نشر موقع “أسرار عربية” تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكذا اليوم الأخير الذي سبق تدهور صحته التي تم على اثرها نقله الى المستشفى، كما كشف مصدر سعودي في الرياض عن الخلاف بين الأمير متعب بن عبد الله، وبين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وكيف اشتاط ابن الملك غضباً بعد أن بث الديوان الملكي بأمر من سلمان بياناً تحدث عن صحة الملك.
وبحسب المعلومات فان الملك كان قد تم نقله الى المستشفى في الرياض يوم 31 كانون ثاني/ ديسمبر 2014، اي في اليوم الأخير من العام الماضي، وذلك إثر تدهور صحته بعد أن أمضى أسبوعاً كاملاً في “واحة روضة خريم”.
وبحسب ما يقول المصدر فان الملك قبل تدهور صحته بأسبوع انتقل الى واحة روضة خريم حيث قضى بعض الوقت في الاستراحة الملكية التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمال الرياض، وكان هناك في انتظار أن يستقبل كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وأمير دولة قطر الشيخ تميم، حيث كان يريد إتمام المصالحة الخليجية من ناحية، وإتمام المصالحة بين قطر ومصر من جهة ثانية.
وكان من المفترض -بحسب المصدر- أن ينعقد الاجتماع فور انتهاء عطلة راس السنة الميلادية، إلا أن تدهور صحة الملك ونقله الى المستشفى ألغى اللقاء، ولاحقاً لذلك أصر الملك على مغادرة المستشفى، حيث أعيد الى قصره في الرياض لساعات قبل أن يضطر الأطباء لإعادته مجبراً وإجلاسه على سرير الشفاء.
خلاف متعب وسلمان
لكن المعلومة الأهم هي أن البيان الذي صدر عن الديوان الملكي السعودي يوم الثاني من كانون الثاني/ يناير الحالي،كان قد صدر بأوامر مباشرة من الأمير سلمان بن عبد العزيز، وهو ما تسبب بغضب كبير من الأمير متعب بن عبد الله الذي اتخذ قراراً منذ تلك اللحظة بمنع الزيارات عن والده، وتسمر في المستشفى محاصراً والده ومانعاً أي معلومات من الخروج من هناك، حتى إنه لم يسمح للسناتور الأمريكي جون كيري بالدخول على الملك، كما لم يسمح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالدخول أيضاً.
وكان البيان قد جاء فيه إنه “بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لخادم الحرمين من قبل الفريق الطبي تبين وجود التهاب رئوي استدعى وضع أنبوب مساعد على التنفس بشكل مؤقت مساء هذا اليوم الجمعة، مؤكداً: “تكلل هذا الإجراء ولله الحمد والمنة بالاستقرار والنجاح”.
وكشف البيان ضمنياً أن الملك غائب عن الوعي، إذ أن اي طبيبن حتى لو كان طبيباً عاماً وليس مختصاً بات بمقدوره تأكيد أن الملك في غيبوبة، وهو ما أكده موقع “أسرار عربية” في تقرير خاص يوم الأحد الرابع من يناير 2015 تحت عنوان: (بيان السعودية له معنى واحد فقط: الملك عبد الله غائب عن الوعي).
الأمير أحمد بن عبد العزيز
وبعد صدور بيان الديوان الملكي الذي كشف الحالة الصحية للملك، أدركت العائلة المالكة بأن الملك عبد الله يصارع الموت، وأنه قاب قوسين أو أدنى من مفارقة الحياة، فبدأ الحراك داخل الأسرة السعودية، وبدأت الخلافات تظهر الى العلن تدريجياً، وهو ما يفسر أيضاً التغريدات التي جاءت على لسان عضو هيئة البيعة الأمير أحمد بن عبد العزيز، وكذلك الرسالة الغاضبة والنادرة التي بعث بها الأمير الوليد بن طلال الى وزير المالية منتقداً السياسات المالية التي تسببت بعجز في المملكة.
ويقول المصدر الذي تحدث لموقع “أسرار عربية” إن منزل الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود في الرياض تحول الى خلية نحل حقيقية وأشبه بغرفة العمليات طوال الأسابيع الثلاثة التي سبقت الاعلان عن وفاة الملك.
ورغم أن الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير متعب بن عبد الله، ليسا حليفين ولا صديقين، إلا أنهما يتفقان الان على رفض تولي الامير سلمان للحكم في البلاد، خاصة وأن الأمير أحمد هو ابن الأميرة حصة السديري زوجة الملك المؤسس والتي يقول أبناؤها منذ عقود أنهم مضطهدون، بسبب أن أبناء الملك يخشون من هيمنة “السديرية” على الحكم في المملكة.
وكانت مصادر متطابقة عديدة قد تحدثت عن خلافات عميقة في العائلة السعودية الحاكمة، وهي الخلافات التي اضطرت رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الى السفر مسرعاً الى الولايات المتحدة قبل ايام من وفاة الملك من أجل وضع الأمريكيين في صورة التطورات في المملكة، ومن أجل البحث معهم في سيناريوهات ما بعد وفاة الملك.
ويتوقع كثير من المراقبين أن تبدأ الخلافات بالظهور الى العلن بعد دفن الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعندما يبدأ الملك سلمان بتولي مقاليد الحكم فعلياً.
أما المسألة الأخرى المقلقة في السعودية فهي أن الأمير سلمان الذي أصبح ملكاً يعاني هو الآخر من وضع صحي سيء، كما أن العديد من التقارير تشير الى أنه يعاني من مرض الزهايمر الذي يؤدي به الى فقدان التركيز وضعف الذاكرة، وربما يحول دون قدرته على أداء مهامه كملك على السعوديين.