نفى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، مسئولية قوات الشرطة عن مقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ خلال مسيرة في شارع طلعت حرب كانت في اتجاه ميدان التحرير، محملاً في الوقت ذاته جماعة “الإخوان المسلمين” المسئولية عن سقوط قتلى وأعمال العنف في الذكرى الرابعة لثورة 25يناير.
وقال إبراهيم في مؤتمر صحفي، “يجب أن نتوقف عن إلقاء التهم بالباطل، وأن نترك قضية الناشطة شيماء الصباغ لجهات التحقيقات”، موجهًا كلامه لكل من يتهم الداخلية بالتسبب في وفاتها: “أرجوكم كفاية جلد في الداخلية”.
وأضاف، أن هناك نوعين من القوات، قوات العمليات الخاصة ويكون تسليحها أسلحة نارية وثقيلة، وقوات فض الشغب وهي المسئولة عن التعامل مع التظاهرات والاحتجاجات الموجودة في الشارع ويكون تسليحها فقط الغاز والرش المطاطي. وتابع قائلا: “لو أطلقت القوات طلقات خرطوش في طلعت حرب كانت أعداد الضحايا ستزيد نتيجة لكثرة الرش الموجود بالخرطوش، كما أن استخدام الأسلحة النارية في فض المظاهرات والاحتجاجات سوف يحول الموقف إلى بركة دماء”، مشددا في الوقت ذاته على عدم استثمار أي حدث لجني مكاسب شخصية أو سياسية.
وقال وزير الداخلية، إن “مصر دولة قانون وبدون تنفيذ القانون تتحول مصر إلى غابة مشيرا إلى أن من يتواجد بالشارع مخالفا للقانون يتم تطبيق القانون عليه”، وأشار إلى أن “مصر مستهدفة من الخارج ومن بعض القوى بالداخل لإسقاطها وكل ذلك مرصود”، لافتًا إلى أن وزارة الداخلية جهة تنفيذية وليست جهة تشريعية وأنهم ملتزمون بتنفيذ قانون التظاهر.
وأضاف أنه سوف يتم عرض تقارير الجهات الفنية والطب الشرعي للشعب من الجاني في إطلاق النار على المواطنين في الشوارع ومن أحدث الوفيات، موضحًا أنه تم السيطرة على الأوضاع الأمنية في العديد من المحافظات.
واتهم وزير الداخلية، “الإخوان” في الأحداث التي شهدتها الذكرى الرابعة لثورة 25يناير، قائلاً: “أطلق تنظيم الإخوان الإرهابي والموالين له منذ فترة دعوات للحشد والعنف في ذكرى ثورة 25 يناير لتعكير صفو احتفالات الشعب المصري بذكرى الثورة وإثارة الفوضى بالبلاد”.
وأشار إلى أنهم “أعدوا بعض المخططات خلال الفترة الماضية لإثارة سخط المواطنين ودفعهم للنزول للشوارع والانضمام معهم واستهداف (أبراج الضغط العالي – محولات الكهرباء – وسائل المواصلات – خطوط السكة الحديدة – مكاتب الشهر العقاري – مقرات الأحياء التابعة لمختلف المحافظات – مكاتب البريد والسنترالات) عن طريق إلقاء العديد من العبوات فى غالبياتها محدثة للصوت وهيكلية وبعضها شديد الانفجار لإحداث خسائر في الأرواح وإصابات سواء في المواطنين أو رجال الشرطة”.
وتابع “منذ فجر 25 يناير بدأت العناصر الإرهابية في تنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية على مستوى الجمهورية، تمثلت في تفجير بعض أبراج ومحولات الكهرباء وإحراق مكاتب البريد والسنترالات وغرف التليفونات والتعدي على مرفق السكة الحديد .. وقد تم وضع خطة أمنية محكمة لإحباط تلك المخططات .. حيث تم تشديد الحراسة على المرافق الحيوية والمنشآت الهامة ونشر الأقوال والدوريات الأمنية والقوات السرية والنظامية بالشوارع والميادين بكافة المحافظات لرصد ومتابعة الحالة الأمنية والتعامل الفوري مع ما يطرأ من أحداث”.
وأكد أنه “كان لوعى المواطنين وتعاونهم بالغ الأثر في إحباط العديد من مخططات الإخوان الإرهابية، وعلى سبيل المثال ما حدث فى مركز سنورس بالفيوم وقيام الأهالى بالتحفظ على أثنين من العناصر الإرهابية وبحوزتهما أسلحة آلية وذخيرة أثناء محاولتهما القيام بأعمال تخريبية ، وتسليمهما للأجهزة الأمنية .. وكذا معاونة الأهالي في ضبط أحد تلك العناصر أثناء شروعه في زرع عبوة ناسفة خلف نقطة شرطة أبو زعبل بالخانكة بالقليوبية وبحوزته 4 قنابل محلية الصنع و8 زجاجات مولوتوف و12 كرة مسمارية”.
