الجمعة، كما أورد تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز، كان أول قرار اتخذه الملك سلمان في منصبه الجديد هو تعيين الأمير محمد ين نايف (55 عاما) نائب ولي العهد، الأمر الذي يمكنه من احتلال المركز الثاني في ترتيب ولاية العرش. والأهم في هذا، أن الأمير محمد هو أول عضو في جيله –من أحفاد المؤسس الملك عبد العزيز- يُضاف رسميا إلى خط الخلافة. وقد صمم سلمان هذه الخطوة لضمان تحكم عائلة آل سعود في السلطة.
بتعيين محمد بن نايف، كما نقل تقرير الصحيفة عن محللين، يكون الملك قد اختار أميرا يُنظر إليه أنه ذكي ومحبوب من قبل المسؤولين الأمريكيين، والذي تعلم الدروس من سنوات الحرب ضد مقاتلي تنظيم القاعدة. وقال عوض البادي، وهو باحث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض، لكاتب التقرير: “لقد قاد المعركة ضد الإرهاب وإنجازاته ملموسة”، مشيرا إلى أن الأمير محمد جنب المملكة بفعالية موجة جديدة من هجمات القاعدة.
وأضاف الباحث السعودي البادي، كما نقلت عنه الصحيفة: “ليس هناك شك في أنه على دراية بالتغيرات في العالم”. وأوضح أنه “جزء من المؤسسة السياسية، وأنا متأكد أنه هو واحد من الناس المؤهلين جدا، ومعروف عنه جديته”.
فيما يرى المسؤولون الأميركيون في الأمير محمد حليفا قويا في الحرب ضد تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة. وقد حصل الأمير على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية في كلية “لويس أند كلارك” ببورتلاند، ولاية أوريغون الأمريكية، في عام 1981 ويتحدث جيدا بالإنجليزية.
التقى الأمير محمد مع الرئيس أوباما في المكتب البيضاوي يوم 12 ديسمبر الماضي لمناقشة الحرب على الإرهاب والقضايا الإقليمية. في ذلك الوقت، اعتبر “غريغوري غوز الثالث”، وهو أستاذ بارز في الشؤون الدولية بجامعة تكساس أن الأمير محمد هو “المسؤول السعودي المفضل بالنسبة لأميركا”. وأشار “غوز” إلى التعاون الجيد بين المسؤولين الأمريكيين وزارة الداخلية السعودية.
“ما يميزه –وهو ما يقدره فيه، على وجه الخصوص، مسؤولون أميركيون- أنه عملي جدا وليس أيديولوجيا”، كما قال مسؤول كبير في إدارة أوباما، الذي علق مشترطا عدم الكشف عن هويته ليكون قادرا على التحدث بحرية أكثر، وفقا للصحيفة.
وأضاف المسؤول: “إنه بالتأكيد يعطي الأولوية للتهديد الإرهابي، ولكل الطرق العملية لمحاولة التعامل مع المشكلة”، وأضح قائلا: “بالنسبة للتحديات الإقليمية الأخرى، قال إنه يحاول العمل معنا، مع التركيز على مواجهة نفس التهديد الإرهابي الذي نتصوره. لقد كان شريكا بناء بشكل خاص”.
وقد علق ناشطون حقوقيون آمالا كبيرة على الأمير محمد عندما تولى منصب وزير الداخلية، ولكن تم سحق تلك الآمال بسرعة، كما قال قال آدم كوغل، وهو باحث حقوقي في منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وأضاف: “ما هو مقلق للغاية بشأن سجله هو أنه يعتبر المهندس الرئيس لهذا الهجوم الضخم ضد المعارضين والناشطين في مجال حقوق الإنسان”، وأوضح قائلا: “إنه القائد المتشدد رقم واحد، مضطهد لأصوات الإصلاح المعتدلة المستقلة”.