أعلن «مركز السياسات والإستراتيجيات الإعلامية» في بيان له عن إطلاق مبادرة تسمي «من حقنا» لتمكين شباب الإعلاميين، قال خلالها أنه هدفهم هو «إنشاء أول قناة فضائية بنظام التمويل الذاتي»، وذكر البيان أن مجموعة من أعضائه هم أصحاب الفكرة وجميعهم من شباب الإعلاميين الطامحين في خلق مساحات عمل جديدة تمكنهم من إظهار إبداعاتهم في مجال الإعلام المرئي و المسموع.
وقال موقع «الخليج الجديد» أن هذا البيان نشرته صحف ووسائل إعلام مصرية تتهم بأنها تتلقى دعماً من أموال الإمارات، منها صحف ومواقع: البوابة نيوز- الفجر- الإسبوع – فيتو – الوطن – آفاق مصرية – الخبر نت – مصر المستقبل وغيرها.
كما قال الموقع أن الخبر الذي نشرته هذه الصحف كان بصيغة واحدة موزعه علي الصحف، ومرفق به صورة – موزعه مع الخبر أيضا – لمركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية الذي يديره الدكتور «جمال سند السويدي» ويرأسه الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد ابو ظبي، ما يشير ربما إلى أن المركز هو من يقف وراء هذا المشروع الشبابي في مصر ضمن الخطط الإماراتية للسيطرة علي إعلام مصر وتوجيهه لصالح الانقلاب.
بل إن صفحة «مركز السياسات والإستراتيجيات الإعلامية» علي فيس بوك تضع أيضا نفس صورة «مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية» ما يشير للعلاقة الوثيقة بينهما.
ومن المشتهر في الأوساط المصرية أن مركز الإمارات الإمارات للدراسات الاستراتيجية يتغلغل في نسيج الإعلام المصري ويدعم نوافذ إعلامية كالبوابة نيوز وصحيفة الفجر وقناة التحرير، كما أنه يسعى للتأثير علي صحف حكومية حيث وقع مع جريدة الأهرام بروتوكول تعاون حضر توقيعه الدكتور«سعد الدين إبراهيم»ومساعديه ممثلين لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية الذي بدأت الإمارات تقدم معونات له لتحويل اتجاهه من معارضة الحكومة خلال عهد «مبارك» إلي دعم نظام «السيسي».
يعد المركز الإماراتي بمثابة الذراع السياسي والأمني للتفكير الاستراتيجي لحكومة الإمارات، وهو الجسر الذي ينقل الإمارات إلى الغرب من جهة، ومن الغرب إلى المنطقة العربية من جهة أخرى.
تمويل ذاتي «إماراتي»!
وكشفت تصريحات المسئولين عن «مركز السياسات والإستراتيجيات الإعلامية» مثل «مصطفى العناني» رئيس المركز – وهو صحفي مصري يعمل في دبي – و«إسلام التمساح» المستشار الإعلامي – وهو صحفي في جريدتي التحرير والدستور اللتان تشارك الإمارات في تمويلهما، عن أهداف فضفاضة ونفقات هائلة يصعب أن يوفرها شباب من الصحفيين أو الإعلاميين لفضائيات تتكلف الملايين ويفترض أن تنطلق في أول مارس المقبل، ما يشكك في صحة ما قيل عن التمويل ذاتي ويرجح أن يكون هناك تمويلاً إماراتياً غير معلن بسبب حساسية وضع الإمارات الداعم للانقلاب، وهو ما جعل سفارة الإمارات في مصر وقنصليتها العسكرية بالقاهرة هي الوحيدة من بين البعثات الدبلوماسية التي تحيطها سلطات الأمن المصرية بسياج من ألواح خرسانية.
كما أن «مشروع إنشاء أول فضائية مصرية بنظام التمويل الذاتي» الذي حصل «الخليج الجديد» علي نسخة منه، يحدد من سيمولون المشروع بـ«المساهمة المالية» للمشاركين والمساهمة المالية لشركة «فري هاند للإنتاج الإعلامي» وهي شركة مجهولة غير معروفة إعلاميا.
كما كشف المشروع عن تحديد مطلقي القناة الجديدة يوم الأول من مارس المقبل 2015 وقبل ثلاثة أسابيع من بدء أول انتخابات برلمانية بعد انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر، عن أن الهدف هو مشاركة هذه الفضائية من داخل مصر ربما يكون هو التأثير علي الناخب المصري عبر تلميع مرشحين موالين للانقلاب والتحالفات الداعمة للسيسي الهادفة الي تشكيل ظهير سياسي له في البرلمان يسهل قيادته لمصر دون منغصات أو معوقات من نواب مستقلين.
