يرى سايمون هندرسون، الباحث في برنامج الخليج والطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن زيارة الرئيس باراك أوباما إلى السعودية اليوم مهمة؛ لأنها تأتي في مرحلة تعرضت فيها العلاقات الأمريكية – السعودية للتوتر.
ويبين الكاتب أن أوباما قطع زيارته إلى الهند؛ من أجل الاجتماع بالعاهل السعودي الجديد في الرياض، وليقدم تعازيه في وفاة الملك عبد الله الذي قضى الأسبوع الماضي.
ويوضح التقرير أنه رغم أن أوباما كان قد هنأ الملك سلمان بالفعل على توليه منصبه عبر الهاتف في 24 كانون الثاني/ يناير، إلا أن هذا “الاجتماع سيكون جوهرياً وموضوعيا بدرجة كبيرة”.
ويشير الكاتب إلى أن أوباما قد التقى سابقا بالعاهل السعودي الجديد. فقد كان الملك سلمان في المخيم الصحراوي للملك عبد الله خارج الرياض، عندما زار أوباما السعودية في آذار/ مارس 2014، كما أجرى أيضاً محادثات في البيت الأبيض عندما زار واشنطن في نيسان/ أبريل 2012، قبل تعيينه ولياً للعهد في وقت لاحق من ذلك العام.
ويرى هندرسون أهمية اللقاء، وأنه سيكون مثيرا للاهتمام في ضوء التقارير التي تتحدث عن مرض الملك الجديد.
ويبين التقرير أن أوباما سيلتقي أيضاً مسؤولين بارزين في العائلة السعودية الحاكمة، بينهم ولي العهد الأمير مقرن، وابن أخيهما ولي ولي العهد الجديد الأمير محمد بن نايف.
ويذكر التقرير أن أهم من سيلتقيهم أوباما سيكون نجل الملك، الأمير محمد بن سلمان، الذي عُين حديثاً في منصب وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي. ولا يزال الأمير محمد في أوائل الثلاثينيات من عمره، وقد ظهر فجأة في العامين الماضيين، دون أي يكون معروفاً سابقاً، ليصبح من أقرب مستشاري والده.
ويقول الكاتب إن الفضل يعود إلى الأمير محمد بن سلمان في تغيير أربعة نواب لوزير الدفاع خلال خمسة عشر شهراً . وكان آخر نائب وزير يُعفى من منصبه هو الأمير خالد بن بندر، الذي استقال من وظيفته في حزيران/ يونيو 2014، بعد ستة أسابيع فقط من تسلمه منصب نائب الوزير. وفي وقت لاحق عين العاهل السعودي الراحل الأمير خالد رئيساً للاستخبارات.
ويلفت التقرير إلى أن وزير الخارجية المخضرم الأمير سعود الفيصل سيكون أحد الغائبين عن اجتماع القمة، حيث يتعافى من عملية جراحية في الظهر، أُجريت له مؤخراً في الولايات المتحدة.
ويفيد الكاتب بأنه من غير الواضح ما إذا كان نائب وزير الخارجية ونجل العاهل السعودي الراحل، الأمير عبد العزيز بن عبد الله سيحل محل الأمير سعود في الاجتماع؛ نظراً لقربه من الملك السابق. ومن غير المؤكد أيضاً ما إذا كان ابن آخر للعاهل المتوفي، وهو الأمير متعب وزير الحرس الوطني، أكبر قوة عسكرية في المملكة، سيشارك في المحادثات أم لا.
ويرجح هندرسون أن يكون الاجتماع فرصة للملك سلمان كي يسلط الضوء على بعض من أبنائه الآخرين، وهي صلاحية راسخة تنبع من كونه ملكاً. فالأمير خالد بن سلمان هو طيار”F-15″، وكان قد شارك في الغارات التي شنتها قوات التحالف على أهداف الدولة الإسلامية في سوريا في أيلول/سبتمبر الماضي. والأمير سلطان، رئيس “هيئة السياحة والآثار”، وأول رائد فضاء سعودي. والأمير عبد العزيز، الذي يشغل منصب مساعد وزير النفط لفترة طويلة جداً. أما الأمير فيصل، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، فهو أمير منطقة المدينة المنورة.
ويجد الكاتب أنه قد يكون أحد الاختبارات لنجاح الاجتماع هو حضور أو غياب الأمير بندر بن سلطان، السفير السابق في واشنطن، الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات، إلى أن اضطر المسؤولون الأمريكيون إلى إبعاده في نيسان/ أبريل الماضي؛ بسبب الخلافات حول التكتيكات المتبعة ضد نظام الأسد.
ويعتقد هندرسون أن الأمير بندر، الذي عينه الملك عبدالله مستشارا خاصا، وقد أدى دوراً أساسياً في العديد من الاجتماعات السعودية، التي عقدت على مستوى عال، سيكون حضوره في اجتماع القمة يوم الثلاثاء أمراً غير مرغوب فيه من الجانب الأمريكي.
ويختم الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن الموضوعات التي ستبحث ستكون سوريا وإيران وتنظيم الدولة الإسلامية وأسعار النفط. كما سيكون السؤال الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للرئيس أوباما هو حول ما إذا كانت لدى الملك سلمان وفريقه من المستشارين أولويات تختلف عن تلك التي اتبعها الملك عبدالله.