لدي مخاوف وأتمنى أن تكون غير صحيحة وأن لا يكون ما يحدث هو عرض الجزء الثاني من المسرحية، وهو التبرير للانفصال وإنهاء القسمة بين المخلوع (الحوثي) وبين هادي …!!!
لا يوجد قائد يفتح الطريق لمن يصفها بقوى الشر ويسلمها المعسكرات والأسلحة ومؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية ثم يقرر مقاومتها بعد أن مكنها من حصاره في غرفة نومه …
الانقلاب قد تم من قبل، وما يحدث الآن هو الإعلان عنه رسميا، الكارثة أنه انقلاب شارك فيه الرئيس الكارثة … انقلاب على الثورة والتغيير لا على هادي …
الأسوأ مما يحدث هو استمرار حالة الارتباك التي لا يعرف فيها الناس من غريمهم …
ما يحدث اليوم قد يُنهي هذا الوضع الشاذ ويعطي الناس صورة واضحة عمن يحكمها ومن لا يحكمها، حتى يقرروا أن يقبلوا به أو يرفضوه.
إن كان ما يحدث هو مسرحية لتبرير الجزء الثاني من السيناريو، وهو الجزء الخاص بتقسيم اليمن بين الحوثي (المخلوع) وبين هادي، فأتمنى أن لا يكون هنالك سفك للمزيد من دماء الأبرياء ودماء الضباط والجنود لأجل لعبة قذرة متفق عليها سلفا بين طرفيها …!!
الشخص الوحيد الذي بمقدوره أن يستقل سيارته ويدخل منزل هادي على الرغم من محاصرة الحوثيين له هو السفير الأمريكي.!
ليس بعيدا أن تكون مسرحية، المراد منها إقناع الأغبياء أن هادي كان ضحية وأنه قاتل حتى أخر لحظه قبل أن يرد الأمانة للمخلوع آو من يمثله ..!
أثناء الحرب على الدماج قلت إن الطريق إلى صنعاء يبدأ بدماج، ويوم سقطت دماج قلت إن صنعاء سقطت بسقوط دماج.
إذا كانت الأحزاب لا تزال تثق في هادي ومقتنعة أن ما يحدث هو معركة حقيقية بين الجيش وبين الموالين للمخلوع وللحوثي، فهذه كارثة.
سوف يكون انقلاب اليمن تاريخيا أطول انقلاب وأغرب انقلاب، الأطول لأنه بدأ في دماج وانتهى في صنعاء، والأغرب لأنه أول انقلاب يشارك فيه الشخص الذي يظهر في الصورة أن الانقلاب ضده …
لكن الغرابة ستزول حين يتذكر التاريخ أن الانقلاب هو على الثورة وعلى التغيير في اليمن لا على الرئيس شخصيا، وأن الرئيس المنقلب عليه والمشارك في الانقلاب على نفسه كان عسكري مع المخلوع الذي خلعته الثورة قبل الخلع وبعد الخلع وأثناء الخلع …
كان واضحا أن الرئيس التافه مجرد أداة من أدوات المخلوع، علي عبدالله صالح، من اللحظة التي رفض أن يجلس فيها على كرسي الرئاسة.
وما تشاهدونه، اليوم، هو فيلم (أمينة ترد الأمانة) …!! هادي يعيد السلطة للمخلوع ويعيد المخلوع إلى السلطة تحت ستارة الحوثي …
هذا ما يحدث … وهذه هي نهاية قصة أمينة وأياديها الملطخة بخيانة الشعب وبالوفاء للمخلوع …!
والكارثة سببها ليس الثورة وإنما من خُدعوا بدموع هادي وتباكيه فبصموا له ووثقوا في بدويته وفي شرفه العسكري، وما فهموا أنه قضى 17 عاما نائبا بلا موقف ولا لسان ولا شرف..له أكثر من وجه وله أكثر من سمسار يبيعه ويشتريه…!
خالد الآنسي / ناشط حقوقي يمني