حيث قال«العناني» أن الهدف الأساسي من المشروع هو إتاحة الفرصة لشباب الإعلاميين والراغبين في خوض تجربة العمل الإعلامي حيث أن القنوات الموجودة حاليا لا تستوعب الأعداد الكبيرة من خريجي كليات و أقسام الإعلام بالإضافة إلى وجود عدد غير قليل من الشباب الموهوبين الباحثين عن نوافذ لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم ، وأن المركز بصدد إجراء اختبارات لتحديد اللياقة الفكرية والذهنية وفي حال تجاوزهم للاختبارات سيسمح لهم بالمساهمة بما يعادل خمسة آلاف جنيها ترد بعد ستة أشهر من العام الأول لانطلاقة القناة .
فيما صرح «التمساح» بأن «القناة الجديدة ستكون نافذة للمرشحين الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة حيث تستهدف القناة دعم شباب المرشحين من أصحاب الأفكار والأجندات التشريعية القوية للوصول إلى أكبر قاعدة من الناخبين»، وهو ما يؤكد دور القناة الذي يستهدف التركيز علي الانتخابات.
كما أشار إلى أن «القناة تستهدف تغيير ثقافة الناخب تجاه المرشح البرلماني من خلال التركيز على الدور التشريعي والرقابي وليس الخدمي للمرشحين» .
رأس المال الإماراتي في الإعلام المصري
وسبق لجريدة «روزاليوسف» اليومية الحكومية أن قالت في تقرير نشرته منتصف العام الماضي أن هناك تدفق للمال الإماراتي علي وسائل الإعلام المصرية، وأن هناك حربا إعلامية بين رءوس الأموال المتحكمة في مجال الميديا، أبرزها دخول رؤوس أموال إماراتية لمنافسة رءوس الأموال القطرية والسعودية ، وأن الصراع لا يتوقف عند حالة الاحتراب بين رءوس الأموال، بل بدأت بوادره فى السباق القائم بين القنوات ومحاولات كل منها للتعاقد مع إعلاميين وجذب أكبر عدد من الجمهور المصري للتأثير عليه بالمال الخليجي.
وضمن هذا الإنفاق الإعلامي الإماراتي الكثيف داخل مصر جاء إطلاق قناة «النهار الجديدة» مع وجود شركاء إماراتيين لم يتم الإعلان عنهم، وضخهم 50 مليون دولار في رأس مال الشبكة.
كما ظهرت على الساحة «قناة الغد العربى» التى يمتلكها مستثمرون إماراتيون ويقودها «محمد ذو الرشاد» المدير السابق لقناة «أبوظبى»، وهي شركة «مساهمة مصرية إماراتية ومقرها لندن»، وترسخ تواجدها حاليا بقلب القاهرة، وضخت مبالغ مالية كبيرة لتكون شبكة إخبارية عربية دولية تنافس غيرها وتحاول التفوق علي قناة «العربية» السعودية و«الجزيرة القطرية».
وكشف مستثمرون إماراتيون إن القناة تعطى أولوية خاصة لمصر بنسبة 70% من التغطية الخبرية، ويعتبرونها مركز صناعة الأحداث فى الشرق الأوسط، وتردد أن «محمد دحلان» القيادى بحركة فتح لا يزال أحد المساهمين في المجموعة، كما يتواجد فيها ماليا الفريق «أحمد شفيق» ولكن القناة نفت هذا ولكنها رفضت تحديد المساهمين مكتفيه بالقول بأن تمويلها عربى.
يذكر أن مراقبين من أبناء الإمارات يرون أن أفكار الدكتور«جمال سند السويدي» مدير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية المناصرة للغرب تقف وراء التحول العدائي للمتنفذين من الأسرة الحاكمة يقودهم ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد» ضد من يسمونهم أنصار ودعاة «الإسلام السياسي»، وسببا للحملة العدائية التي يقودها جهاز الأمن الإماراتي منذ حل جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي عام ١٩٩٤ وما تبعها من قرارات صادرة من أروقة المركز وخبرائه الأمنيين أفرزت استبعاد للعشرات من مواقع التأثير والنفوذ المجتمعي بلغت ذروتها باعتقال العشرات وسحب جنسيات عدد منهم وطالت الحملة عدد من النساء اللواتي ينشطن تربويا واجتماعيا بما اعتبره المراقبين سابقة تتنافى مع كل ما يتمتع به أي مجتمع خليجي يعزز من مفهوم القبلية والعائلية.