أعدت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية تقريرا عن حاجة أمريكا للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب (داعش).
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن الرئيس باراك أوباما ظل على مدار السنوات المقبلة يصرح بضرورة أن يتنازل نظيره السوري عن الحكم كجزء من حل الأزمة السورية وإنهاء الحرب الأهلية المستعرة، غير أن مصادر بالإدارة الأمريكية تسرب أخبارا في الوقت الحالي عن أن أوباما يعتقد أن الأسد ونظامه العلوي قد يكون جزءا من حل الأزمة.
وأشارت إلى أن التفكير الحالي للإدارة والذي يحظى بأولوية هو هزيمة تنظيم داعش والأسد شريك أصل في تلك الجهود، على الرغم من تحالف واشنطن مع الأسد سيقوض من الهجمات على معاقل التنظيم في العراق وسوريا، وبعيدا عن العراقيين والأكراد تبقى السعودية وتركيا الدولتين الأهم في ذلك التحالف.
وأضافت أن كلا الدولتين أعداء للأسد وكانوا و مازالوا يحثون الولايات المتحدة بالمشاركة الفعلية في إسقاط الرئيس السوري، والأتراك تحديدا عرضوا دعما فاترا لأن أوباما لن يساعد المتمردين المناهضين للأسد من خلال توفير منطقة حظر جوي.
وتابعت “الأسد وإيران لا يفعلان الكثير من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، الذي لا يزال يسيطر على أجزاء كبيرة في سوريا، وبدلا من ذلك فهم يركزون في قتالهم على إلحاق الهزيمة بالمتمردين الذين تساندهم واشنطن، ومع عدم وجود بديل أمام الغرب بدلا للأسد، فإن الاستعانة به تبدو أمرا منطقيا سيلجا الغرب له”.
وألمحت الصحيفة إلى أن الأمر أكثر قلقا لدى واشنطن، هو أن وقوفها للجانب سيساعد استراتيجية إيران في أن تصبح القوى الإقليمية المهيمنة على حساب السعودية والدول الخليجية وإسرائيل، وهؤلاء الحلفاء لواشنطن يخشون من أن ذلك التوجه الذي يتحرك أوباما نحوه الهدف منه أيضا التوافق مع إيران والذي يبدأ بإجراء اتفاق نووي مع طهران.
بدورها، فلن تتدخل إيران في الهجوم الذي من المتوقع أن تشنه القوات الأمريكية والعراقية والكردية خلال العام الحالي لاستعادة جانب كبير من الأراضي العراقية من تنظيم داعش وربما يكون التنظيم المتشدد قد تلاشى، لكن الثمن كان زيادة النفوذ الإيراني داخل العراق وسوريا ولبنان.
وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول إنه يصعب تحديد كيف سيساعد التحالف بين واشنطن والأسد المصالح الأمريكية لذا فينبغي على الكونجرس أن يوجه سؤاله للإدارة لتوضيح هل سيكون الأسد فعليا رجل أوباما في دمشق.