أثار قرار تعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد بالسعودية أمس، مع احتفاظه بوزارة الداخلية (سيئة السمعة بالمملكة)، غضب وحفيظة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين: هل هي مكافأة لمحمد بن نايف على قبضته الأمنية الحديدية، وتجاوزاته الحقوقية وتعذيبه للمعتقلين واعتقالاته الواسعة للمواطنين؟
وبعد دعوات شعبية لمحاكمة بن نايف دوليا بسبب جرائمه، يأتي الملك سلمان ليتحدى الإرادة الشعبية ويعينه وليا لولي العهد، مما دفع نشطاء للتساؤل: هل هذا ينبئ بامتداد عهد تكميم الأفواه وتقليص الحريات؟
ودشن النشطاء على “تويتر” العديد من الهاشتاقات التي تدور حول المعنى ذاته منها:
#محاكمة_محمد_بن_نايف_دوليا
#الملك_سلمان يتحدی الإرادة الشعبية ويعين #محمد_بن_نايف_وليا_لولي_العهد
محمد_بن_نايف_وليا_لولي_العهد
# جرائم _محمد _بن _نايف
# انتهاكات_باسمك_ يا _وطني
وذكر النشطاء نماذج كثيرة من جرائم وانتهاكات محمد بن نايف تحت اسم “الحفاظ على الأمن الوطني”، واستخدامه ذريعة “مكافحة الإرهاب” لقمع المعارضة وتنفيذ اعتقالات عشوائية “، كما ذكَّروا بقصص أشهر المعتقلين، مثل: وجدى الغزاوي، وليد أبو الخير, رائف بدوى, وغيرهم، وكيف عرف عن بن نايف الغدر ونقض العهود، فبعد أن وعد العديد من النشطاء بالعفو استدرجهم إلى داخل المملكة وغدر بهم وألقى بهم في السجن أمثال عمرو الرويلي والغزاوي وغيرهم.
وقال صاحب حساب “غريب في وطنه”: “الملك_سلمان يضع مستقبل السعودية بيد أمير كاذب عرف بنقض العهود وإخلاف الوعود”.
وقال صاحب حساب “اعتقال” الذي يجمع العديد من الملفات الموثقة التي تدين بن نايف ويقوم برفعها للمنظمات الحقوقية: “إن رفع الملفات يسبقها توثيق التجاوزات، وهي مقدمة لمحاسبة كل ضباط تحقيق وقضاة محاكم وكل من شارك في جرائم الاعتقال في عهد بن نايف تحت هاشتاق (# محاكمة بن نايف دوليا)”.
الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، تم تعيينه أمس الجمعة وليا لولي العهد، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، مع الإبقاء عليه في منصبه وزيرا للداخلية السعودية، والذي يشغله منذ 5 نوفمبر 2012، بأمر من الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلفا للأمير أحمد بن عبد العزيز.
يعرف محمد بن نايف بالسفاح والجلاد – كما وصفه سعد الحريري ذراع النظام السعودي في لبنان – بحسب تسريبات ويكيليكس – ويعرف على مستوى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بأنه “داحش بن نايف”.
وانتقد الناشط السعودي عمر بن عبد العزيز، السجون السعودية في عهد بن نايف، راصدا عددا من الأسماء التي شوهت الداخلية السعودية سمعتهم في برنامجه “فتنة” في حلقة بعنوان “راحوا وراء الشمس”.
كما أقرت الداخلية السعودية في عهد “بن نايف” بأنها تراقب الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى برنامج الرسائل “الواتساب”.
وتؤكد منظمات حقوقية منها “هيومن رايتس ووتش” أن الداخلية السعودية تستخدم ذريعة “الإرهاب” لضرب النشطاء السلميين والمطالبين بالإصلاح وقمع كل أشكال حرية التعبير داخل المملكة.
وحصل بن نايف على عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.
وعانت السعودية عمليات قمع واسعة منذ توليه وزارة الداخلية في نوفمبر ٢٠١٢، كما عدد النشطاء ضحاياه تحت هاشتاق “جرائم محمد بن نايف”.
وشهدت العاصمة السعودية الرياض وغيرها من المدن احتجاجات واسعة في إبريل 2013 للمطالبة بإقالة محمد بن نايف ومحاكمته دوليا والإفراج عن المعقلين تحت شعار “أطلقوا المناضلين”.
ودعا المحتجون المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل للكشف عن الانتهاكات والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون داخل السجون.
وحذر المشاركون في تلك الاحتجاجات السلطات من مغبة الاستمرار بنهج القمع والاعتقالات كونه سيشعل البلاد.
وامتدت الاحتجاجات إلى بريدة في القصيم التي شهدت اعتصامات يومية – آنذاك – للتأكيد على موصلة الحراك حتى تحقيق المطالب المشروعة.
وعمل بن نايف في القطاع الخاص إلى أن صدر الأمر الملكي في 27 محرم 1420 هـ الموافق 13 مايو 1999 بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة، ومددت خدماته لمدة أربع سنوات اعتبارًا من 27 محرم 1424 هـ بموجب الأمر الملكي الصادر في 27 ذو الحجة 1423 هـ.
وفي 4 جمادى الأولى 1425 هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير، وفي سبتمبر 2008 صدر أمر ملكي بالتمديد له.
كما تم في 7 رجب 1420 هـ الموافق 16 أكتوبر 1999 صدور موافقة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز بضمه إلى عضوية المجلس الأعلى للإعلام.
تعرض في 6 رمضان 1430 هـ الموافق 27 أغسطس 2009 لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب زعم أنه يرغب بتسليم نفسه، وكان محمد بن نايف في مكتبه الكائن في منزله بجدة، وقام الشخص المطلوب بتفجير نفسه بواسطة هاتف جوال وتناثر جسده إلى أشلاء، وأصيب بجروح طفيفة.
وقد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم في رسالة بثتها منتديات تابعة للتنظيم على الإنترنت.
وبحسب المغرد السعودي مجتهد، فإن متعب بن عبد الله حاول إقناع والده أثناء حياته بقيادة مستقلة لقوات النخبة في الجيش وربطها بالملك مباشرة، وإحالة كل العناصر المتميزة في الجيش لها بهدف أن تصبح خلاصة الجيش تحت سلطة متعب في مواجهة مستقبلية مع داخلية محمد بن نايف.
وأوضح قبل ساعات من وفاة الملك عبد الله أن متعب يعامل محمد بن نايف بأقصى درجات المجاملة ويقضي معه وقتا طويلا, مشيرا إلى أن العارفين بابن نايف يقولون إنه أخبث من أن يبتلعه متعب.
كما أكد الدكتور سعد الفقيه إن صراعا محتدما سيحدث بين نايف ومحمد بن سلمان ومتعب لأن مقرن والملك سلمان أضعف من أن يحكموا.
شؤون خليجية