يدرك الشيعة أن العالم يتمحور حول ظهور المهدي، المسيح، المعروف أيضًا بلقب الإمام الغائب، أو الإمام الثاني عشر. فهم يؤمنون بأن هذا الإمام والأحد عشر الذين سبقوه هم الورثة الحقيقيون للأمة الإسلامية وللنبي محمد. سيظهر الإمام الثاني عشر في نهاية العالم فقط ليخلص العالم، ويرسل رسالة سلام ويعيد الإسلام لمصادره النبوية. على مر التاريخ ازدادت توقعات الشيعة لظهور المهدي، كلما وجدوا أنفسهم تحت سيطرة سنية قوية.
يدرك النظام الديني في إيران التطورات المختلفة في الشرق الأوسط من خلال منظورهم لهذه الرؤيا. تمكن الرئيس السابق محمد أحمدي نجاد من أن ينشر هذا الاعتقاد بخصوص ظهور المسيح من خلال تصريحه أن “النظام الديني الإيراني سيوفر خلفية الانقلاب الذي سيُظهر الإمام الغائب في العالم”. ووجه القائد الأعلى علي خامنئي تصريحات مشابهة عندما بشر بالثورة الإسلامية عام 1979، وقال إنها عبارة عن تحقق النبوءة التي تُبشّر بهزيمة أعداء إيران على يد المسيح.
يؤمن هذان القائدان إيمانًا مطلقًا بأن لإيران المسؤولية الكاملة لتحقيق النبوءة لتوليد ظهور المسيح. وقال قائد الحرس الثوري في الآونة الأخيرة، إن على إيران “تجهيز أرض المنطقة” لحين وصوله. وجاء التفسير الأكثر وضوحًا لاعتقاد النظام الإيراني بنبوءة نهاية العالم بشريط فيديو متسرب قام بإعداده رئيس الأركان الإيراني، موضحًا فيه أن النظام يحاول تحقيق نبوءات معينة من أجل توليد ظهور الإمام الغائب. في شريط الفيديو، والذي بُث جزء منه في وسائل الإعلام المؤسساتية، يظهر خامنئي وزعيم حزب الله حسن نصر الله كأناس أوتوا النبوءة.
“إن سياسات إيران الخارجية مبنية على هذه المعتقدات والأهداف الأيديولوجية”، هذا ما وضحه ريان ماورو في “مشروع كلاريون” الذي يتعقب الإرهاب الإسلامي. لذلك، ترى القيادة الإيرانية في موت ملك السعودية جزءًا من نفس النبوءة. ويُنظر إلى هذه الوفاة كالإشارة الأكثر وضوحًا للظهور الوشيك للمسيح. وفقًا لموقع “المونيتور”، قد صرح في السابق مسؤولون إيرانيون، استنادا على الأدب النبوي، أن موت الملك عبد الله سيؤكد ظهور المسيح، وأن الوفاة سترافق بحرب أهلية كبيرة في السعودية.
وهذا يقودنا لما حدث تمامًا في اليمن في الآونة الأخيرة. يظهر في الفيديو الذي انتشر في الإعلام الإيراني، المتمردون الحوثيون في اليمن، المدعومون من طهران، كمن يقود الثورة النبوئية. يعتبر الإيرانيون سيطرة الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء وتمردهم ضد النظام الموالي للولايات المتحدة كعلامات لوصول المهدي. وقد صوّرت في الشريط ذاته شخصية باسم يمني من شأنها أن تقود مسيرة عظيمة للمدينة المقدسة مكة في السعودية. من الممكن أن يكون التلميح على حسن نصر الله، فلديه جذور يمنية. ونرى أن الإيرانيين ينتظرون هؤلاء الحوثيين ليقودوا هجومًا ضد عدوهم المحلف السعودية.
نبوءات أخرى تتحقق
لا تُعتبر هذه الأحداث الوحيدة التي تُفسّر من قبل الشيعة على أنها تُحقق نبوءات. وصف الإعلام الإيراني الغزو الأمريكي على العراق وموت صدام حسين كتحقق نبوءة. يرى النظام أن النزاع الحالي في العراق جزءًا من الأجواء المحيطة بظهور المسيح. كما أن الإيرانيين يعتقدون أن ظهور داعش هو تحقيق نبوءة، وأن الإمام علي قد تحدث عن ظهور جماعة إسلامية مخادعة مع أعلام سوداء يقودها شخص مسمى على اسم مدينة. ومن الواضح لكم أنه -أبو بكر- البغدادي.
ويرى حزب الله الشيعي في التمرد ضد النظام السوري جزءًا من النبوءة المبنية على الكتاب الشيعي المقدس الجعفر. ويؤمن حزب الله أن هذه النبوءة تتنبأ بموت القائد السوري (من الواضح بشار الأسد)، وتولي الحكم قائد سني سيقمع الشيعة حتى ظهور قوى إيرانية وتحررهم. ويرى حزب الله داعش وجبهة النصرة أنهم الأعداء. وفقًا للنبوءة، سيصل المهدي فقط عندما تهدأ الأوضاع في سوريا تحت السيطرة الجديدة القديمة للعلويين.
تعتبر البحرين هدفًا نبوئيًا آخر. صرح أحد المقرّبين من خامنئي أن البحرين صاحبة الأغلبية الشيعية تحت سيطرة سنية، وهي المكان الأمثل لبداية التحضير لمجيء المسيح. تسعى إيران فعلا لتسليح المعارضة الشيعية في البحرين وإسقاط النظام السني، ولكن دون نجاح حتى الآن، وذلك بفضل تدخل المملكة العربية السعودية.
عن موقع “ميدل نيوز”