أفصحت «أنصاف حيدر»، زوجة المدون والناشط السعودي «رائف بدوي» المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات والجلد ألف جلدة، لصحيفة «الغارديان» البريطانية، عن قصة الضغط الذي مورس على والدها وأمها وأسرتها لكي يتم تطليقها بالقوة والضغط على زوجها، وقالت: «رفضت كل الضغوط وغادرت مع أولادي الى كندا على أمل أن يلحق بي زوجي بعد شهرين».
وبحسب كاتبة الموضوع بالصحيفة «مالي إليسي باكوين»، التي التقت بـ«أنصاف حيدر» في شيربروك في كندا، حيث تقيم زوجة المدون السعودي «رائف بدوي» السجين في السعودية، فإن «بدوي» قد تلقّى قبل عيد ميلاده 50 جلدة أمام أحد المساجد في جده. بينما كانت زوجته وبناته على بعد ألاف الأميال في شقة متواضعة في كيبك بكندا.
وتضيف الكاتبة أن «أنصاف حيدر» قالت: «أشعر أنني دُمرت، لكنني لن أجلس في ركن وأبكي، سيكون هذا مؤلما لرائف ولأطفالي».
بيد أن الكاتبة قالت بدورها: «أنصاف متماسكة لكن الإجهاد يبدو عليها من جراء أحداث الأسبوعين الماضيين. فقد جُلد زوجها للمرة الأولي يوم 9 يناير/كانون الثاني بعد صلاة الجمعة. ورغم ذلك تحاول إخفاء حزنها قدر استطاعتها عن أطفالها».
وكانت «أنصاف» قد لجأت مع أطفالها إلى كندا عام 2013 حيث حصلت على لجوء سياسي، إلا أن قلبها – بحسب وصف الصحيفة – في السعودية مع زوجها الذي حُكم عليه بالجلد ألف جلدة والسجن عشر سنوات وتغريمه مليون ريال سعودي، أي بما يُعادل 175 ألف دولار في مايو /آيار الماضي، على خلفية نشره تدوينة عبر الإنترنت انتقد فيها رجال الدين السعوديين. وهو محبوس منذ منتصف عام 2012.
وكان «بدوي» قد أنشأ موقع «السعوديون الأحرار» في 2008 إلا أن النظام -بحسب الكاتبة- قام بتخويفه، حيث كان ينظر بعين الريبة إلى الموقع الذي يقول «بدوي» بدوره إنه كان منصة للحوار الاجتماعي والسياسي.
وقد تم إدانته بسبب محتوى ما نشره على الموقع، وضمنه مقال يسخر من الشرطة الدينية في المملكة المعروفة باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما اتُهم بالسماح لأخرين بنشر كتابات «مسيئة».
وكان الإدعاء في البداية يطالب بمحاكمة «بدوي» بتهمة الردة عن الدين. وهو اتهام يمكن أن يؤدي إلى الإعدام.
وتقول زوجته، التي تحمل درجة في الدراسات الإسلامية، إن «بدوي» لم ينتقد الإسلام مطلقا بل أراد أن تكون بلده أكثر حرية وتسامحا مع الديانات الأخرى، على حد تعبير الكاتبة.
هذا وتم منع «بدوي» من مغادرة المملكة العربية السعودية عام 2009. وحاول المحامي الخاص به بأن يتخذ إجراءات قانونية لتطليق زوجته منه، لكنها رفضت وانقطعت علاقتها بأسرتها منذ ذلك الحين.
وتوضح الكاتبة أن «رائف» وزوجته قد قررا عام 2012، خوفا على أطفالهما، أن تغادر الزوجة البلاد مع بناتها الثلاث «نجوى» 11 عاما، و«طراد» و«مريم» 7 أعوام. مضيفًة: «وعد بدوي زوجته أن يلحق بها بعد شهرين».
وتقول «حيدر» إن أشد ما يؤلم زوجها هو فراقه لأطفاله، حيث تنقل عنه القول إنه لا يعلم كم سيكون عمر بناته عندما يلقاهن، «وربما يكن في العشرينيات من أعمارهن» على حد قوله.
ويعاني «بدوي» من مرض السكر مما يزيد من الخوف على حالته وهو في انتظار الدفعة القادمة من الجلدات غدًا الجمعة.
ترجمة شؤون خليجية