نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لمراسلها للشؤون الأجنبية كيفين سوليفان، حول صعود نجم الأمير محمد بن نايف، الذي نجا من أربع محاولات اغتيال، بحسب المقال، أحدها عندما اتصل سعودي متطرف مرتبط بالقاعدة بالأمير، وقال له إنه يريد تسليم نفسه، فأرسل له الأمير طائرته الخاصة، وجيء به إلى قصره في جدة، وعندما اقترب الشاب من الأمير فجر المتطرف قنبلة كان قد خبأها داخل جسده، فمات الشاب وجرح الأمير جرحا طفيفا.
ويذكر التقرير أن الملك سلمان قام يوم الجمعة بتعيين الأمير محمد بن نايف، البالغ من العمر 55 عاما، نائبا لولي العهد.
وترى الصحيفة أن المهم في هذا أن الأمير محمد بن نايف هو الأول من جيله، جيل أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز، الذي يصل إلى هذه المرتبة. وتجد “واشنطن بوست” أن تحرك سلمان هذا يهدف إلى استمرار السلطة بيد العائلة.
ويورد التقرير قول المحللون إن الملك سلمان باختياره الأمير محمد أختار شخصا يعد ذكيا، وتعلم دروسا كثيرة من محاربته للقاعدة،ويحبه الأمريكيون.
وتنقل الصحيفة عن الباحث والعالم في مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية في الرياض، الدكتور عوض البادي، قوله: “عندما يرى شخص الأشياء بعينيه، وعندما يستهدف، أظن أنه يصبح أقوى”.
ويضيف البادي للصحيفة: “إنه قاد الحرب ضد الإرهاب، وإنجازاته في هذا المجال ملموسة”، مشيرا إلى أن الأمير محمد قضى على موجة هجمات للقاعدة في المملكة.
ويلفت التقرير إلى أن الأمير محمد هو ابن نايف بن عبدالعزيز، الذي كان وليا للعهد عندما مات عام 2012، وكان واحدا من اثنين من ورثة العرش ماتا قبل الملك السابق الملك عبدالله. كما أنه سبق ابنه كوزير داخلية.
ويشير البادي إلى أن الأمير محمد تعرض للكثير من الضغوط ، وواجه العديد من الأزمات، وهذا الأمر لصالحه إن وصل إلى كرسي الحكم، مبينا أنه “لا شك أنه يعرف كيف تجري الأمور في العالم، وهو جزء من المنظومة السياسية، وأنا متأكد من أنه أحد الأشخاص القادرين، كما تعرف عنه جديته”.
ويرى المسؤولون الأمريكيون الأمير محمد حليفا قويا في الحرب ضد الدولة الإسلامية والقاعدة، كما أن الأمير حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية لويس أند كلارك في بورتلاند أوريغون عام 1981، ويتحدث الإنجليزية بطلاقة، بحسب الصحيفة.
ويبين الكاتب أن الأمير محمد التقى بالرئيس أوباما في المكتب البيضاوي في 12 كانون الأول/ ديسمبر، وناقشا الإرهاب والقضايا في المنطقة.
ويعرض التقرير وصف البروفيسور ف. جورج غوس الثالث، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إي أند أم في تكساس، للأمير محمد، ويقول إنه “المسؤول السعودي المفضل عند أمريكا”، مشيرا إلى التعاون بين المسؤولين الأمريكيين ووزير الداخلية السعودي.
وتنقل “واشنطن بوست” عن مسؤول كبير في إدارة أوباما، اشترط عدم نشر اسمه، قوله إن سبب حب الأمريكيين للأمير محمد هو “ما لديه من (إمكانات)، وقد أصبح محل تقدير المسؤولين الأمريكيين تحديدا، لأنه براغماتي وليس عقائديا جدا.. إنه يعطي أولوية للتعامل مع الخطر الإرهابي واستخدم الأساليب العملية كلها للتعامل مع هذا الخطر.. وعلى مستوى التحديات الأخرى في المنطقة فهو يحاول العمل معنا بالتركيز على التصدي للخطر الإرهابي ذاته الذي نراه.. إنه كان شريكا إيجابيا”.
ويبين الكاتب أن أمل الناشطين في مجال حقوق الإنسان كان كبيرا عندما تسلم الأمير محمد وزارة الداخلية، ولكن تلك الآمال تحطمت سريعا، بحسب آدم كوغل، الباحث في حقوق الإنسان في الشرق الأوسط لهيومان رايتس ووتش، الذي يتخذ من السعودية مقرا له، الذي قال: “ما يقلق بالنسبة لسجله هو أنه المهندس الرئيسي للحملة ضد المعارضين وناشطي حقوق الإنسان.. إنه المتشدد رقم واحد وهو يضطهد المعتدلين والأصوات المستقلة للإصلاح”.
ويتابع كوغل أن والد محمد كان يسجن الناس بتعسف، ودون توجيه تهمة لأيام أو أسابيع خلال عهده حين كان وزيرا للداخلية، ثم يطلق سراحهم بعد أن يكون لقنهم درسا قاسيا.
ويختم سوليفان تقريره بالإشارة إلى أن الأمير محمد جعل النظام هذا أكثر مهنية، بتوجيه تهم ومحاكمات، ولكن النتيجه هي أن أولئك الذين كان جرمهم الوحيد انتقاد النظام يحكم عليهم بالسجن لعشر أو خمس عشرة سنة، “فهو في الواقع أسوأ من أبيه”، بحسب كوغل.