أفتى علماء سعوديون كبار بعدم جواز ترديد عبارة “إلا رسول الله” المنتشرة في تويتر كوسم (هاشتاغ) ردًّا على “الإساءات” التي تعرض لها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، موضحين أن الإساءة إلى الله والإسلام والديانات غير مقبولة ولا يُسكت عليها.
ومنذ أحداث شارلي إيبدو في باريس انتشرت عدة شعارات في تويتر، تدعو إلى احترام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتحذير من التهكم من رمز الإسلام، وانتشرت عدة وسوم أبرزها “إلا رسول الله، و”إلا محمدًا” و”إلا أبا القاسم”.
وقال الشيخ عبدالرحمن البراك – أحد أبرز علماء المملكة -: “لا أرى جوازها (إلا رسول الله)؛ لأنها لا تـفيد شيئًا، هي عندي تشبه ذكر الصوفية: (الله، الله)”.
من جانبه، قال الشيخ عبد المحسن العباد – أحد أكبر علماء الحديث بالمملكة – تعليقًا على هذه العبارة: “أما “إلا رسول الله”: فهذا كلام غير صحيح؛ لا بد أن يؤتى بالمستثنى منه، ولا شك أن الإساءة لله تعالى أعظم من الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي عبارة غير مستقيمة، ولا تصح”.
وذكر موقع “الإسلام سؤال وجواب” – الذي أورد الفتوى – أن “معنى العبارة غير مستقيم؛ فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم”، مضيفًا أن “هذا المعنى – إلا رسول الله – باطل، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى، ولا إلى القرآن، أو الإسلام، أو أحد من الأنبياء والمرسلين، أو الملائكة، أو الصحابة رضي الله عنهم، أو أمهات المؤمنين، أو إخواننا المؤمنين، فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح، وهو ما جعل بعض علمائنا يفتون بأنها غير جائزة”.
وكان موقع تويتر قد أزال في وقت سابق هاشتاغ “الرسول محمد” باللغة الإنجليزية، ما أثار حفيظة آلاف المغردين، دون أن توضح إدارة تويتر السبب من ذلك.
وهذا نص الفتوى على “الإسلام سؤال وجواب”:
الحمد لله، تتابع كثير من الناس على استعمال هذه العبارة للدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلوها شعارًا لمقاطعتهم الدول التي وقفت مع من أساء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا شك في حسن قصد من استعملها وأطلقها، ولكن هذه العبارة من حيث معناها فيها إشكال، وهو أنه ذكر فيها المستثنى ولم يذكر المستثنى منه.
وعلى أي تقدير للمستثنى منه، يكون معنى العبارة غير مستقيم، فإن ظاهرها أننا نقبل أو نسكت عن الإساءة إلى أي شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا المعنى باطل، فإننا لا نقبل ولا نسكت على الإساءة إلى الله تعالى، ولا إلى القرآن، أو الإسلام، أو أحد من الأنبياء والمرسلين، أو الملائكة، أو الصحابة رضي الله عنهم، أو أمهات المؤمنين، أو إخواننا المؤمنين، فظهر بذلك أن معنى العبارة غير صحيح، وهو ما جعل بعض علمائنا يفتون بأنها غير جائزة.
فقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: انتشر في هذه الأيام كتابة عبارة “إلا رسول الله”، فهل ترون جواز استعمال هذه العبارة؟
فأجاب:
“لا أرى جوازها؛ لأنها لا تـُفيد شيئًا، هي عندي تشبه ذِكر الصوفية “الله، الله”!.
لكن نعلم أن مقصود الذين يكتبونها هو: “كل شيء إلا الرسول، لا تقربون حماه، ومقامه، وحرمته، هذا مُــراد من كتبها، لكن إذا نظرنا لتحديد لفظة “إلا رسول الله”: (صار المعنى): سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله! هل هذا صحيح؟ وهل يستقيم الكلام؟.
سبُّوا كلَّ أحدٍ إلا رسول الله. فهي غلط” انتهى.
” شرح مقدمة أصول التفسير” الدرس الرابع، السؤال الأول.
وهذا رابط المادة الصوتية:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48708
وسئل الشيخ عبد المحسن العبَّاد حفظه الله: عن تعليق هذه العبارة:
فأجاب: “أما “إلا رسول الله”: فهذا كلام غير صحيح؛ لا بد أن يؤتى بالمستثنى منه, ولا شك أن الإساءة لله تعالى أعظم من الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي عبارة غير مستقيمة، ولا تصح” انتهى.
“شرح سنن ابن ماجه”.
والله أعلم.