جهاد عماد مغنية، هو الابن الأكبر لعماد مغنية من زواجه الأول من شقيقة مصطفى بدر الدين (المطلوب رقم واحد من قبل المحكمة الخاصة بلبنان بتهم التخطيط وتنفيذ عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري)، والذي يتولى حاليا الجزء الأكبر من المسؤوليات التي سبق أن تولاها عماد عندما كان المسؤول العسكري الأول في حزب الله، وذلك بعد اغتياله في عملية أمنية مركّبة على الأراضي السوري في شهر فبراير عام 2008.
قبل اغتيال والده، لم يعرف عن جهاد أي علاقة له بالعمل العسكري، وكان مشغولا بالتحصيل العلمي في الجامعة الأميركية (تخرج من قسم إدارة الأعمال حسب المعلومات الأولية غير الدقيقة)، وعمل قبل اغتيال أبيه في المجال التجاري إلى جانب عدد من أبناء مسؤولي حزب الله.
سُجّل أول ظهور علني له في الحفل الذي أقامه حزب الله لتأبين والده في فبراير 2008 حين ألقى كلمة بايع فيها حسن نصرالله، أمين عام حزب الله.
بعد عام 2008 وبأوامر من نصرالله ورعاية من قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيرانية، الجنرال قاسم سليماني، فُتحت الطريق أمام جهاد مغنية للدخول في العمل العسكري، وبدأت مسيرة انخراطه في دورات تدريبية قتالية داخل لبنان وفي إيران.
حظي جهاد مغنية برعاية خاصة من نصرالله وسليماني اللذين كانت تربطهما علاقة خاصة وعميقة بوالده، حتى إن الشخصين اعتبرا اغتيال عماد مغنية في سوريا ضربة قاسمة نالت منهما شخصيا.
زج حزب الله بجهاد مغنية في المعارك التي يخوضها إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا بهدف توجيه رسائل لقاعدته الشعبية والعسكرية بأن ما يقوم به هو استمرار للمخطط الذي وضعه مغنية الأب، مستغلا المكانة التي كان يحظى بها هذا الأخير بين مقاتلي حزب الله.
القيادة العسكرية للحزب أرسلت جهاد مغنية إلى منطقة الجولان السوري كمسؤول عن “سرية قتالية” فقط، وقد حددت مكان عملها بالقرب من مدينة القنيطرة السورية بعيدا عن خطوط المواجهة مع جبهة النصرة والجيش الحر، وفي منطقة تعتبر آمنة ومحايدة بالقرب من الحدود مع مناطق انتشار الجيش الإسرائيلي في الجزء المحتل من الجولان.
وتعززت مكانة جهاد مغنية داخل صفوف حزب الله بعد النشر الهادف لعدد من صوره إلى جانب قائد فيلق القدس قاسم سليماني خلال تقبله التعازي بوفاة والدته.
والأحد، وفي البيان الذي أصدره حزب الله واعترف به بسقوط 6 قتلى من عناصره في الغارة الإسرائيلية على الجولان، والذي حدد فيه الموقع التنظيمي لكل من هؤلاء، شدد الحزب على وصف جهاد عماد مغنية (والملقب بـ”جواد”) بـ”المجاهد” مثل بقية القتلى، في حين وصف محمد عيسى (والملقب بـ”أبو عيسى”) بـ”القائد”.
ويعتبر عيسى المسؤول العسكري لحزب الله عن قطاع عملياته في الجولان السوري، وحسب المعلومات الأولية فإن مغنية كان تحت إشرافه وقيادته. وكان عيسى المسؤول عن القواعد والتحصينات التي أقامها حزب الله في هذه المنطقة، والتي نقل إليها ما تبقى من السلاح الصاروخي لدى النظام السوري، إضافة إلى الصواريخ الإيرانية وبعض الصواريخ التي في ترسانة حزب الله، وذلك استعدادا لفتح معركة واسعة مع إسرائيل في حال سقوط نظام بشار الأسد.
وقد لجأ حزب الله إلى تعزيز هذه الجبهة وحرص على عدم السماح لعناصر “النصرة” والجيش الحر من تحقيق أي تغيير في موازين القوى، بهدف الحفاظ على خطوط تواصله مع العمق اللبناني خاصة في الجنوب، وهو قام بتعزيز تواجده بالتزامن مع تصاعد التهديدات الأميركية والتلويح بعملية عسكرية صيف 2013 إثر ما عرف حينها بأزمة استخدام السلاح الكيمياوي.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية غربية قولها إن جهاد مغنية كان يخطط لتنفيذ عملية في هضبة الجولان تهدف إلى قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والسكان .