وأشار إلى أن “المتابعات الأمنية بكافة المحافظات رصدت فشل الجماعة الإرهابية في الحشد، حيث شهدت عدد من المحافظات تجمعات إخوانية محدودة تم التعامل معها بشكل مباشر وتفريقها .. ونظرا لفشلهم الذريع في الحشد والتأثير بالمحافظات قامت الجماعة الإرهابية باستقدام أعداد من أنصارها والموالين لها من المحافظات القريبة من القاهرة وحشدهم بمنطقة المطرية للإيحاء بقوة تواجدهم .. وقاموا بارتكاب أعمال عنف وتعدى على الممتلكات الخاصة والعامة وإطلاق أعيرة نارية وخرطوش بصورة عشوائية وإحداث حالة من الفوضى لترويع المواطنين مستغلين طبيعة منطقة المطرية الجغرافية وكثافتها السكانية .. وحاولوا استدراج قوات الشرطة للشوارع الجانبية والضيقة حتى يحدثوا أكبر قدر من الخسائر في الأرواح سواء في الأهالي أو الشرطة”.
واستطرد الوزير قائلاً: “كانت التعليمات للقوات واضحة وصريحة بالتعامل مع ذلك الموقف بأقصى درجات الحذر وحماية المواطنين وأهالي المنطقة من ذلك المخطط.. إلا أن عناصر الإخوان قاموا بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش صوب القوات والأهالي نتج عنها وفيات وإصابات في عدد من المواطنين ووفاة مجند وإصابة 4ضباط و2أمناء شرطة ومجند بإصابات مختلفة ناجمة عن أعيرة نارية وخرطوش.. واستمرت المواجهات حتى منتصف الليل حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على الأوضاع”.
وواصل “استمرت العناصر الإرهابية ليلة أمس في إلقاء العبوات التفجيرية وزرعها في عدة مناطق على مستوى الجمهورية وتم التعامل معها وتفكيكها وإبطال مفعولها”.
وذكر أن القوات تمكنت من ضبط 516 من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بمختلف المحافظات من المتورطين في وقائع إطلاق النار وزرع وتفجير العبوات المتفجرة والاعتداء على بعض المنشآت العامة والخاصة والمواطنين، وكان من أبرزها الآتي:
في الإسكندرية : ضبط أحد العناصر ومقتل الآخر بدائرة قسم شرطة أول المنتزه أثناء قيامهما بإطلاق النيران عشوائياk على المواطنين مما أسفر عن إصابة مواطن بإصابات خطيرة ، وعثر بحوزتهما على 2 رشاش محلى و133 طلقة و3 قنابل.
– ضبط 3 وبحوزتهم 12 دائرة كهربائية وأدوات تصنيع العبوات المتفجرة و 2 فرد خرطوش و 6 طلقات.
– ضبط 4 وبحوزتهم 3 بنادق خرطوش و106 طلقة من ذات العيار واعترفوا أنهم فى طريقهم لاستخدام الأسلحة فى عمليات إرهابية وأنهم فى طريقهم لإشعال النيران بمحولات الكهرباء وماكينات الصراف الآلى وسابقة تعديهم على قول تأمين إحدى نقاط قيادة الإدارة العامة للمرور وإطلاق النيران على نقطة مرور المطار بالإسكندرية وإشعالها.
فى الجيزة : إحباط محاولة زرع عبوة لتدمير حى الوراق الجديد “تحت الإنشاء” حيث تم ضبط مهندس وطالب أثناء زرعهما عبوة شديدة الانفجار في المبنى وبحوزتهما بندقية آلية وبندقية خرطوش وفرد خرطوش وكمية من الذخيرة وجارى ملاحقة ثالث كان معهم ، عقب تبادل إطلاق النيران وإصابة أحدهم .
– ضبط 9 عناصر بدائرة البدرشين لقيامهم بقطع الطريق وإطلاق الأعيرة النارية على القوات وإصابة ضابط شرطة بطلق نارى وضبط 2 قنبلة يدوية.
– ضبط 14 لقطع طريق المنصورية وضبط بندقية خرطوش وفرد محلى.
– فى المنوفية : ضبط 3 عناصر بحوزتهم عبوة متفجرة تم التعامل معها وإبطال مفعولها ، وكذلك ضبط عامل لقيامه بإعداد زجاجات مولوتوف لاستخدامها فى التعدي على المنشآت وقوات الشرطة خلال التظاهرات.
– فى البحيرة : مصرع 2 حال قيامهما بزرع عبوة متفجرة أسفل برج للكهرباء بإحدى قرى مركز أبو المطامير.
– فى دمياط : مصرع عنصر حال قيامه بزرع عبوة متفجرة بجوار وحدة مرور دمياط الجديدة وبحوزته فرد محلى الصنع وكمية من الطلقات.
واعتبر الوزير أن “ما جرى أمس 25 يناير من أحداث عنف وشغب وإرهاب يؤكد بالدليل القاطع أن الذين تواجدوا بالشارع المصرى أمس هم عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وحدهم ، فلأول مرة تشهد ذكرى ثورة 25 يناير أعمال عنف وإطلاق أعيرة نارية وخرطوش وزرع عبوات تستهدف أرواح المواطنين الأبرياء، لتؤكد الجماعة الإرهابية يوما بعد يوم مسئوليتها القاطعة عن الحوادث الإرهابية التي تحاول من خلالها النيل من أمن واستقرار الوطن ونشر الفوضى”.
وتابع “لكنى أؤكد أن رجال الشرطة بالتنسيق مع القوات المسلحة سيتصدون لتلك المخططات الإرهابية وبالرغم من شراسة المعركة مع الإرهاب .. إلا أننا ملتزمون بالقانون في تلك المواجهات الحاسمة”.